رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
عروبة مصر وعودة سوريا؟

بعض الذين يعتبون على فى رسائلهم ما يعتبرونه اهتماما زائدا من جانبى بالشئون العربية على حساب ما يرونه غيابا للاهتمام الكافى بالشأن الداخلى فى مصر، تغيب عنهم أمور كثيرة أولها وأهمها أن الاهتمام بالشئون العربية هو اهتمام مباشر بالشأن الداخلى لمصر، لأن مصر ليست فقط أكبر دولة عربية وإنما ــ وكما أثبت التاريخ ــ يرتبط أمنها واستقرارها وازدهارها بأمن واستقرار وازدهار جوارها العربى.

إن حرصى على تجديد تأكيد عمق الانتماء العربى لمصر ينطلق من فهم عميق وإدراك صحيح بأن العروبة ــ التى ينحاز إليها شعبناــ بالعقل وبالعاطفة ــ ليست تيارا عنصريا ضيق الأفق ولا تعبر بأى صورة من الصور عن رغبات أو مطامع فى توسع إقليمى يسعى إلى المزيد من الأرض، وإنما العروبة هى العنوان الصحيح لحركة أمة ــ نحن فى القلب منها ــ وتضم شعوبا عديدة عاشت نفس التاريخ وتتكلم لغة واحدة وتجمع بينها وحدة الضمير ووحدة الفكر.

بل لعلى أكون أكثر وضوحا وأقول: إن الانتماء العربى الذى يسكن فى قلوب المصريين لم يكن يوما عائقا بين مصر واستمرار تمسكها ومجاهرتها بوحدة الإنسانية كلها تحت رايات الإيمان بوحدة المصير العالمى وبحتمية تضامن جميع الأمم والشعوب تحت مبدأ التعايش السلمى والاحترام المتبادل والمتكافئ الذى يصون الحقوق ويرفض المظالم!

إن الانتماء العربى لمصر أمر راسخ فى العقل وفى القلب وفى الضمير المصرى منذ الفتح الإسلامى، ويمثل أحد أهم مفاتيح الرهان على التطور نحو مستقبل أفضل اعتمادا على قدرة الطاقات الكامنة لشعبنا فى خدمة المتطلبات اللازمة لتلبية الاحتياجات والمطالب المشروعة للأمة من خلال تكامل وتعاون وتنسيق متبادل!

وظنى أن مؤتمر القمة العربى المقبل الذى سوف تستضيفه الجزائر سوف يكون محملا بمسئوليات ضخمة لاستعادة وحدة الصف العربى بعودة سوريا إلى مكانها الطبيعى فى منظومة العمل العربى المشترك بعد طى صفحة الماضى لأن ذلك سوف يكون بمثابة إثبات جديد لوحدة هذه الأمة وسلامة الركائز التى تقوم عليها هذه الوحدة.

وليس سرا أن مصر بذلت جهودا سياسية ودبلوماسية مضنية لدعم خطوات إعادة استكمال الصف العربى وترسيخ عناصر لم الشمل، وبما يهيئ الأجواء أمام القمة العربية المقبلة لكى تتحمل بالتخطيط والتنفيذ مهمة استعادة القوة والحيوية إلى العمل العربى المشترك.

ولم يكن لمصر أن تحتفظ بمكانتها المتميزة فى المشهد العربى إلا بما قدمته على أرض الواقع من دلائل تؤكد ترفعها وابتعادها عن مواطن الشبهات والنأى بنفسها عن مزالق الانتهاز فى جميع القضايا والملفات.. والتاريخ وحده هو خير شاهد!

خير الكلام:

<< ويجمعنا إذا اختلفت بلاد.. بيان غير مختلف ونطق!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: