تابعت مثل غالبية المصريين سلسلة الجولات المتتابعة للرئيس عبد الفتاح السيسى فى جنوب الوادى حيث يتم افتتاح العديد من المشروعات القومية تحت لافتة «أسبوع الصعيد» من أجل إحداث نقلة حضارية وتوفير المزيد من فرص العمل حتى يمكن إنقاذ كل محافظات الصعيد من الواقع الصعب الذى تعيشه منذ سنين والدفع بها إلى ما يحلم به الناس هناك!
وقد لفت نظرى استمرار حرص الرئيس السيسى على المصارحة والمكاشفة مع الناس دون لف أو دوران منتهجا تلك الحكمة الأثيرة التى تقول بأن القدرة على الصدق مع النفس والصدق مع الناس هى أصعب الأمور على الذين يتحملون مسئولية الحكم ويراهنون على تجاوب الناس مع أحلامهم وأفكارهم المستنيرة دون حاجة إلى استخدام المظاهر الشعبوية التى تخاطب الخيالات والأوهام دون قراءة صحيحة للواقع المعاش!
ولو أن أحدا سألنى عن مغزى أسبوع الصعيد لقلت فى إيجاز ودون تردد: إن الرئيس السيسى أراد بهذه الجولات الميدانية أن يشيد لأهل الصعيد جسر عبور بين مرحلة ومرحلة بعد إزالة كل العقبات المتراكمة على طول السنين وإنهاء سنوات المعاناة مع الألم وسنوات المعايشة مع الخطر باتجاه مستقبل جديد تتوفر له كل عناصر الأمل والاستقرار والأمان!
والحقيقة أن جولة السيسى فى صعيد مصر بعثت برسالة مفادها: إن الرجل خلع الرداء النمطى للحاكم الذى يعتمد على التقارير والدراسات المكتوبة وقرر أن يرى الأمور على حقيقتها فى أرض الواقع حتى يمكن صياغة القرارات الصحيحة التى تتصل بضمائر الناس وأحلامهم لكى تنمو قدرة إضافية إلى جانب قدرات الدولة وإمكاناتها من أجل قهر المستحيل.
وإذا كان أهلنا فى الصعيد قد عاشوا أسعد لحظات حياتهم خلال الجولة وابتهجوا لما صدر عن الرئيس من توجيهات وتكليفات تستهدف تخفيف المعاناة عنهم وتوفير كل الخدمات الضرورية لتيسير سبل الحياة اليومية لهم فما بعد أسبوع الصعيد هو الأهم لأن الرئيس بعد أن رأى كل شيء على أرض الواقع سوف يتخذ العديد من القرارات ليس فقط استنادا إلى التقارير والدراسات المستندة إلى الحسابات الدقيقة فحسب وإنما سيضيف شيئا آخر هو ما رآه على أرض الواقع بالعين الثاقبة وبالأذن المفتوحة على رادار أهلنا فى صعيد مصر لاستكمال بناء جسور العبور لكافة محافظات جنوب الوادي.
خير الكلام:
<< أول خطوة لاتخاذ القرار الصحيح معرفة جذور القرار الخاطىء!
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: