لم يَطُل الوقت كثيراً حتى انكشفت حقيقة ما سمّاه رئيس وزراء إثيوبيا آبى أحمد، فى 6 ديسمبر الحالى، نصراً كبيراً لشجاعة قواته ضد مقاتلى جبهة تحرير تيجراى! بعد أن كان يمر بتراجعات متسارعة فى هزائم متتالية، طوال نحو العام، أمام تقدم جبهة تيجراى بثبات نحو العاصمة أديس أبابا، وقد انضم إليها 8 جبهات أخرى، كلهم يصرون على إسقاط حكمه! وأما الحقيقة، فقد أعلنتها جريدة نيويورك تايمز قبل أيام قليلة، ونقلتها عنها صحف ومواقع إخبارية، حيث أكدت أن العامل الحاسم فيما تحقق لآبى أحمد لم يكن بيد قواته، وإنما كان بفضل تزويد 3 قوى إقليمية له بطائرات مُسَيَّرة ضارِبة. وأكدت الصحيفة أن حظوظ آبى أحمد قد ازدهرت بفضل أسطول من الطائرات المقاتلة بدون طيار، توافرت له منذ أشهر قليلة من حلفاء فى منطقة الخليج وأماكن أخرى، وكلهم منتفعون من إبقائه فى السلطة، ولكل منهم مطامع خاصة، وذلك فى تصادم منهم مع مواقف أمريكا وكذلك الحكومات الإفريقية، الذين كانوا يحثِّون، فى نفس الوقت، على وقف إطلاق النار وإجراء محادثات سلام.
لم يُشِر الجزء المتداوَل فى تقرير نيويورك تايمز إلى من تولى المهام الفنية المعقدة فى إطلاق وتسيير هذه الطائرات المتقدمة، وتوجيهها بدقة ضد قوات تيجراى وحلفائها، لأنه يصعب تصديق أن تكون قوات آبى أحمد هى التى قامت بهذا! وفى كل الأحوال فإن مضمون هذه المعلومات الجديدة يحث أيضاً على متابعة الطرف الآخر، جبهة تحرير تيجراى وحلفائها من أبناء إثيوبيا، فهل يجوز التسليم بأنهم سوف يسكتون على ما لحق بهم ويعتزلون المقاومة المسلحة ويستسلمون إلى عار أبدى وفق تقاليدهم؟!
الحقيقة المُرة التى يرفض آبى أحمد أن يقر بها أنه لا يمكن التسليم بأنه انتصر انتصارا نهائيا إلا عندما يوفر الدليل على أن قوات معارضيه قد انهارت تماماً، وأنه لم يعد لها فرصة لدعم خارجى يوفر لها سلاحاً جديدا قد تتفوق به عليه، أو أن يقويها حتى تعود من جديد قادرة على إنزال الهزائم به واستنزافه..إلخ.
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب رابط دائم: