رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
خطيئة لا تغتفر!

2 - أليس مثيرا للاستغراب وللريبة أيضا أن تشهد السنوات العشر الأخيرة, التى أعقبت هبوب عواصف الفوضى على دول المنطقة, تصاعدا ملحوظا فى نغمة التشكيك والتحريض ضد أى دور تقوم به المؤسسة العسكرية فى أى قطر عربى لحماية الدولة المدنية من الانهيار والتفكيك بمثل ما جرى للعراق عقب الغزو الأمريكى عام 2003, تحت مسمى خطة «بريمر» لتفكيك الجيش والشرطة فى العراق والسعى لإنشاء تشكيلات جديدة على غرار نظرية «انسف حمامك القديم».. وهو ما كلف العراق ثمنا باهظا مازال يسدد فواتيره السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية حتى اليوم!

إن هذا الهمس المتزايد فى عدد من الدول العربية الشقيقة التى تسبح فوق بحور وبحيرات من الفوضى للمطالبة بما يسمى عودة الجيوش إلى ثكناتها بينما تعانى هذه الأوطان فراغا سياسيا مخيفا لا يعكس فقط قصورا فى الفهم لدى جماعات الهمس والغمز واللمز وإنما يكشف عن سوء نية وتخطيط مدبر لإحداث شرخ فى جدار الوحدة الوطنية سوف يؤدى فى نهاية الأمر إلى احتمالات مخيفة للصدام المجتمعى!

وصحيح أن الجيوش وجدت لتكون سلاحا فى يد الدولة ولكن عندما تدرك الجيوش أن الأوطان باتت مهددة فى وجودها واستقرارها وأمان شعوبها تتغير المعادلة – حتميا ووطنيا – لكى تقوم الجيوش بدورها كحراس للأمانى الوطنية المشروعة فى الأمن والاستقرار والتنمية!

والحقيقة إننى لست أتجاوز القول عندما أقول: إن تصاعد هذه النغمة المريبة فى عدد من أوطاننا العربية تباعا وفق نوتة موسيقية موحدة يؤكد أن هناك قوى إقليمية ودولية تغذى هذه التيارات الغبية التى ترقص – بوعى أو عن غير وعى – على هذه الأنغام وبما يؤدى إلى مزيد من تأرجح مزاج الرأى العام فى أوطاننا العربية بين الحيرة والشك فى جدوى الحاجة إلى وجود الجيوش بينما نحن نعيش فى منطقة تشهد أكبر عمليات التنامى فى بناء الجيوش وصناعة الأحلاف، التى تشكل طوقا يحيط بالجوار العربى شرقا وغربا وشمالا وجنوبا!

والحمد لله أن مصر العظيمة انتبهت مبكرا وخرجت فى 30 يونيو عام 2013 لكى تستدعى جيشها وتلملم جراحها التى ألمت بمعظم أطراف جسدها على مدى عامين ونصف العام.. ومع ذلك لم يستوعب بعض أشقائنا هذا الدرس العظيم الذى سطره شعب مصر، حيث مازالت ماكينات التشكيك تواصل دورانها فى عواصم عربية عديدة، وأظن أنه قد آن الأوان لكى تستيقظ هذه العواصم على نوبة صحيان تنقذ ما تبقى من أمن واستقرار هذه الأمة العظيمة لأن التاريخ لن يرحم المتورطين فى التطاول على جيوشهم الوطنية باعتبار أن ما يحدث منهم خطيئة لا تغتفر!

خير الكلام:

<< ليكن شعار أمتنا «متواضعون دون ضعف وأقوياء بلا غرور»!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: