من الأخطاء الفادحة التى يقترفها الإخوان ضد أنفسهم أنهم يضعون خططهم على أساس أن العالم ثابت لا يتغير، وهذا يورطهم فى أوهام أن أوضاعهم فى العالم مستقرة غير معرضة لظروف غير مواتية تضربهم من حيث لا يحتسبون، خاصة فيما يتعلق بالدول التى استضافتهم بعد الإطاحة بحكمهم، ومنحتهم إقامات رسمية على أراضيها، فتمادى الإخوان فى أوهام عندما أعلنت هذه الدول أنها ترفض تسليمهم إلى القضاء فى بلادهم الأصلية، حتى فى الحالات التى أصدرت بلادهم أحكاماً قضائية ضدهم فيها أحكام إدانة فى جرائم إرهاب بشعة، سقط فيها مدنيون أبرياء. ومع غرابة هذا الدعم السخى من دول أجنبية إلا أن هذا لم يجعل الإخوان يدرسون دوافع هذه المواقف التى بدت مؤيدة لهم، ولم يحاولوا أن يفهموا أسباب هذه الدول فى المبالغة فى تأييدهم، واحتضانهم، وتوفير الممكنات التى تساعدهم على تأسيس قنوات فضائية، وألا تطلب منهم بشكل حاسم أن يتوقفوا عن سلوكهم الذى لا يلتزم بالشروط المفروضة على كل لاجئ سياسى فى العالم.
وسط هذه الأجواء، طيَّرت وكالات الأنباء خبراً يتعارض مع دواعى الاطمئنان التى يعيشها الإخوان! والمفروض أنه يجعلهم يحسون بالخطر! يقول الخبر إن مكتب العدل الفيدرالى السويسرى أكد فى بيان السبت الماضى تسليم رجل الاعمال الروسى، فلاديمير كليوشين للولايات المتحدة، التى يواجه فيها اتهامات بالمرابحة الداخلية بعشرات الملايين من الدولارات مع العديد من الشركاء، كما أنه يدير عدة شركات روسية، وهو مالك مجموعة متخصصة فى تطوير قواعد البيانات ومصادر المعلوماتية. و الغريب أن أمريكا وروسيا قد ألحا على طلبه، كما تقدم هو بشكاوى لكل من المحكمة الفيدرالية السويسرية، والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، طالب فيها بتعليق تسليمه، وقد رُفضت طلباته.
أهمية الخبر أنه يُفحِم الإخوان المتمحكين فى مبدأ حماية اللاجئ، وإذا بهم يصمتون أمام خبر تسليم سويسرا للاجئ إلى القضاء، بما يعنى جهلهم بمبدأ تحقيق المصلحة الذى هو أساس المواقف والسياسات فى الدول المتقدمة! فماذا يكون موقفهم مع سويسرا؟ وهل يشنون هجوماً عليها ويتهمونها بالتواطؤ؟!
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب رابط دائم: