كل من المستشفى «الميرى» أو الرئيسى الجامعى ومستشفى الشاطبى، من أهم المستشفيات الجامعية بالإسكندرية التى تخدم المدينة وما يجاورها من مدن وقرى وتحظى بثقة المواطنين لما تقدمه من خدمات طبية يقوم بها أساتذة ثقات متمرسون ومخضرمون من كلية الطب، بالإضافة إلى أن مثل هذه المستشفيات تقدم خدماتها بالمجان لمن يطلبها، فالمستشفيات التى تتبع جامعة الإسكندرية، تشهد منذ فترة تطويرا مهما على صعيد استخدام الأجهزة الحديثة فى مختلف التخصصات الطبية، ورغم الجهد الذى يبذله القائمون على هذه المستشفيات، فإن الثوب الأبيض قد أصابه بعض الرتوش السوداء التى تتمثل فى مشاهد غير إنسانية وغير لائقة تخدش جمال الصورة ونبل الأداء، فسائقو وركاب السيارات والمترجلون فى الشوارع حول هذه المستشفيات سيفاجأون بمشاهد بائسة لأهالى المرضى وهم يفترشون الأرصفة، انتظارا لذويهم، التى قد تنتهى فى ساعات أو تمتد لأيام وليال، إذ يقوم أفراد الأسر القلقون على مرضاهم بالنوم على الأرصفة فى مشاهد غير آدمية بالمرة، وأغلبهم قادمون من الريف والنجوع المتاخمة للمدينة، فتجد بعض الرجال والنساء العجائز نائمين أو مضطجعين أو متكئين أو جالسين يبكون، وبالطبع يتناولون طعامهم فى هذه الشوارع فتكثر القمامة وينتشر الذباب، ناهيك عن رغبتهم فى قضاء حاجتهم، مما يحول هذه الشوارع إلى مناطق تشبه مناطق الإيواء العشوائية الشعبية، كما ينتشر باعة الشاى والقهوة والأطعمة على الأرصفة وتعم الفوضى هذه الشوارع وتحولت حياة سكان العقارات المتاخمة لهذه المستشفيات إلى عذاب بسبب الزحام وما ينتج عنه من ضوضاء وتلوث.
ألم يكن من الأفضل فى إطار تطوير هذه المستشفيات أن يتم تخصيص قاعات لانتظار أهالى المرضى، على أن تكون بتذكرة مخفضة تسمح لهم بالانتظار بشكل آدمى وتحافظ على إنسانيتهم؟!.
لمزيد من مقالات أمـل الجيـار رابط دائم: