لم تصبنى الدهشة كثيرا وأنا أتابع تفاصيل جريمة نجل رجل الأعمال الشهير، تلك الجريمة البشعة التى راح ضحيتها أربعة شباب فى عمر الزهور، فمرتكب الجريمة كان مخمورا ومخالفا للقانون ولايحمل رخصة قيادة، ومتعاليا ومتعاطيا للمخدرات ويظن هو ومن معه أنهم فوق البشر وفوق القانون، لدرجة أن محاميه انتحل صفة ممثل جهة التحقيق وراح يرتكب جريمة أخرى لكى يطمس بها جريمة القاتل وهكذا.
المؤكد فى هذه المأساة أن هذا الشاب بكل ما ارتكبه من أخطاء هو من صناعة أهله والمحيطين به وهم قطعا الذين جعلوه مجرما وقاتلا، وهم الذين يجب أيضا محاكمتهم قبله، فلوهلة قد يتخيل بعض أصحاب الثروة انهم قادرون على فعل كل شىء والإفلات منه بالمال والنفوذ وربما ساعدهم على ذلك وجود سوابق لمثل هذه الحوادث وتكرارها بشكل مشابه من حيث عمليات القتل والإفلات، وفى تقديرى أن هذا الشاب المسكين هو ضحية الأهل الذين فتنتهم قوتهم الوهمية فتركوه بلا تربية، أنا لست من الذين يميلون لجلده أو يهللون مطالبين بإعدامه لكننى من الذين يتحمسون لمحاكمة كل من كانوا سببا فى وصوله لهذه الحالة، تجب محاسبة أهله أولا فهم السبب الرئيسى فى ضياع مثل هذا الشاب وكذلك كل أفراد المجتمع الذين فرطوا فى حق القانون وراحوا يساعدونه على ارتكاب الخطأ تلو الخطأ مقابل المال الحرام، الشاهد أيضا أننا أهدرنا قيمة التربية الدينية وتجاهلنا أهمية خلق الوازع الدينى وإحياء الضمائر لدى بعض الاجيال الجديدة، خاصة الذين نتركهم فريسة لفكر التحرر والانحلال ظنا من البعض اننا نمنحهم الحرية المطلقة ومن ثم تجاهلنا ضرورة غرس قيم الانضباط واحترام حقوق الآخرين وكانت النتيجة ظهور هذه النماذج المشوهة أخلاقيا وإنسانيا ومجتمعيا.. وظهور هذه النوعية من الجرائم المؤلمة.
لمزيد من مقالات أحمد فرغلى رابط دائم: