رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

عيد النصر.. يوم عالمى لمناهضة الاحتلال

ليست المرة الأولى التى يوجه لى نفس السؤال. هل أبناء بورسعيد متعصبون لمدينتهم ويملؤهم الغضب من أى مساس بها أو إهمال لتاريخ مقاومتها... وأقول نعم، فمشاعرنا المتقدة بالحب والغضب لمدينتنا هى حصاد ما عاشه أبناؤها من سنوات احتلال مصر كانت منطقة القناة وبورسعيد بالتحديد صاحبة النصيب اكبر منها ... وحصاد ما حرم منه أبناؤها من امتيازات منحت للأجانب فى الأجور وفى التقاضى وفى الحماية الأمنية وأفضلية مناطق السكن وخدماتها، مما عمق غضب أبناء المدينة ووثق ارتباطهم واعتزازهم بمدينتهم الجميلة مع الغضب لكل ما يمس أو يهون أو يقلل من تاريخ نضال مدينتنا أو أصالة البورسعيدية ولجميع المصريين الأمناء والعارفين معرفة صحيحة بتاريخ مقاومة بلادهم للاحتلال.. ولم تكن المقاومة الباسلة التى تغنت بها الدنيا عما فعله أبناء بورسعيد مع العدوان الثلاثى 1956 إلا تجليات للمكونات والصفات الأصيلة التى توجت بعيد انتصارنا في23ديسمبر1956تلك الأيام العزيزة والعظيمة التى أرجو أن تحتفل بها مصر بما يليق ويؤكد إدراك ما كان وراء النصر من بطولات وتضحيات.

وإذا كان شهر ديسمبر يشهد كل عام احتفالات عالمية بحقوق الإنسان ومناهضة العنف ضد المرأة وذوى القدرات الخاصة ومناهضة الفساد فإن الخميس المقبل يوافق الذكرى الخامسة والستون لخروج آخر كتيبة من قوات الغزو البريطانية من ميناء بورسعيد، أليس من حقنا أن نطالب الأمم المتحدة باعتبار 23 ديسمبر من كل عام يوما عالميا لمناهضة الاحتلال واعتبار ما فعلته مدينة بورسعيد خلال 48يوما من مقاومة لقوات المعتدين نموذجا لانتصار إرادة ومقاومة الشعوب مهما يبلغ حجم القوات المعتدية وحتى لايغيب عن ذاكرة وعى الشعوب ما ارتكبه الاحتلال من جرائم وما نهبه من ثروات، وان يكون مقر الاحتفال باليوم العالمى لمناهضة الاحتلال فى مدينة بورسعيد وفى المناطق التى دفن فيها الشهداء، والتى يريد بعض من لا يفهمون ولا ينتمون ولا يحترمون تاريخ نضال هذا الوطن أن يحولوها الى مناطق  ترفيه ولهو، وأن يظل أبناء وأحفاد أبطال المقاومة والنضال يجدون من بلادهم الدعم المعنوى والثقافى والسياسى والاقتصادى حتى لا يظن أحد أن هذا التاريخ والنضال العظيم لم يعد يجد الاهتمام الواجب، وللتذكرة فقط بحجم هذه المقاومة ووفقا لما جاء فى الأطلس التاريخى لبطولات شعب بورسعيد 1956من إعداد المؤرخ ضياء الدين القاضى أن العسكريين قدروا  عدد الغارات الجوية على بورسعيد بما يقارب 800 غارة، والقطع البحرية التى اشتركت فى الغزو بضعف القطع التى شاركت فى انسحاب الإنجليز من دنكرك وان القوات البرية البريطانية تكونت من اللواء السادس عشر مظلات واللواء الثالث من القوات البحرية والفرق الثانية والثالثة والعاشرة وكتيبتى دبابات وضم أسطول الغزو البريطانى 5 حاملات طائرات و5 طرادات و12 مدمرة و11سفينة  حاملة  للجنود والدبابات و7غواصات و14كاسحة  ألغام و11 سفينة إنزال جنود ودبابات و500 طائرة مقاتلة وناقلات جنود ... هذا غير القوات الفرنسية البرية والبحرية والجوية التى لا تقل عن القوات البريطانية وقدرت القوات المشاركة التى هاجمت شاطئ بورسعيد صباح السادس من نوفمبر 1956 بنحو 50ألف جندى بريطانى وفرنسى وألف طائره نفاثة ومئات القطع البحرية، وقد عرضت هذه الأرقام لتقريب حجم وعظمة المقاومة وتحقيق الانتصار فى 23ديسمبر 1956، واذا كنت انادي  بمطالبة الأمم المتحدة بجعله يوما عالميا لمناهضة الاحتلال فليس أقل من أن تجعله مصر احتفالا يؤكد القيم التى صنعت الانتصار وزراعة الوعى بها فى أجيالنا الجديدة كى تقاوم وتهزم محاولات التقليل من قيمة بلدهم والهوس بكل ما يأتى من الخارج ... وان تجعل الخميس المقبل يوم عيد وطنى تحتفى به جميع مدارسنا وجامعاتنا لتستعيد ذكريات ودروس المقاومة والنصر، وأن نهدى أبناء بورسعيد فى ذكرى الانتصار العظيم لمدينتهم حلولا للمشاكل التى يعانون منها خاصة الشباب وحسن استثمار مقوماتها البحرية والصناعية والثقافية والإبداعية التى امتازت بها المدينة دائما لإيجاد فرص عمل تتاح لابناء المدينة اولوية الحصول عليها وحل مشاكل الإسكان وألا يكون ازدهار الاستثمار على حساب ما يجب أن يتوافر لأهل المدينة من اعتبارات وحقوق وثقتها آباؤهم وأجدادهم بتضحيات غالية بالدماء والأرواح وان تخرس الأصوات التى تريد أن تهون من هذا التاريخ وتريد من المدينة رفع رموز الاستعمار وتمجيد جرائمه وإعادة وضع تماثيل من ارتكبوها وكل ما لا يمكن أن تفعله من تجرى فى عروقهم دماء الوطنية والكرامة والانتماء .

 تساؤل مهم عن الفساد أرجو أن يكون مؤتمر مناهضة الفساد الذى انعقد خلال الأيام القليلة الماضية فى شرم الشيخ قد وجد إجابة له .. عن الأسباب التى تجعل المفسدين يواصلون  ارتكاب جرائمهم رغم المحاولات الجادة التى تقوم  بها هيئات الرقابة المختلفة لمطارداتهم والقبض عليهم ... أين الخلل وأين الثغرات خاصة أن الفساد لا يقتصر على الرشاوى بل هناك أشكال لا تقل خطورة .. وما كتبه الزميل رفعت فياض نماذج مؤسفة لقيادات جامعية، فكيف توجد مثل هذه الحالات والرئيس يقول نحن نقاتل من أجل تعليم جيد ينافس ويتفوق فى التنافسية العالمية من أجل التفوق العلمى وفى مستويات التعليم والتعلم؟! وهو ما يعيدنى إلى ما كتبته طوال الشهور الماضية عن تطوير مهارات المعلمين وإصلاح دخولهم ومعاناتهم ومعاشات نقابتهم وهى حصيلة ما اقتطع منهم طوال سنوات عملهم .. ويعيدنا أيضا  إلى أهمية تطبيق العدالة الاجتماعية باعتبار أن جودة حياة المواطن وحصوله على استحقاقاته بعدالة وحل مشاكله من أهم عوامل مقاومة الفساد كما جاء فى الخطاب المهم لرئيس مجلس الوزراء فى المؤتمر، وضرورة معالجة الفساد من جذوره ومحاسبة جميع شركاء حدوثه، وعدم الاكتفاء بما يترتب عليه من نتائج أو كوارث تدمر حياة الأفراد والشعوب، وهل لا يدخل فى مجال محاربة الفساد ترك الصروح الصناعية بما تمثله من قوة للاقتصاد الوطنى وحيث يعمل آلاف العمال بلا تحديث وتطوير حتى تنهار وتباع آلاتها خردة وأراضيها لبناء منتجعات سكنية!  وهل يتم تفعيل التقارير الرقابية خاصة تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات على جميع ما تقوم به الحكومة من أعمال وتفعيل ما يريده من علاج التقصير والمخالفات تفرض استقالة المسئولين عنها .


لمزيد من مقالات سكينة فؤاد

رابط دائم: