حديث الوطن
«رب همة أحيت أمة»

عندما سألت إحدى بناتنا من ذوى الهمم السؤال التقليدى للرئيس السيسى حول مثله الأعلى، جاءت إجابة الرئيس مختلفة وغنية بالمعاني القوية المؤثرة، وتحدث الرئيس عن والدته مؤكدا أنه تعلم منها الكثير والكثير مثل الصبر والعطاء, لكن الأروع فى اللقاء هو قول الرئيس إن والدته كانت شديدة التجرد، وعندما تحدث عن والده قال إنه كان شديد الهمة، وهنا يكمن السر فى الكلمتين الهمة والتجرد، وهو مادعاني لاسترجاع مقولة شهيرة للامام على بن أبي طالب يقول فيها: رب همة أحيت أمة, وهذه المقولة أضعها أمام عيني وقد تأكدت كثيرا ومرارا وتكرارا أن الهمة البسيطة من الوارد أن تحيى أمة بأكملها بدليل أن كل عمل كبير وكل مشروع ضخم بدأ بفكرة وهذه الفكرة رافقتها همة حفزت على الانطلاق نحو تنفيذها على مراحل، ومن ثم إنجازها وخروجها إلى النور، وإذا اكتملت الهمة فيكون ما نقدمه من عمل كله مجردا لله تعالى. والتجرد فى ظنى يعنى انك تفعل كل شىء دون التفكير فى نفسك واحتياجاتك وكل ما ترغب فيه أنت لايكون شغلك الشاغل إنما يشغلك رضا الله تعالى وما تقدمه للآخرين، وهنا يكمن سر السعادة وفى تقديرى أن الشخص الذى يملك الهمة العالية يكون قادرا على التجرد، وكذلك من يملك القدرة على التجرد لله فهو شخص يحظى بالهمة العالية، ويكون قادرا على صناعة البهجة لكل المحيطين به، سواء كان ذلك فى محيط عمله أو فى نطاق أسرته ودائرة معارفه، وهو شخص قادر على بعث الروح فيمن حوله. وقد وصف ابن الجوزي في كتابه صيد الخاطر عُلُوَّ الهمَّة فى الخير بأنَّه عَلامة أكيدةٌ من عَلامات كمال العقل ورُجحانه.