استحقت الإسكندرية لقب مدينة الضوضاء عن جدارة ..فقد تحولت المدينة التى كانت هادئة وراقية وساكنة على شاطئ البحر المتوسط إلى مدينة صاخبة بجنون ومثيرة للأعصاب بسبب المغالاة فى استخدام أبواق السيارات والكلاكسات من الميكروباصات والتاكسيات والسيارات الخاصة بسبب وبدون سبب حتى أصبح من الطبيعى أن تجد سائقى الميكروباصات يطلقون الكلاكسات بشكل هستيرى وكأنهم فى حلبة سيرك لتنبيه الناس فى الشوارع بوصولهم لتحميل الركاب حتى صار الأمر أشبه بمباراه فيما بينهم أيهم يسبب الضوضاء والإزعاج أكثر من الآخر ..ناهيك عن الموتوسيكلات التى تتحرك بشكل ثعبانى مفاجئ بين السيارات مطلقة الأبواق التى تسبب الارتباك للمارة وقائدى السيارات متسببين فى الكثير من الحوادث والارتباك المرورى ..والغريب أن كل هذا الصخب المرورى والجنون السمعى والعصبى يتم تحت سمع وبصر الشرطة حتى أصبح المواطن السكندرى يتساءل: كيف يمكن القضاء على هذه الضوضاء وإعادة الهدوء إلى المدينة؟ وكيف يمكن ضبط الإيقاع المرورى فى الإسكندرية التى أصبحت القيادة فيها ضربا من الجنون؟ ومتى يتم تفعيل قانون منع الأبواق وفرض غرامات ضخمة على المخالفين أسوة بما كان يطبق منذ أكثر من عشر سنوات حينما منعت المحافظة استخدام آلة التنبيه إلا للضرورة وبالفعل نجحت التجربة.. فهل يمكن إعادة إحياء هذه التجربة من جديد ؟
ولأن الضوضاء أصبحت من الأمور التى تؤرق الشارع السكندرى لما تتسبب به من عصبية لسائقى السيارات فقد اقترح أحد الاصدقاء عمل وحدة قياس للضوضاء المنبعثة من كل سيارة تكون مرتبطة بالسيارة لتقيس مدى استخدام سائقها لآلة التنبيه وإذا زاد عن الحد المعقول والطبيعى يتم توقيع الغرامات عليه تصاعديا حتى تنتهى المخالفات بإلغاء رخصته وبهذا يمكن أن يعود سائقو الميكروباصات والتاكسيات إلى قواعد القيادة الطبيعية ويعود للمدينة هدوؤها .. فهل تجد هذه الفكرة من يتبناها ويخرجها للنور حتى يمكن إنقاذ المدينة وسكانها من الانهيار العصبى الذى لا يوجد له مثيل فى أى مدينة فى العالم؟ .
لمزيد من مقالات أمـل الجيـار رابط دائم: