يواصل الفيروس الملعون كوفيد ــ ١٩ مفاجآته بين الحين والآخر ليخطف صحفيا أو كاتبا أو باحثا مرموقا أو فنانا قلما يجود الزمان بعقول مثلهم، وهكذا صوب (كورونا ) هذه المرة سهامه على الدكتور هانئ رسلان الخبير بمركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام ليكتب له فقدا موجعا لنا جميعا ولوطنه، فهذا الرجل الهادئ والباحث القدير كان قيمة كبيرة ومتفردا فى تخصصه وكان يملأ موقعه بجدارة فى قضية حوض النيل والسودان وكنت بشكل شخصى أتواصل معه وأتابعه لأفهم منه حقيقة وكواليس كل ما يدور فى نطاق دول حوض النيل والسودان، وتحديدا فى قضية السد الإثيوبى وكانت صفحته الشخصية منبرا يعكس حقيقة ما يحدث على أرض إثيوبيا من صراعات، لكن كورونا لم تمنحه العمر والفرصة ليرى نتيجة توقعاته وحساباته العلمية الدقيقة فى هذا الشأن، ليهاجمه هذا الفيروس الملعون ويحرمنا من عقلية محترفة فى الشأن الإثيوبى والإفريقى وهو حقيقة من القلائل فى مجاله وبسبب سمرة بشرته كان البعض يظنون انه سودانى الجنسية وعندما سمع بذلك ذات مرة علق قائلا بل إننى مصرى سودانى إفريقى. وقد نقل البعض عن الطبيب المعالج له أن رسلان لم يتوقف عن متابعة قضية السد الإثيوبى حتى غيبه الموت بسبب كورونا فى غضون عشرة أيام، وكان فى أثناء مرضه مهموما بتخصصه ويتابع بشكل جيد ويرد على الرسائل المتعلقة بقضية السد، وأنه ظل يعمل حتى فقد القدرة على التواصل رحمه الله. أتذكر أننى عندما كنت أتحدث مع بعض الاصدقاء من الكتاب والإعلاميين عن الأسماء البارزة التى تفهم جيدا فى قضية سد إثيوبيا كان الجميع يجيبون بلا تفكير هانئ رسلان فى المقدمة لكل الباحثين المصريين والأفارقة، وبالمناسبة كان الإثيوبى يعتبرونه عدوهم الأول لأنه كان من أقوى المدافعين بعمق عن حقوق مصر المائية ، فضلا عن كونه شهما ووطنيا وصعيديا أصيلا.. رحمه الله وطيب ثراه.
لمزيد من مقالات أحمد فرغلى رابط دائم: