رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مشكلته أنه مدرب المنتخب.. ولِمَ لا نجعل شرم الشيخ واحة خضراء؟

يبدو أن مستر كيروش المدير الفنى للمنتخب الكروى المصرى الأول.. بات هدفًا لكل أنواع نيران الإعلام!.

القليل من يؤيده على استحياء.. والكثير.. كثير النقد لكل كلمة يقولها وأى قرار يتخذه!.

الهجوم على من يتولى هذا المنصب.. ليس وليد اليوم.. إنما هو أمر قائم من زمان.. لم يسلم منه أى مدير فنى لمنتخب مصر!. السؤال هنا: ليه؟.

لأن ثقافتنا الكروية الخاطئة.. قصرت الانتماءات الجماهيرية على الأندية فقط.. والمنتخب نشجعه آه لكن ندافع عنه لا!. الانتماء الكروى عندنا تحول إلى تعصب رهيب.. الجماهير.. جماهير كل نادٍ.. تقرقش الزلط للاعبى ناديها فى المنتخب.. والويل لمن يخطئ من الآخرين فى المنتخب!. هذه الجماهير المتعصبة.. يمكن أن تنتقد مع بعضها المدير الفنى لفريقها.. لكنها تدافع عنه بشراسة فيما لو أن أحدًا غيرها انتقده.. وعليه!.

أى مدير فنى لمنتخب مصر.. موضع تربص من الجميع.. وليس له أدنى حماية من الجميع.. ووقعته سودة لو اختار لاعبًا من هنا وترك لاعبًا من هناك.. وهى دى بداية المشاكل التى يواجهها أى مدير فنى لمنتخب مصر!.

قد يسألنى البعض من حضراتكم: هل راضٍ أنت عن مستوى المنتخب فى مبارياته مع كيروش؟. إجابتى: غير راضٍ طبعًا عن المستوى مع كيروش ومن قبل كيروش بسنين.. ولكن!.

المشكلة ليست فى المدير الفنى.. لا الآن ولا من خمسين سنة فاتت.. إنما فى المنظومة الكروية كلها.. المحكومة بأى شىء وكل شىء.. إلا الإدارة!.

من سنين طويلة ونحن نطبق نظرية كبش الفداء!. كلما أخفق المنتخب أو أصبح الغضب على المنتخب حدث رأى عام.. فورًا نقيل المدير الفنى ونتعاقد مع مدير جديد.. ويا دار ما دخلك شر!. هذا الإجراء يصدّر للرأى العام مفهوم.. أن المتسبب فى المصيبة والمسئول عن الإخفاق خد الشَّر وراح.. وإحنا ولاد النهارده وإللى جاى أحسن مع المدير الفنى الجديد!.

السؤال هنا: هل المدير الفنى الجديد.. يعرف المهمة المكلف بها.. وعلى أساسها تم التعاقد معه؟. يعنى هل مهمته تخطى التصفيات والوصول إلى كأس العالم؟. أم أن مهمته بناء منتخب جديد؟.

فى الحقيقة لا أحد يعرف.. لأن المسألة «بركاوى».. ولا مهمة للمدير الفنى ولا يحزنون.. ولو فشل فى التصفيات سيكون هو كبش الفداء القادم.. لامتصاص غضب الرأى العام.. ويرحل ويحصَّل من سبقوه.. ومن جديد نبدأ مع مدير فنى جديد.. بدون أن يعرف أو نعرف.. هل جاء لتحقيق هدف محدد.. أم ليكون البديل لكبش فداء تم الإطاحة به!.

أنا شخصيًا متعاطف مع مستر كيروش.. الذى نسف ثوابت خاطئة كل من سبقوه لم يقتربوا منها.. ربما لنصيحة الأجهزة الفنية المعاونة لكل مدير فنى.. أولها التوازن فى اختيار اللاعبين بين الأهلى والزمالك حتى لا تنقلب عليه الدنيا!. كيروش لم يفعل.. بل وتجرأ وضم للمنتخب أحمد سامى لاعب البنك الأهلى الصاعد للأضواء الموسم الماضى!. تجرأ وتخطت اختياراته نجومًا كبيرة!. تجرأ وراح يتابع كل لاعبينا المحترفين فى الخارج.. والكثير منهم لا نعرف عنهم حاجة هنا!.

أنا شخصيًا مقتنع بأن المستوى الذى عليه المنتخب لا يرضينا.. ومقتنع أيضًا أن هذا المستوى المذبذب الضعيف.. لا هو نتاج اختيارات خاطئة للاعبى المنتخب ولا هو تشكيل خاطئ ولا هو نتاج خطة خاطئة!.

أنا شخصيًا مقتنع بأن اللاعب الذى وصل إلى الفريق الأول فى ناديه وأصبح مع بقية لاعبى الدورى.. القاعدة التى يتم الاختيار منها للمنتخب.. مقتنع بأن اللاعب الذى لا يعرف كيف يتحرك بدون كرة هو من الأصل لا يصلح أن يكون لاعب كرة!. ليه؟.

لأن مهمة اللاعب تبدأ عندما يمرر الكرة إلى زميل.. وتنتهى عندما يتسلم الكرة!.

يعنى عنصر التميز بين لاعبى الكرة فى العالم.. لم يعد اللياقة البدنية لأن الكل لياقته عالية.. ولا مهاراته الكروية العالية.. لأن اللاعبين المحترفين بجد فى مسابقات بجد.. مرحلة اكتساب المهارات الكروية.. وصلوا لها وتخطوها ومهاراتهم تحولت إلى عادات حركية يؤدونها بدون تفكير أو مجهود!.

التميز الذى يفرق لاعبًا عن آخر.. المهارات الذهنية للاعب.. التى تمكّنه من اتخاذ القرار الصحيح فى الوقت الصحيح.. والتى تظهر فى تحركاته والكرة مع زملائه.. ومهارة اللاعب الذهنية.. هى التى تمكنه من التحرك لأفضل مكان.. يخلخل دفاعات المنافس!.

التحركات بدون كرة التى هى الآن أهم ما يميز لاعبى الكرة.. الشَّر برَّه وبعيد.. ليس لها وجود.. فى المنتخب ولا فى الأندية.. والذى نراه لاعب يمرر الكرة إلى زميله ويقف مكانه أو يتحرك مترين وخلاص!.

أنا شخصيًا لا ألوم لاعبينا.. لأننا ظلمناهم وهم ناشئون.. نتيجة تفكير متخلف يعتبر الفوز بمسابقة ناشئين هو غاية المراد.. وعلى هذا الأساس تتم محاسبة المدربين فى هذا القطاع.. رغم أن الهدف الأساسى من هذه المرحلة.. اكتساب اللياقة البدنية التى تمكن هذا الناشئ من الجرى 12 كيلو على الأقل فى المباراة.. واكتساب المهارات الفنية وتكرارها إلى أن تصبح عادات حركية.. وقتها هذا الناشئ إن كان موهوبًا.. يصبح لاعبًا دوليًا فرز أول عالميًا!.

علينا أن نعترف بأن المستوى الذى عليه المنتخب.. هو نتاج طويل للمستوى الذى عليه قطاعات الناشئين.. وهى ليست على شىء.. لأننا لم نقدم لها أى شىء!.

أنا شخصيًا مقتنع بضرورة الصبر على مستر كيروش.. لأن المستوى الكروى العام بعافية.. والرجل «بيعافر» ربما يستطيع تغيير ما يصعب تغييره!.

.......................................................

>> بمناسبة نجاح مصر فى استضافة مؤتمر قمة المناخ فى السنة المقبلة.. الذى يعد أحد أهم الأحداث العالمية.. سواء فى عدد الدول المشاركة فيه بزعمائها.. أو فى أهمية القضية التى يتبناها ويناقشها ويبحث زعماء العالم عن حل لها.. بعد تلوث البيئة المحيطة بالبشر على سطح الأرض.. مما أدى إلى تغير مناخ كل الأرض.. والذى هو أكبر خطر وأكبر تحدٍ يواجه سكان الأرض!.

عيون كل العالم على مصر خلال انعقاد مؤتمر قمة المناخ العام المقبل.. وعلى كل إجراء اتخذته دولة فى العالم من بعد قمة مناخ جلاسكو التى انتهت من فترة لأجل استرداد البيئة عافيتها.. وعند هذه النقطة أتوقف.. لأنه بإمكاننا اليوم.. أن نبدأ فى صناعة إجراء.. يقدم للعالم نموذجًا مبهرًا لمصالحة البيئة.. على وقت انعقاد مؤتمر قمة مناخ العالم بعد سنة فى شرم الشيخ!. إيه الحكاية؟.

الحكاية أنه يجب ألا نكتفى باستضافة دول العالم فى مؤتمر مثل هذا على أرضنا.. إنما نقدم للعالم نموذجًا عمليًا على الأرض وقت انعقاد المؤتمر.. لأحد الحلول فى هذه القضية المعقدة!. كيف؟.

المناخ يتغير لأن درجة حرارة الأرض ترتفع.. لأن ثانى أكسيد الكربون يتزايد.. لأن كل ما على الأرض يتحرك.. بَشَرًا كان أو من اختراعات البشر الصناعية.. يستهلك الأوكسجين ويصدر ثانى أكسيد الكربون.. به ومعه بدأت أزمة المناخ المزمنة الآن!.

إلى أن تتوصل دول العالم للحل الأساسى فى القضية.. بأن تخفض كل دولة «إنتاجها» من ثانى أكسيد الكربون.. يعنى استخدام الطاقة النظيفة التى لا يتولد عنها ثانى أكسيد الكربون.. يعنى لا بترول فى استخدامات ولا فحم فى أى صناعات.. يعنى إنفاقا هائلا لأجل إيجاد البدائل الصديقة للبيئة.. سيارات مثلاً تعمل بالكهرباء وكهرباء من قوى الطبيعة.. مياه أو هواء وليس من محطات تعمل بوقود!.

ذاك هو الحل الجذرى فى هذه الأزمة.. لكن هناك حلولاً أخرى مهمة.. تساعد على الوصول إلى هذه النتيجة.. بإيجاد وسيلة تخفض نسبة ثانى أكسيد الكربون حولنا.. وهنا أقدم هذا الاقتراح للسيد اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء.. لتكون مدينة شرم الشيخ الساحرة نموذجًا للبيئة المثالية على وقت انعقاد مؤتمر قمة المناخ بعد عام من الآن..

هذه دعوة لأهالينا الذين يعملون فى شرم الشيخ ويعيشون فيها.. وللسادة أصحاب فنادقها على مختلف درجاتها..

تعالوا.. نجعل شرم الشيخ واحة خضراء بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. على موعد قمة المناخ بعد سنة...

تعالوا.. فى الأحياء السكنية التى يعيش فيها أهالينا.. كل شقة تزرع شجرتين فى الشارع الذى تطل عليه!. يعنى أى شارع فى كل منطقة سكنية.. على جانبيه أشجار.. أخذت الشارع بكل ما فيه وعليه فى حضنها الأخضر.. مثل المعادى وشوارعها زمان.. لأن كل شقة فى كل بيت فى كل شارع.. زرعت شجرتين ومسئولة عن رعاية الشجرتين.. إللى فى عدد الشقق آلاف الأشجار الخضراء على مدد «الشوف».. العين لا ترى إلا الخضرة.. وهذه المسألة وحدها نعمة ما بعدها نعمة.. أن تعيش فى شقة داخل واحة خضراء.. هى أكبر صديق للبيئة وأحسن هدية للبيئة وواحد من الحلول المطلوب من سكان الأرض أن ينفذوها.. لأن الأشجار الخضراء هى وحدها فقط.. التى تخلصنا من ثانى أكسيد الكربون.. الذى تقوم بامتصاصه من الجو.. وهديتها الثانية.. تقدم لنا الأوكسجين.. الذى به وعليه نعيش!.

نترك الأحياء السكنية ونذهب إلى منشآتنا الفندقية.. كل غرفة فى كل فندق نصيبها شجرتان.. يعنى الفندق الذى به 500 غرفة يكون مسئولاً عن زراعة ألف شجرة.

طبعًا الأماكن التى ستزرع فيها الأشجار.. تحدد وفق تخطيط علمى لخبراء فى هذا المجال من خلال محافظة جنوب سيناء.

طبعًا نوعية الأشجار المطلوبة لتحويل شرم الشيخ إلى واحة.. عندنا الخبراء الذين يختارون الأشجار التى لا تفقد أوراقها فى الشتاء وتبقى خضراء طوال السنة...

ولماذا نذهب بعيدًا.. وعندنا فى مصر شجرة حكاية وهى أصلاً حكاية أقولها لحضراتكم..

هذه الشجرة اسمها «كرونو كاربش».. والذى جاء بها إلى مصر.. أخى وصديقى العزيز الكويتى المصرى.. سعد المطوع.. وكان ذلك فى أواخر التسعينيات.. وتلك بداية الحكاية التى يسردها لنا بقوله:

فى أواخر الثمانينيات الحكومة الكويتية.. كلفت معهد الأبحاث الزراعية بجامعة الكويت.. عمل أبحاث ودراسات الهدف منها الوصول إلى نوعية الأشجار التى يمكن زراعتها فى الكويت وتتحمل الحرارة العالية والرطوبة العالية.. لأجل زراعتها فى الشوارع...

المعهد لم يترك دولة مناخها مقارب إلا وأحضر منها شتلات صغيرة.. تم زراعتها فى مشتل خاص.. للوقوف على الأنواع التى ستنمو وتكبر فى الكويت.. إلا أن!.

المشروع لم يكتمل بسبب غزو الكويت.. وعندما عادت الحياة الطبيعية للكويت بعد سنة ونصف.. معهد الأبحاث تذكر حكاية المشاتل التى لا أحد يعرف عنها شيئًا من سنة ونصف.. المهم راحوا يتفقدونها وكانت المفاجأة المذهلة.. كل أشجار التجربة جفت وماتت.. إلا شجرة واحدة هى التى نَمَتْ بل وتَوَحشَّت.. شجرة «كرونو كاربش»!. هذه الشجرة أحد أنواع شجر المانجروف الذى ينمو بجوار المياه المالحة.. وأهم ما يميزها أنها تنمو فى السنة بمعدل نصف متر.. وأكبر عيوبها جذورها التى تنطلق فى كل اتجاه وتشكل خطورة على أى مبانٍ مجاورة لها!.

معهد الأبحاث اعتمد هذه الشجرة فى الكويت وتمت زراعتها وأصبحت معروفة فى الكويت.. وقتها أحضرت شتلات منها إلى مصر.. ونجحت زراعتها فى مصر.. محققة نفس معدلات النمو العالية.. وانتشرت إلى أن أصبحت موجودة فى أى مشتل بمصر.. وبسعر أظنه الأرخص بين الأشجار.. خمسون قرشًا فقط للشجرة!.

انتهى كلام سعد المطوع.. وأقدم للسيد محافظ جنوب سيناء.. اقتراحًا ضمن ما يقترحه خبراء الزراعة.. الذين عليهم اختيار الأشجار الأسرع نموًا لأن قمة المناخ بعد سنة.. والأكثر تحملاً لحرارة ورطوبة شرم الشيخ.. أعتقد أن الكرونو كاربش فى مقدمتها!.

.......................................................

>> أصل مع حضراتكم هنا إلى نقطة أخرى.. هى فى الحقيقة تراودنى من سنين وأطرحها من سنين وأحد لم يهتم بها على مر السنين!.

ليه ما نزرعش الأشجار المثمرة فى شوارعنا وحدائقنا وفى مدننا الجديدة التى تميزت بما لم يكن موجودًا فى المدن القديمة.. أقصد «الكومباوند» الذى يحيط ساكنه بسور يعزله عما هو خارجه.. وبوابات تؤمّن الخصوصية لسكانه.. ليه نزرع أشجار زينة.. وبإمكاننا أن نزرع أشجارًا مثمرة معظمها أخضر طوال السنة.. مثل الموالح بأنواعها والمانجو.. تخيلوا حضراتكم «كومباوند» كل أشجاره مثمرة.. نتكلم عن ألف شجرة على الأقل.. أعطتنا الخضرة التى ترتاح عيوننا عليها وأعطتنا فى الربيع زهورًا رائحتها جميلة وأعطتنا فى النهاية ثمرها.. الذى يشتريه السكان بأسعار رمزية تغطى أجور عمال الزراعة المسئولين عن هذه الأشجار.

ليه ما نزرعش 100 ألف شجرة مثمرة فى شرم الشيخ.. ضمن مشروع شجرتين لكل شقة وشجرتين لكل حجرة فى فندق!.

ليه ما نسألش خبراءنا فى الزراعة.. عن نوعية الأشجار التى فروعها تعطى مساحة خضراء كبيرة والتى معدلات نموها سريعة والتى تناسب مناخ شرم الشيخ.

الذى أعرفه أن هناك أنواعًا كثيرة من الأشجار.. الكثيفة الخضرة السريعة النمو.. والتى إن زرعناها الآن.. خلال سنة على موعد قمة المناخ.. آلاف الأشجار.. بدأت توضح ملامح واحة شرم الشيخ الخضراء.. وهى أفضل وسيلة ترحيب بيئية.. بقمة مناخ العالم!.

سيدى محافظ جنوب سيناء.. شكرًا اهتمامكم...


لمزيد من مقالات إبراهيـم حجـازى

رابط دائم: