لا حديث فى الإسكندرية هذه الأيام إلا عن زيارة الأمير تشارلز ولى عهد إنجلترا وزوجته كاميلا والاستعدادات التى أجريت لاستقباله بدءاً من تنظيف مدخل المدينة وطلاء أعمدة النور بطول الكورنيش بلونين هما الرمادى والفضى بطريقة فنية لم تشهدها المدينة من قبل وصولاً إلى احتفالية النظافة التى شهدها واحد من أهم الشوارع وهو شارع «بورسعيد» الذى يقع مركز «الجيزويت» فى نهايته وهو المكان الذى زاره الأمير وزوجته، وقد شهد هذا الشارع خلال اليومين الماضيين أضخم حملة للنظافة وإعادة للمظهر الحضارى الذى فقده حيث شملت سفلتة بعض أجزائه وطلاء الأرصفة باللون الأصفر ومنع الباعة الجائلين من افتراش الشارع ورفع القمامة وصناديقها الحديدية كئيبة المظهر وإزالة الإعلانات المخالفة من على العمارات ووصل الأمر إلى حد طلاء أبواب المتاجر بلون واحد هو البنى والأدوار الأولى من بعض العمارات باللون الأبيض ليبدو كل شىء نظيفا ولامعا أمام عين الأمير، وقد قابل الشارع السكندرى هذه الحملة المحمومة للنظافة بالغضب بسبب نجاح المسئولين فى إبراز الوجه الحضارى للمدينة خلال ساعات، بينما بح صوت المواطن لكى يحصل على حقه الدستورى فى شارع نظيف وآمن وخال من مضايقات الباعة الجائلين والمقاهى والمحلات وبالطبع لم يسمع استغاثاته أحد فجاءت زيارة الأمير لتسقط ورقة التوت وتظهر أنه بإمكان المسئولين تحقيق أمنيات المواطنين فى حياة كريمة إذا توافرت الجدية فى العمل، كما قابل الشارع السكندرى ما كشفته الزيارة من عورات المدينة بالسخرية من المسئولين وأفعالهم فكانت النداءات للأمير أن يطيل زيارته حتى يتمكن من المرور على كل منطقة لينالها من النظافة والرعاية جانب ولسان حالهم يقول «هم يضحك وهم يبكى». أما المؤسف فهو ما ذكره لى أحد سكان الشارع الذى شعر بالخيبة بعد انقضاء الزيارة فقال إنه بمجرد خروج موكب الأمير من الشارع حتى عادت ريما لعادتها القديمة وعاد الباعة الجائلون لنهر الطريق، بل وصل الأمر إلى وجود عمال فى اليوم التالى قاموا بعمل حفرة فى الأسفلت الجديد لا يعرف سببها وأهالوا عليها الأسمنت بطريقة بدائية لتبدو كبقعة رمادية وسط ثوب الأسفلت الأسود.. أفلا يعد هذا إهداراً للمال العام ؟
لمزيد من مقالات أمـل الجيـار رابط دائم: