رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

عن أمن رغيف العيش .. والمعلم .. مازلت أتساءل

تحرص منظومة الشكاوى بمكتب رئيس مجلس الوزراء على إعلان متابعات شهرية لشكاوى المواطنين .. ولا أعرف لماذا يبدو بعض المسئولين كأنهم لا يدركون أهمية التعامل الجدى مع قضايا وهموم الناس ولكل ما يصلهم من شكاوى، وينطبق عدم الاهتمام على كثير مما تمتلئ به الصحف من أفكار ومقترحات للقراء ونقد وتقويم بالغ الأهمية والجدية والاحترام، وماذا عندما يكون القارئ أو القارئة يعرض لمشروع قومى أجريت عليه تجارب ناجحة فى بعض معاهدنا القومية لتصنيع وسلامة الغذاء، ويمثل تطبيق المشروع إنقاذا وسط الأزمات الغذائية التى تجتاح العالم بسبب الوباء وانخفاض نسب الزراعة بسبب التغيرات المناخية وشح المياه وارتفاع نسب الجوع والفقر كما تعلن منظمة الغذاء العالمية، وسط كل هذا البلاء والدمار العالمى يظهر باحثون وباحثات مصريون يقولون لمصر «اطمنى رزقك الله فى زرع فلاحيك وفى عقول وإبداعات أبنائك ما يجعلك تأمنين خاصة فى لقمة العيش ورغيف الخبز ويجعلك توفرين ملايين العملة الصعبة التى تدفعينها فى استيراد القمح والتى جعلتك مافيا استيراده من أوائل مستورديه وتجددين تاريخ أبنائك من قدماء المصريين الذين كشفت دراسات علمية موثقة أن من إسرار قوتهم البدنية وإبداعهم العقلى ترجع لزراعة الشعير وصناعة الخبز منه».

أتحدث بالطبع عن رغيف الكرامة أو رغيف الشعير الذى اهتدت إلى تصنيعه من خلط دقيق قمحنا المحلى والشعير الباحثة سمية خضر وقد أسعدنى وزير الزراعة ومستشاره الاعلامى الزميل أحمد ابراهيم برد أكد ان جميع أصناف الشعير تصلح للخلط مع القمح، وأكد قيمة الشعير الغذائية وإمكانية زراعته فى أراضينا الرملية وان الوزارة تقوم بالفعل بتوزيع بذور الشعير فى محافظاتنا النائية وفى مقدمتها مرسى مطروح، وان صناعة رغيف القمح المخلوط بالشعير يتوقف على قرار من وزير التموين الذى لا أعرف أسباب عدم وصول رد منه حتى الآن ومدى اهتمامه بالمكاسب التى تتحقق لمصر بإنتاج هذا الرغيف المخلوط عالى القيمة الغذائية التى يوفرها الشعير وتحقيق ما يفرضه الدستور من فروض وواجبات توفير وفرة الغذاء وأمنه لجميع المواطنين، وألم تكن عينة خبز القمح والشعير التى سلمتها الباحثة سمية خضر إلى مكتب وزير التموين تستحق الرد؟.

> لقد وصلنى من الباحثة سمية خضر خطابا موجها إلى وزير التموين تقول فيه: تقدمت للوزارة منذ عام 2008 عن طريق المعهد القومى للتغذية برئاسة .د. عزة جوهر بمذكرة رفعتها إليها مصحوبة بعينة من رغيف خبز الشعير بنسبة 30% ولم يتم الرد، وبعد ثلاثة عشر عاما قدمت لمكتب الوزير عينة ثانية من خبز الشعير بنسبة 50% من القمح الكامل و50% من الشعير الكامل، والى الآن لم أعرف سببا لعدم مناقشته رغم ما فيه من مزايا يعرفها الجميع ـ أليس من حقى كمواطنة ان أعرف الأسباب مع العلم أنى قمت بعمل تجربة من هذا الخبز فى مخبز تكنولوجيا الأغذية برئاسة .د. شاكر عرفات ـ وكانت تجربتى مختلفة تماما عن تجربتهم التى قاموا بها أمامى ..ما الذى يمنع أن يتاح للمواطن فى المخابز أن يختار رغيف خبز القمح العادى والرغيف المخلوط بالشعير واترك للمتخصصين الحديث عن قيمة وأهمية زراعة الشعير لقوة الأرض والإنسان والحيوان وللأمن القومى للغذاء وللعملة الصعبة.

> فى مقال سابق حول رغيف الخبز المخلوط وتحويل الشعير إلى محصول استراتيجى كتبت عن بحث الدكتورة هويدا أبو العلا بمجال زراعة الشعير والذى حصل على مكافأة وتقدير من أكاديمية البحث العلمى 2007 حيث أثبتت ان الردة الكاملة من حبة الشعير تحتوى على مركبات تمنع حدوث الأورام الخبيثة فى القولون وتساعد فى سرعة الإخراج وأعطيت عملية الخلط بنسبة 30% نتائج رائعة فى انتاج رغيف الخبز.

> أرجو ان تضيف مؤسسات الدولة المختلفة إلى مهماتها الوطنية كشف حقيقة ما يحدث ويقف فى طريق تنفيذ هذا المشروع القومى لإنتاج عيش طيب المذاق عالى القيمة الغذائية يوفر لمصر أرقاما وفيرة من فاتورة استيراد القمح ويحميها نتائج وعواصف الأزمات الاقتصادية والزراعية وتهديدات الجوع والفقر التى تعصف بالعالم، وأن تنجح هذه المؤسسات فى إزالة أسباب عدم إصدار وزارة التموين مثل هذا القرار المصيرى والتاريخى.

> ومادمت أواصل الكتابة فيما تناولته من قضايا وهموم ملايين المواطنين طوال الشهور الماضية فيجب الوقوف أمام قضية المعلمين والاستجابات التى لم تحدث لكل ما وجه من نداءات لإصلاح دخولهم ومعاشاتهم وما يصلهم من معاشات نقابتهم، وهى أموال من حصيلة مدخرات سنوات عملهم وأدائهم لرسالتهم فى تربية وتعليم الأجيال الجديدة، وبدلا من تقديم هذه الحلول المستحقة والواجبة تكرر هذا العام أزمات الأعوام الماضية وأهمها كثافة الفصول ونقص أعداد المدرسين، ولا أعرف لماذا كان يجب ان تنتظر وزارة التعليم حتى يأتى العام الدراسى الجديد ويقترب من منتصفه لتبحث عن حلول لها ... متى نسبق بالحلول قبل ان تتفاقم الأزمات والمشكلات وهل العشرون جنيها التى قررتها وزارة المالية للمعلم تكافئ جهد وقيمة ما يجب أن يقوم به على أكمل وجه، وأيضا عدم تعيين المعلمين الذين تنطبق عليهم الشروط ... حجم مشكلة كثافة الفصول ونقص أعداد المدرسين قدمت تفاصيلها «الأهرام» فى تحقيق مهم يوم 4 نوفمبر الحالى بعنوان 230 ألف فصل و430 ألف معلم العجز فى العام الدراسى الحالى ..!! مازال التساؤل قائما ما هى أسباب عدم الرد على ما ينشر فى الصحف من مطالب وهموم المواطنين بكل ما تستحقه من  اهتمام؟!. 


لمزيد من مقالات سكينة فؤاد

رابط دائم: