تكتسب زيارة الأمير تشارلز أمير ويلز وزوجته كاميلا دوقة كورنوول لمصر اليوم أهمية كبيرة، نظرا لعدة اعتبارات، بعضها يتعلق بمتانة العلاقة التى تربط بين مصر والمملكة المتحدة بشكل عام، والتى شهدت تطورات إيجابية كثيرة خلال الفترة الماضية، والبعض الآخر يتعلق بمكانة الأمير تشارلز نفسها، وكونها الزيارة الخارجية الأولى له خارج بلاده منذ جائحة «كوفيد 19»، والثانية لمصر تحديدا منذ عام 2006.
مصادر قصر «كلارينس هاوس»، مقر إقامة الأمير تشارلز ــ 73 عاما ــ قالت إن الزيارة تأتى بناء على طلب من الحكومة البريطانية، ووصفتها بأنها «تعكس العلاقات الثنائية القوية، مع التركيز تحديدا على معالجة قضية تغير المناخ، حيث سيبحث تشارلز خلالها سبل تطبيق البلدين والقطاع الخاص والمجتمع عموما للالتزامات، فى أعقاب قمة الأمم المتحدة للمناخ فى جلاسجو، والتى شارك فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى.
كما أنه معروف اهتمام تشارلز، أكبر أبناء الملكة إليزابيث الثانية، القديم بقضية حوار الأديان، وبتعاليم الدين الإسلامى تحديدا، وسبق له أن شارك فى أنشطة كثيرة متعلقة بهذه القضية، التى سيكون لها جانب كبير من الاهتمام خلال زيارته لمصر.
أى أن «المناخ» و«الأديان» و«متانة العلاقة مع مصر»، هى العناوين الثلاثة الرئيسية، التى تلخص أهداف زيارة ولى عهد بريطانيا لمصر تحديدا.
فبالنسبة لقضية المناخ، تأتى الزيارة مباشرة بعد قمة COP26، والتى حضر تشارلز جانبا منها، واختتمت بفوز مصر برئاسة قمة COP27 فى شرم الشيخ عام 2022. وتقول مصادر دبلوماسية بريطانية إن أمير ويلز لديه اهتمام عميق وراسخ بمثل هذه المسائل، وسوف ينتهز الفرصة لبحث سبل العمل معا للتصدى لتغير المناخ.
وبالنسبة لمسألة الأديان، والتى ستحظى بجانب مهم فى فقرات برنامج الزيارة الملكية للقاهرة، وبخاصة لقاء الأمير تشارلز المرتقب بالإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، فإن تشارلز سيسعى من خلال لقاءاته وزياراته إلقاء الضوء على حفظ التراث الثقافى والتسامح الدينى فى أنحاء المجتمع المصرى، كما سيبحث تشارلز والطيب التحاور المستمر بشأن التناغم الدينى، وكذلك دور الدين فى الحفاظ على البيئة، وبشكل عام، سيساعد هذا اللقاء على تعزيز الروابط الدينية بين مصر والمملكة المتحدة.
كما ستشمل الزيارة لقاءات لأمير ويلز بحرفيين وعدد من المحافظين على التراث، وذلك للاحتفاء بالحرف التقليدية، ولتأكيد الدعم من المملكة المتحدة لحفظ التراث الثقافى ولمهارات هؤلاء الحرفيين.
كذلك سيقدم أمير ويلز دعمه لمبادرة الأسواق المستدامة التى يرعاها، وذلك من خلال اجتماع مع رواد أعمال شباب من القطاع الخاص لبحث فرص تنمية الأعمال بشكل مبتكر وصديق للبيئة فى مصر.
وسيكون جدول أعمال زيارة دوقة كورنوول، التى تزوجت تشارلز فى 2005 فى حفل مدنى، مختلفا بعض الشىء فى فقراته وأهدافه، حيث سيركز على تمكين النساء، من خلال استماعها لتجارب قيادات نسائية فى مصر، وجهودهن لتشجيع حماية الطبيعة، كما ستستمع لشرح حول كيفية ابتكار النساء المعيلات لعائلاتهن طرق لدعم أنفسهن وإعالة عائلاتهن.
وستكون لدى ولى العهد وقرينته أيضا فرصة ذهبية لزيارة منطقة الأهرامات، وحضور حفل استقبال مصرى بريطانى من نوع خاص يقام فى منطقة هضبة الجيزة قرب الأهرامات، قبل السفر غدا ــ الجمعة ــ إلى الإسكندرية، ومنها العودة إلى المملكة المتحدة.
وبشكل عام، ووفقا للمصادر البريطانية، فإن برنامج الزيارة هذا يتيح لتشارلز وقرينته فرصة الاحتفاء بثقافة مصر القديمة وأهميتها الروحانية، والتطلع فى الوقت نفسه إلى مصر الحديثة.
رابط دائم: