رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

عمرها يصل إلى 3 آلاف عام
إبداعات التكنولوجيا اليونانية تحت قبة «مكتبة الإسكندرية»

كتب ــ هانى عسل

الطب، الفلك، الجغرافيا، الفيزياء، الأحياء، الميكانيكا، الاتصالات، الرسم، النحت، الموسيقى، المسرح، صناعة الخزف، البناء المعمارى، علم حركة السوائل، الرياضيات الهندسة، المقاييس، تكنولوجيا الحرب، حتى أحدث تقنيات وخطط رياضة ألعاب القوى.. كل هذه العلوم والمجالات، أبدع فيها اليونانى القديم، وقدم للحضارة الإنسانية ما يستحق أن يفخر به. ويسوقه للعالم هذه الأيام بوصفه ناتج حضارة عريقة ما زال لها فضل كبير على البشرية، وتحديدا على الحضارة الغربية الحالية، التى تشهد حاليا ثورة حقيقية فى مختلف هذه العلوم، بصورة تكاد تقترب من حد الخيال والأحلام.

وكما تفخر دول الحضارات القديمة جميعا بإنجازاتها، وعلى رأسها الحضارة المصرية القديمة، وكما تسعى دول عديدة فى الفترة الحالية إلى فكرة «تصدير» الثقافة، يأتى معرض يحمل عنوان «فكرة» أو IDEA، يدور حول الاكتشافات والاختراعات العلمية والتكنولوجية التى توصل إليها اليونانيون القدامى، واختير له مكان مناسب جدا لإقامته فى مدينة الإسكندرية، معشوقة اليونانيين.

المعرض ينظمه مركز العلوم ومتحف التكنولوجيا اليونانية فى سالونيكى، المعروف اختصارا باسم NOESIS، بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية، ومركز الدراسات الهلنستية، وتحت رعاية الأمانة العامة لليونانيين بالخارج بوزارة الخارجية اليونانية. وهو مستمر لمدة ثلاثة أشهر، يوميا من الساعة العاشرة صباحا، وحتى الثالثة عصرا، ما عدا أيام الجمعة والسبت والإجازات الرسمية.

ويتكون المعرض من سبعة مجالات موضوعية هى: التكنولوجيات الأساسية، والفلك، والاستكشاف والتواصل، والجسم والعقل، والفنون، والهندسة المعمارية، والتشغيل الذاتى.

ويلجأ المعرض للتقنيات الرقمية، وأحدث تقنيات العرض، بحيث يستطيع الزائرون التعرف على عالم العلوم والتكنولوجيا اليونانية القديمة بسهولة، وبطريقة مبسطة، خاصة الشباب وطلاب المدارس، وأفراد العائلات. فأسلوب العرض مناسب جدا للزائرين غير المتخصصين، ويرى المنظمون أن المعرض يعتبر «حدثا ثقافيا للجميع»، كما يشيرون إلى أن تاريخ المقتنيات بداخله يعود إلى ما بين ألفى وثلاثة آلاف عام. وتتضمن اختراعات وتطبيقات تكنولوجية فى المجالات السابق ذكرها، وتقدم حلولا لمشكلات العصر الحالى، وتعد أساسا قامت عليه اختراعات غربية حديثة بالفعل.

اليوم الافتتاحى للمعرض مر وسط أجواء احتفالية، وحضره لفيف من الشخصيات المعنية بتدعيم التبادل الثقافى والحضارى بين مصر واليونان من جانب، وبين اليونان ومدينة الإسكندرية من جانب آخر، على رأسهم الدكتور مصطفى الفقى مدير مكتبة الإسكندرية، والسفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصريين فى الخارج، والبابا ثيودوروس الثانى بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر إفريقيا، والدكتور يوانيس كريسولاكيس الأمين العام لشئون اليونانيين فى الخارج والدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية اليونانية، والدكتور عبد العزيز قنصوة رئيس جامعة الإسكندرية، والدكتور ميكائيل سيجالاس رئيس متحف العلوم والتكنولوجيا بسالونيكى، والدكتور فاسيليوس كوكوساس رئيس المعهد اليونانى للدراسات البيزنطية وما بعد البيزنطية فى مدينة فينيسيا.

وكان اللافت فى افتتاح المعرض حضور عدد كبير من الشباب السكندرى، وبخاصة دارسى التاريخ اليونانى، والمهتمين به.

ويأتى المعرض تأكيد اً لدور مكتبة الإسكندرية الرائد، ومركز (NOESIS) باعتبارهما من المؤسسات الثقافية والتعليمية الرائدة فى منطقة البحر المتوسط والتى تعمل على تعزيز الفهم العام للعلوم والتكنولوجيا بأسلوب تعليمى وترفيهى فى آن واحد؛ بالإضافة إلى تعميم المعرفة العلمية والتكنولوجية الحديثة ونشرها بين الجمهور من خلال المعارض والأفلام والبرامج التعليمية والندوات والمحاضرات، وذلك لتحقيق الهدف الرئيسى للمؤسستين، وهو إتاحة المعرفة العلمية للجميع.

الجديد الذى يأتى به هذا المعرض أيضا، والذى انطلق للمرة الأولى فى سالونيك عام 2016، ثم عقد فى أثينا فى 2018، وفى ليولبيانا عاصمة سلوفينيا عام 2020، أنه جاء إلى حيث تلاحم الحضارتين الفرعونية واليونانية، إلى مدينة الإسكندرية، وتحديدا فى قلب مكتبة الإسكندرية.

فذلك الصرح الثقافى والعلمى الشامخ الذى يوفر تحت قبته السماوية أحدث تقنيات العرض، وتوفر الأجواء المحيطة به أفضل ساحة لعرض فكرة كهذه، محورها حضارة اليونان القديمة، والتى جاءت إلى الأراضى المصرية، لكى تتحدث عن نفسها، وتتباهى بإنجازاتها، مما يفتح الباب واسعا أمام اقتباس هذه الفكرة وتنظيم معارض مصرية مماثلة فى اليونان أو فى دول أخرى، للحديث عن «أفضال» الحضارة المصرية القديمة على عالم اليوم.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق