تحت الشمسية
فوضى الكورنيش

فى الصباح الباكر يبدوكورنيش المدينة فى أبهى صوره.. هادئا.. جميلا.. لامعا ونظيفا فهوملىء بعمال النظافة الذين يمشطون الطريق ذهابا وإيابا لتحقيق أعلى معدلات النظافة رغم إرهاقهم وكبر سنهم..ولكن ما أن يبدأ الضغط على الحركة المرورية وذهاب الطلبة الى مدارسهم وجامعاتهم والموظفين الى أعمالهم حتى تشعر أنك وقعت داخل سيرك كبير..فلا قواعد مرورية تحترم ناهيك عن ضوضاء وأصوات كلاكسات العربات التى تصرخ فى كل مكان بأعلى صوت مسببة حالة عصبية شديدة قد تنتهى بوقوع معركة بين قائدى السيارات يتبادلون فيها الضرب أوحتى على الأقل يقفون ويعطلون الطريق لتبادل السباب وتكون المصيبة أكبر إذا كان أحد طرفى المعركة ميكروباص..فهنا تكون المصيبة أعظم وقد تنتهى بكارثة..فالميكروباص أصبح يرتع فى المدينة بدون ضابط أورابط..فينطلقون كالمجانين ويقفون فى أى مكان يحلو لهم ولا أحد يستطيع التفاهم معهم..ناهيك عن المواقف العشوائية التى حددوها لأنفسهم فى الميادين ومداخل الشوارع وحتى الكورنيش دون أدنى تدخل من المرور مما يسبب ارتباكا وزحاما مروريا يتحمل تبعاته المواطن البسيط فى غيبة تامة عن القانون.. وبعد الظهيرة يبدأ المرح فترى رجالا يحملون كراسى وترابيزات يعبرون الكورنيش ليفرشوها على الممشى، ويتعاملون على أنها مقاه ومطاعم سياحية تنتشر بطول الكورنيش من سيدى جابر وحتى الإبراهيمية، مشكلة مراكز قوى لا يستطيع أحد الاقتراب منها. أين المسئولون ؟ وأين حق المواطن فى الكورنيش؟ للأسف لا يوجد أمام السكندريين سوى التمتع بكورنيشهم فى الصباح الباكر حتى يتم إنقاذ المدينة ويعود لها بهاؤها.