رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

وقفات
رسالة أنبياء

حتى وقت قريب، كانت الأسرة والعائلة والقرية والحارة والشارع والمنطقة السكنية  تعيش فى أمان اجتماعى كالجسد الواحد إذا ألمت بأحد أفرادها أزمة أو ضائقة تداعى إليه الباقون بيد العون والمساعدة  حتى يزول البأس وترفع النازلة.

وكان الجد أو العم الأكبر أو الأخ فى مقدمة من يلقى على عاتقه هذه المهمة والمسئولية الاجتماعية وما يترتب عليها من بذل مادى وجهد عصبى ويعتبره شرفا ورسالة من رسائل  الأنبياء ومهمة عظيمة من مهام النبلاء والصالحين.

كذلك كان المسجد واحدا من منارات الإصلاح الاجتماعى والاخلاقى، فكان إمامه واحدا من أهل المنطقة وسكانها يعيش بينهم ويعرف حالهم ويلجأون إليه للتزود من علمه بما يعينهم على ضبط النفس وقت الخلافات، والصبر إبان الشدائد. ولكن اليوم مع تشعب العائلات وتباعد الأشقاء والأقارب وارتفاع كثافة البشر فى الأبراج والحارات، كثرت وتعقدت المشكلات الاجتماعية فانشغل كل بأموره وشئونه وقل جهد أهل الخير الذين نذروا قدرا كبيرا من عطائهم للإصلاح بين الناس.

وجراء كل ذلك وغيره من أفول مصابيح الوعى والإرشاد، أمسينا نفزع كل ليلة على جرائم بعضها غير مسبوق ومعظمها بات مألوفا لكثرة تكراره رغم بشاعته. 

ومع استحالة أن نعود بالزمن إلى الوراء أو أن نعيش بنفس نمط الماضى، إلا أنه يمكننا التخفيف من وطأة تداعيات وضريبة ما نعيشه وننجرف إليه من رفاهية وحرية شخصية وغيرها مما نجهل جوهره ونسيء استخدامه واستغلاله. 

ولا شك أن لدى الجميع من مسئولين وأفراد ومؤسسات  دينية وتعليمية وإعلامية ما يمكن القيام به فى هذا السبيل ولأجل تلك الغاية التى نتمناها وننشدها، وعلينا فقط أن نتحلى بشجاعة المبادرة بالعمل والبدء ولو بالنفس والأهل ومن نعول.


لمزيد من مقالات عبد السلام عمران

رابط دائم: