رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

العواجيز ونوبل

منذ الإعلان عن جائزة نوبل عام 1901, حتى 2021 تم منح 609 جوائز فى مجالات الفيزياء والكيمياء والطب والعلوم الاقتصادية والسلام, ونتيجة فوز أكثر من عالم أحيانا فى الجائزة الواحدة فإنه يوجد 975 فائزا بالجائزة منذ إعلانها حتى 2021. ولو اعتبرنا سن السبعين هو بداية الحصول على لقب عجوز, سنجد أنه يوجد 213 عالما وأديبا عجوزا حصلوا على الجائزة (على كبر), بين سنى السبعين والسابعة والتسعين أى بنسبة 22% من مجمل الجوائز, وهى نسبة عالية جدا ودلالة على أن النشاط العلمى والبحثى لا يتوقف عند سن السبعين كما نفعل نحن فى مصر ونطبق بالحذافير على البالغين تلك السن, ومثلما حدث فى طرد كل من جاوز السبعين من أعضاء هيئة تدريس المعاهد العليا والذين تمت ترقيتهم بقرارات وزارية ولجان عامة تابعة للمجلس الأعلى للجامعات المصرية طبقا لقانون الجامعات, على أساس أنهم أصبحوا مثل خيل الحكومة, وأنهم لا يستطيعون التدريس والبحث العلمى مثلما كتب البعض فى الصحف. هذه مخالفة للعرف العالمى والقانون المصرى الذى يحتفى بتلك الفئة ويهتم بها فى تلك السنوات لأنها تملك خبرات متراكمة فريدة وتملك الحكمة فى التدريس والبحث مثلما توضح لنا إحصائيات أهم جائزة فى العالم وهى جائزة نوبل. إضافة الى جائزة نوبل, نجد أن جامعات العالم كله ومعاهده لا تحذو حذو حارتنا فى تعاملها مع تلك الفئة التى أفنت عمرها فى البحث والتحصيل والإنتاج العلمى والترقى.

بدراسة توزيع علماء نوبل بداية من سن سبعين حتى سن 97 نجد الآتى: فاز و21 عالما بالجائزة فى سن السبعين, و21 فى سن الواحدة والسبعين, و19 فى سن الثانية والسبعين, 21 فى سن الثالثة والسبعين, و15 فى سن الرابعة والسبعين, و21 فى سن الخامسة والسبعين, و10 فى سن السادسة والسبعين, و15 فى سن السابعة والسبعين ( منهم نجيب محفوظ), و8 فى سن الثامنة والسبعين, و11 فى سن التاسعة والسبعين, و9 فى سن الثمانين, و6 فى سن الحادية والثمانين, و6 فى سن الثانية والثمانين, و4 فى سن الثالثة والثمانين, و4 فى سن الرابعة والثمانين, و8 فى سن الخامسة والثمانين, و1 فى سن السادسة والثمانين, و5 فى سن السابعة والثمانين, و3 فى سن الثامنة والثمانين, 2فى سن التاسعة والثمانين, و2 فى سن التسعين, و1 فى سن السادسة والتسعين, و1 فى سن السابعة والتسعين.

إن فى قصص هؤلاء العظماء لعبرة وقدوة وتحفيزا لكل البشرية. هذا هو سرد أسماء أكبرهم وأعمارهم والجائزة التى فازوا بها:

أكبر من فاز بها هو جون جود إنف الأمريكى الذى فاز بجائزة الكيمياء عام 2019 وهو من مواليد 25 يوليو 1922 أى أنه كان فى السابعة والتسعين حين حصل عليها ليكون أكبر من فاز بها حتى الآن, وهو ما زال حيا يرزق ويعمل ويبحث. يليه آرثر آشكن الأمريكى والذى فاز بجائزة الفيزياء عام 2018 وهو من مواليد 2 سبتمبر 1922 أى أنه كان فى السادسة والتسعين حينها. يليه ليوند هيوروكز الأمريكى البولندى والفائز بجائزة نوبل فى الاقتصاد عام 2007وهو من مواليد 21 أغسطس 1917, وقد كان فى التسعين من عمره عند فوزه بالجائزة, يليه سيوكورو مانابى الأمريكى اليابانى والذى فاز بجائزة الفيزياء عام 2021 وهو من مواليد 21 سبتمبر 1931, أى أنه فى التسعين من عمره. يليه كلوز هاسيلمان الألمانى الذى فاز بجائزة الفيزياء عام 2021 وهو من مواليد 25 أكتوبر 1931, أى أنه يبلغ من العمر تسعة وثمانين سنة يليه لويد شابلى الأمريكى والذى فاز بجائزة نوبل فى الاقتصاد عام 2012 وهو من مواليد 2 يونيو 1923 وقد كان فى التاسعة والثمانين من عمره عندما حصل على الجائزة يليه ريموند ديفز جونيور الأمريكى والمولود فى 14 أكتوبر 1914, والذى كان فى الثامنة والثمانين عندما فاز بجائزة الفيزياء عام 2002. يلى ذلك الكاتبة البريطانية الزيمبابوية والتى حصلت على جائزة نوبل فى الأدب عام 2007 والمولودة فى 22 أكتوبر ١٩١٩ والتى كانت تبلغ ثمانية وثمانين عاما عند فوزها, يليها يوتشريو نامبو الأمريكى اليابانى والذى فاز بجائزة الفيزياء عام 2008 والمولود فى 18 يناير 1921 والبالغ سبعة وثمانين عاما يوم فوزه بالجائزة. يلى ذلك فيتالى جينزبرج الروسى بجائزة الفيزياء عام 2003 والمولود فى 4 أكتوبر 1916 والبالغ سبعة وثمانين عند فوزه بالجائزة يليه بيتون روس الأمريكى والفائز بجائزة الطب عام 1966 والمولود فى 5 أكتوبر 1879, والبالغ من العمرسبعة وثمانين عاما يوم فوزه بالجائزة يليه البولندى جوزيف روتبلات المولود فى 4 نوفمبر 1908 والبالغ من العمر سبعة وثمانين عاما يوم حصوله على الجائزة يليه النمساوى كارل فون فريسك المولود 20 نوفمبر 1886 والحائز على جائزة الطب عام 1973 والبالغ سبعة وثمانين عاما يوم فوزه.

السؤال المهم لماذا يحتفظ العلماء وأساتذة الجامعة بحيوتهم وقدراتهم العقلية التى تمكنهم من الفوز بأكبر الجوائز نتيجة إنتاجهم معارف واكتشافات أصيلة تنفع البشرية وتسهم فى تقدمها؟. سؤال أجاب عليه علماء النفس منذ سنين طويلة وهو أن تلك الفئة تملك الذكاء الحاد المتأتى من السائل الدماغى الشوكى وهو الموجود عند الجميع ويصيبه الاضمحلال بتقدم العمر, إضافة الى نوع من الذكاء المكتسب نتيجة طبيعة عملها اسمه الذكاء المتبلور والذى يعرفونه بأنه القدرة على استخدام المهارات والمعارف المتراكمة والخبرات نتيجة طبيعة عملهم الذى يتطلب استدامة القراءة والتفكير العميق وتجديد المعارف وأن محصلة الذكاءين هى التى تجعلهم فى تحسن وليس فى اضمحلال.


لمزيد من مقالات د. مصطفى جودة

رابط دائم: