رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

وزير الدولة البريطانى لشئون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للأهرام: مصر تشهد «ثورة طاقة» ولديها قصص مهمة لتقدمها للعالم خلال مؤتمر جلاسجو للمناخ

حوار : هانى عسل
جيمس كليفرلى وزير الدولة البريطانى لشئون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

«فى أول زيارة رسمية لى إلى مصر، رأيت بنفسى كيف تنمو العلاقة بين المملكة المتحدة ومصر بقوة، وكيف تستثمر المملكة المتحدة فى شراكاتها مع مصر، من التجارة إلى معالجة تغير المناخ، وتعمل بلداننا معًا لرؤية ازدهار مصر».

هذا ما قاله جيمس كليفرلى وزير الدولة البريطانى لشئون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فى ختام زيارته لمصر، والتى شهدت محادثاته مع عدد من كبار المسئولين المصريين، ورجال أعمال بريطانيين، كما قام خلالها بزيارات لمقر السفارة البريطانية والمجلس الثقافى البريطانى ومنطقة الأهرامات، والتقى بعدد من الشخصيات.

كليفرلى أكد بعد محادثاته مع وزير الخارجية سامح شكرى أن بلاده تقدر دور مصر فى العمل من أجل الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما تعتبر وسيطًا رئيسيًا فى النزاعات الإقليمية، مثل أعمال العنف الأخيرة التى شهدتها إسرائيل والأراضى الفلسطينية المحتلة، وقال أيضا إن مصلحة مصر والمملكة المتحدة واحدة فى مكافحة الإرهاب والتطرف، والعمل على إحلال الأمن فى ليبيا، كما ناقش الإعداد لقمة جلاسجو للمناخ، واستكشف فى اجتماع منفصل مع وزير النقل الفريق كامل الوزير كيف يمكن أن يوفر النقل النظيف والطاقة المتجددة فى مصر فرصًا استثمارية للشركات البريطانية، خاصة أن الشركات البريطانية تعد من بين أكبر مصادر الاستثمار الأجنبى المباشر فى مصر.

وخلال وجوده فى القاهرة، كان هذا الحوار لـ«الأهرام» مع الوزير البريطانى، جيمس كليفرلى فى القاهرة:

معالى الوزير، هذه هى أول زيارة لك للقاهرة، هل يمكن أن تطلعنا على سبب الزيارة، وأبرز القضايا التى ناقشتها مع المسئولين المصريين هنا؟

بالفعل، هذه هى أول زيارة لى للقاهرة، ولمصر بشكل عام، وحقيقة كنت أتمنى أن أقوم بهذه الزيارة قبل ذلك بكثير، وأعتقد أن النقطة الرئيسية وراء الزيارة هى العمل على مزيد من تعزيز وتقوية علاقات العمل القائمة بالفعل والقوية جدا بين مصر والمملكة المتحدة، وهى علاقات متميزة على جميع المستويات، فهناك علاقة وثيقة جدا بين الرئيس السيسى ورئيس الوزراء بوريس جونسون، وكان لى أيضا شرف لقاء وزير الخارجية سامح شكرى فى نيويورك خلال اجتماعات الجمعية العامة، وأنا هنا لتعزيز هذه العلاقات، لأننى أرى أننا قادرون على رسم مستقبل رائع من التعاون مع مصر، بوصفها لاعبا إقليميا وعالميا مهما، والمملكة المتحدة تريد التأكد من أن فرص التعاون المستقبلى مع مصر واسعة وتشمل الكثير من المجالات والقضايا مثل المناخ والبيئة والاقتصاد وتحقيق الاستقرار الإقليمي.

كيف تنسقون مع الجانب المصرى من أجل خروج قمة جلاسجو المقبلة للمناخ COP26 بنتائج إيجابية؟ وهل توجد ترتيبات تمهيدية متفق عليها بين البلدين؟

نحن سعداء للغاية بأن الرئيس السيسى سيحضر هذه القمة شخصيا، وهذه أخبار جيدة لنا، ورئيس الوزراء جونسون سيكون سعيدا للغاية، لأنه يتعامل مع قضية المناخ بجدية كاملة، ونحن بالتأكيد نريد نجاح قمة جلاسجو، كما أن لدينا مؤشرات إيجابية أيضا تجاه مواقف مصر من قضية المناخ والبيئة بشكل عام، ولدينا تعاون مشترك بالفعل فى مشروعات الطاقة والطاقة المتجددة، وندرك تماما أن ما تحققه مصر فى هذا المجال هو ما يمكن أن نعتبره «ثورة طاقة»، وهذه أخبار إيجابية قبل جلاسجو، لأن هذا معناه أن مصر تحقق فعليا أمن الطاقة، ولديها قصص مهمة يجب أن تروى للعالم، ومعناه أيضا أن مصر ستكون بطلا فى جدول أعمال القمة المقبلة وبعد تسلمها القمة المقبلة Cop27، وأنا على ثقة فى أن قضية المناخ هى واحدة من أبرز المجالات التى سنتعاون فيها بشكل وثيق جدا من أجل مستقبل أفضل لكل من مصر والمملكة المتحدة.

هل أنت متفائل بالنسبة لمخرجات قمة جلاسجو المتوقعة بشكل عام؟

أعتقد أن أهمية القمة ليست فى مجرد ما ستقدمه المملكة المتحدة أو تقتنع به وسط أجواء احتفالية، ولكن ما يهمنا هو تعامل العالم بأكمله مع القضية، لأنها قضية تهم كل دول العالم.

وماذا عن الترتيبات مع مصر لعقد القمة المقبلة على الأراضى المصرية؟

أولا أنا سعيد للغاية لأننا عقدنا لقاءات كثيرة من المسئولين المصريين حول ما ستكون عليه المناقشات فى جلاسجو، وكيف سيتم تعزيزها، والانطلاق منها بقوة نحو Cop27، لأنه يجب أن نعترف بأن هذه القضية يجب أن يتم التعامل معها كل عام، وليس مرة واحدة فقط، وبالفعل، لدينا موضوعات كثيرة لنناقشها مع الوزراء والمسئولين المصريين، مثل أمن الطاقة وأمن المياه وأمن الغذاء وحركة السكان، وهذه كلها أمور تهم القطاع الأكبر من الناس.

هل يمكن القول إن مصر وبريطانيا تفتحان الآن صفحة جديدة فى العلاقات، فى ظل ما نشهده من تعاون مثمر فى مواجهة كورونا؟

أعتقد أن «كوفيد 19» كانت واحدة من أصعب الأشياء التى تعاونا فيها بشكل جمعي، فقيود السفر كانت أمرا صعبا، وكنت سعيدا للغاية لاستئناف الرحلات البريطانية إلى مصر الآن بسهولة ويسر، وكنت قد ناقشت هذا الأمر أكثر من مرة مع سفيركم فى المملكة المتحدة (طارق عادل)، وهو صوت نشط ومتحمس لمصر فى لندن، وقد نقل لى بشكل جيد كيف أن موضوع استئناف الرحلات إلى مصر مهم جدا لهذا البلد، وأعتقد أن قادتنا السياسيين، الرئيس السيسى ورئيس الوزراء جونسون، يدركان ذلك جيدا، وعلاقاتهما القوية ساعدت على تسهيل مهمتنا فى التعاون فى جميع المجالات، فى مجال السياسة والدفاع والطاقة، والترحيب الذى لقيته هنا من جانب المسئولين المصريين يؤكد أن الأمور ستسير بشكل جيد فى الفترة المقبلة.


جيمس كليفرلى - تصوير أحمد عبدالرازق

وماذا عن لقائكم فى لندن مؤخرا مع وزير النقل كامل الوزير؟

ناقشت معه فى لندن بالفعل التعاون فى مشروع المونوريل، وبحثنا بشكل جيد تفاصيل الاستثمار فى مجال البنية الأساسية للنقل فى مصر، وسعيد لأن الشركات البريطانية تشاركة بقوة فى مثل هذه المشروعات، وبالذات فى مشروع المونوريل، الذى أرى أن تنفيذه يسير بسرعة جيدة، ومثل هذه المشروعات مهمة جدا لمصر، فقد سرت فى شوارع القاهرة، وكانت مزدحمة للغاية، وهذا تحد كبير، ولدينا الأمر نفسه فى لندن، وبالتالي، فإن نظام النقل فى مثل هذه المدن الكبيرة مهم جدا، لأنه يسهل حياة الناس، وأنا على يقين من أننا سنحتفل قريبا بكثير من الأشياء التى يمكن أن نفعلها للمساعدة على جعل نظام النقل هنا فى القاهرة مناسبا للمستقبل.

هل يمكن أن تكون أنظمة النقل فى القاهرة يوما مثل لندن؟!

لندن مدينة قديمة، ولكن القاهرة «عتيقة»، ووجود وسائل نقل حديثة فى مدينة قديمة أمر صعب جدا، وتحد كبير، ولكنى رأيت هنا تطور الطرق، ورأيت أيضا وسائل متنوعة للنقل، وهناك طموح لأن تكون القاهرة متحركة وحيوية، والمملكة المتحدة تواقة جدا لمواصلة التعاون مع مصر فى مجال تطوير وسائل النقل.

بريطانيا تحدثت كثيرا عن ملف حقوق الإنسان فى مصر، والجانب المصرى أيضا يبدى قلقه المستمر من شخصيات تدعو إلى العنف من بريطانيا؟ كيف تتحدثون مع الجانب المصرى حول هذه الموضوعات؟

من الأشياء التى أقدرها جيدا، وهذا يعكس قوة العلاقات القوية بيننا، هى أننا قادرون على مناقشة مثل هذه القضايا الصعبة والحساسة، وبداية، أرحب كثيرا بصدور الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التى أطلقتها الحكومة المصرية مؤخرا، وسنعمل مع الحكومة المصرية لتنفيذ ذلك، فهى خطوة إيجابية نريد تعزيزها، كما أننا واعون تماما بأن هناك أناسا فى المملكة المتحدة منتقدون و«عدوانيون» فى حديثهم تجاه مصر، ونحن ندرك أهمية هذه القضية بالنسبة لمصر، ونتابع عن كثب ما يقوله هؤلاء، وما يفعلونه، ولكننا نحتاج دائما للعمل فى إطار القانون الذى يحكم المملكة المتحدة، وعلى الحكومة المصرية أن تتأكد من أن أى تصرف يقوم به هؤلاء خارج إطار القانون البريطاني، معناه اتخاذ إجراءات حيالهم.

كنتم من أشد المؤيدين لـ «البريكست»، هل يمكن القول إن تقوية علاقاتكم بأصدقاء بريطانيا فى الشرق الأوسط وإفريقيا يمكن أن تكون بديلا جيدا لبلادكم بعد الانفصال عن أوروبا؟

سعيد بهذا الوصف، لأننا بالفعل «أصدقاء قدامى»، لأن علاقاتنا علاقة قديمة ومستمرة وفريدة من نوعها، وأنا متحمس جدا لتعزيز هذه العلاقات «القديمة»، ونريد تحويلها أيضا إلى علاقات «حديثة» لا تعتمد على التاريخ فقط، ولهذا، نتباحث فى قضايا كثيرة للتعاون مثل البيئة والطاقة والطاقة المتجددة والبنية الأساسية، ونعتزم بكل تأكيد أيضا الحفاظ على العلاقات مع أصدقائنا وجيراننا فى أوروبا، ولكن مع مصر، لدينا علاقات طويلة جدا نستطيع أن نستفيد منها، وستكون فى مصلحة البلدين معا.

 هل توجد لدى بريطانيا رؤية محددة بشأن قضية سد النهضة، فى ظل تعثر المفاوضات حاليا بين مصر وإثيوبيا والموقف الإثيوبى المتعنت؟ 

حسنا، المملكة المتحدة تدرك تماما أهمية نهر النيل بالنسبة لمصر، رغم أننا بلد لديه أمطار كثيرة، وقد يبدو أنها لا تشعر بذلك، ولكننا نعرف أن أهمية النيل لمصر «وجودية»، ولذلك، نتمنى أن نصل فى النهاية إلى اتفاق بين الدول الثلاث عبر المفاوضات، وقد استمعت إلى بيان مجلس الأمن الدولى «الرئاسي» يوم 15 سبتمبر الماضي، ونرحب بما جاء فيه، وبطريقة تعامل الأمم المتحدة مع الأمر، وسنواصل مساعينا من أجل التوصل إلى تسوية سياسية عبر التفاوض تقلل من مخاوف الدول الثلاث، وتؤكد أهمية النيل لمصر، وهذا الأمر ناقشته بكثرة أيضا مع سفير مصر فى لندن، وسنواصل العمل لمساعدتكم فى التوصل إلى حل لهذه القضية.

 

  فى جولتكم الخليجية الأخيرة، ناقشتم سبل حل الأزمة الإنسانية فى اليمن، ما هو رأى حكومتكم فى تطورات اليمن، وما هو موقفكم من التهديدات المحتملة لحركة الملاحة فى البحر الأحمر؟   

  

الموقف فى اليمن مؤلم، والمعاناة الإنسانية مزعجة، ونحن حريصون على دعم اليمن، إما مباشرة عبر تقديم مساعدات، أو من خلال التحدث مع الدول المجاورة مثل السعودية وسلطنة عمان، كما تحدثنا مع الحكومة اليمنية ومع الحوثيين، وسنواصل العمل مع جميع الأطراف لتحقيق الاستقرار فى اليمن، لأن استقرار هذا البلد مهم لاستقرار منطقة البحر الأحمر، لأنها منطقة تدفق التجارة بين أوروبا والبحر المتوسط، لذلك فالأمر لا يهم بريطانيا فقط، ولا مصر وحدها، ولكن للمنطقة والعالم.

  فيما يتعلق بليبيا، طالبتم قبل أيام بضرورة محاسبة القوات الأجنبية والمرتزقة على جرائمهم، لماذا لا تستخدم بريطانيا نفوذها السياسى أيضا فى الضغط على الدول التى أرسلت تلك الميليشيات إلى هناك؟  

هذه قضية مهمة جدا بالنسبة لنا، وقد رأينا بالفعل بعض المبادرات الإيجابية فى ليبيا بين شرق ليبيا وغربها نحو الاستقرار، مثل فتح الطريق الساحلي، ومثل الانخراط فى المفاوضات، ونحن نتحدث بشكل مستمر مع الدول التى تشارك بشكل مباشر وغير مباشر فى الصراع الليبى لتشجيعها على رحيل قواتها من هناك، وفى هذا الإطار، نتفهم تماما أهمية تأمين الحدود الغربية بالنسبة لمصر، ونحن أيضا نريد أن نرى هذا المكان فى شمال إفريقيا هادئا وخاليا من الإرهاب، ومن الضغوط التى تضطر الناس إلى الهرب كلاجئين، ونرحب أيضا بالطريقة التى تنتهجها مصر فى ليبيا، بنفس الطريقة التى نرحب فيها بالجهود التى تقوم بها مصر أيضا بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهذا ما تحدثت فيه بوضوح مع وزير الخارجية، وهو أن مصر لديها بالفعل دور كبير لتقوم به فى منطقة المتوسط، وفى إفريقيا بشكل عام، وفى حركة التجارة الدولية، ونريد أن نطمئن بأن صداقاتنا القديمة تقف دائما كتفا بكتف فى جميع هذه القضايا، لأننا نعتبرها شريكا دائما ومهما، ولذلك، أنا سعيد للغاية لأن السنوات الثلاث الماضية شهدت بالفعل تحسن العلاقات، لدرجة أننى أتطلع من الآن لزيارتى الثانية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق