رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الرئيس .. و«بحر البقر»!

الرئيس معنا على الفيسبوك وتويتر!

ما قاله فى «بحر البقر»، رد مباشر وحازم وواثق على حملات «الهرى» و«التخبيط» التى تزايدت كثيرا هذه الأيام على السوشيال ميديا.

أحدهم كتب يقول إن عجلة التنمية دهستنا، وآخر يقول إن السيارة ترجع إلى الخلف، وثالث يحذر من أن السيارة «ممكن تعمل حادثة»، ورابع ينادى بشعار: «بالراحة علينا شوية يا ريس»، وخامس يرى أنه «ومش وقته»، و«مش كله مرة واحدة»، وسادس يجزم بتراجع شعبية الرئيس، وسابع يتساءل بعبقرية وبعد نظر يحسن عليهما: «هل يعيد التاريخ نفسه»، وثامن يطالب بالأكل والشرب لـ«الغلابة»، بدلا من الكبارى والأنفاق، وتاسع يريد رئيسا «يحنو» عليه وعلينا، وعاشر لا يعجبه «المستشارين».

كل من ترك منصبا، يتحدث فيما لا يفهم، كل من فشل فى موقعه، يطالب بالنجاح والإعجاز والمستحيل، كل من يبحث عن دور، يحاول أن يجد لعبقريته مكانا، وكل من فشل فى إدارة مكتب به خمسة أفراد، يتكلم فى الطريقة المثلى لإدارة شئون مصر، كل من هب ودب، يتكلم عن دور المستشارين، ويطالب بتغييرهم، وكأن البيه «مولود» فى البيت الأبيض، أو الأزرق، أو نشأ وترعرع فى الكرملين أو فى قصر الشعب الصينى!

فى الوقت الذى كان فيه «بحر» الفيسبوك يموج بهذه الأصوات، ما بين جهلة وسذج، وأصحاب مصالح، ومؤيدين تحولوا لمعارضين، كان الرئيس فى «بحر البقر»، يرد عليهم بقوة خلال افتتاحه محطة معالجة مياه الصرف الصحى، بقوله: «إن البلاد لا تقام بالدلع والطبطبة، وإنما بالجدية والعمل والانضباط والالتزام، وأى ممارسات سلبية مش ها تبقى مقبولة، وإذا كانت مقبولة قبل كده، والناس بتغض الطرف عنها، أنا ما باعرفش أعمل كده، ما باعرفش أطنش، ولو كنت باعرف أطنش، كنت طنشت فى 2011 و2012 و2013، وسبت البلد للمجهول».

كلام الرئيس كان واضحا فى الربط بين هذه «السبهللة» والداعين لها، وبين الإرهاب الذى كان يستهدف منع التنمية فى سيناء وغيرها، فالهدف واحد، وسيظل واحدا، وإن كان الأسلوب مختلفا.

فالإرهاب فى سيناء كان هدفه ألا يقف هذا البلد على قدميه أبدا، والإرهاب «الفكرى» و»الفيسبوكى» هدفه ألا يتقدم هذا البلد خطوة واحدة للأمام أيضا، لا فى البناء، ولا فى التعليم، ولا فى الصحة، ولا فى النقل، وأن يبقى المصريون على الدوام، ساخطين ناقمين، راغبين فى الهجرة، كارهين للسلطة ومن فيها.

كلمات الرئيس كانت تعنى صراحة أنه يتابع ما يقال جيدا، ويعرف من يقول، ولماذا، ولكنه يفهم المصريين، ويعرف كيف يتعامل معهم، فهو يدرك أن هناك أشياء إعجازية يمكن تحقيقها بالود والحنية والكلمة الحلوة، مثل حفر قناة السويس الجديدة، وعلى الجانب الآخر، توجد أمور أخرى كارثية يجب عدم السكوت عليها أو التأخير فى معالجتها، ولا تنفع معها سوى «العين الحمرا»، مثلما حدث فى إجراءات الإصلاح الاقتصادى، ومثلما يحدث فى ملف التعليم.

والدليل على ما أقول هو ما أعلنه الرئيس من إجراءات لرفع الدعم والتموين عمن يتعدى على الأراضى الزراعية، فقد طفح الكيل، ولم يعد يجدى سوى «الردع» لتطبيق القانون على من لا يحترمه، بل وننتظر أيضا أن تمتد إجراءات عقابية إلى كثير من أوجه الفوضى والتسيب الأخرى التى يحميها الدلع والطبطبة وشعار «الغلابة» الكاذب، وبسرعة، وأبرزها مشكلات النظافة والمرور والسايس والتوكتوك، وسوء الخدمات الحكومية، وزيادة الإنجاب، وها قد جاءت البداية بضرائب اليوتيوبرز.

الرئيس لا يهمه أن يكون «حلوا» أو «جميلا»، حسبما قال، بقدر ما يهمه أن يعمل لتنفيذ ما هو مقتنع به، ويراه صوابا لمصلحة الوطن، انطلاقا بما لديه من معلومات وحقائق وأرقام، معظمها غائب عن شعب الفيسبوك، عمدا أو جهلا، أو ربما نتيجة للتشويه الذى تتعرض له الدولة منذ سنوات، لدرجة أصبحنا معها نخشى الحديث عن أى شيء إيجابى خوفا من أن نتهم بمحاباة السلطة.

هل يصدق أحد أننى تلقيت التهانى والتبريكات، وكأننى دخلت فى الإسلام، لمجرد أننى كتبت مقالين متتاليين أنتقد فيهما الحكومة، مرة بسبب السايس، ومرة بسبب الأسعار؟!

نعم، ليس كل من يعارض «إخوانا»، ولكن عندما تجد نفسك فى «معارضتك» صفا واحدا معهم، عليك أن تتنبه، وتنتقى كلماتك، ومواقفك، وتعرف كيف تعارض، ومتى تنتقد، وحدود المعارضة والنقد.

ففارق كبير بين أن تعارض وتنتقد ما تعانيه من مشكلات وأزمات، وبين أن تصبح معارضتك المزعومة هذه مجرد وظيفة، ووسيلة للشهرة، والبحث عن دور لا تستحقه.


لمزيد من مقالات هانى عسل

رابط دائم: