ذكريات صحفية 4 ـ عندما أفكر فى بداياتى الصحفية أجد أنها مليئة بالمصادفات السعيدة والغريبة. لقد دخلت دار أخبار اليوم لأول مرة عندما صحبنى لها زميل لا أعرفه المرحوم محمد وجدى قنديل التقيته فى حقوق عين شمس. ثم كانت المصادفة الثانية عندما التقيت شخصا لايعرفنى ولا أعرفه هو المرحوم الاستاذ إسماعيل الحبروك الذى انضم حديثا لأخبار اليوم وتصور أننى محرر قديم فكلفنى بعمل موضوعات لمجلة الجيل الجديد التى يرأسها. ثم جاءت المصادفة الثالثة عندما صورت موضوعا لمجلة الجيل أرسل قسم التصوير صورة بالخطأ إلى مكتب آخر ساعة وشاءت الأقدار لاسترداد الصور أن تقع فى يد الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل رئيس مجلة آخر ساعة أكبر مجلات ذلك العصر فيأمرنى بكتابة الموضوع لآخر ساعة. ثم تتكرر بعد أقل من أسبوع واحد نفس المصادفة الرابعة عندما اقترحت على الأستاذ إسماعيل الحبروك تحقيقا صحفيا عن مجمع التحرير (كنا فى مارس ١٩٥٣ وكان عمر المجمع أقل من سنتين وتكلف وقتها مليونى جنيه ويرتفع 14 طابقا يضم 1356 حجرة كان أشهرها مصلحة الجوازات والجنسية) وقد طفت مختلف أقسام المجمع وإداراته لأقدم بالصورة والكلام بانوراما كاملة عن هذا المجمع. ثم وبطريقة قدرية يتكرر خطأ الأسبوع الماضى ويرسل قسم التصوير صور تحقيق المجمع بالخطأ إلى مكتب مجلة آخر ساعة بدلا من الجيل الجديد، فأذهب مضطرا لطرق باب الأستاذ هيكل للمرة الثانية ويطلب منى الصور ويراها ويأمرنى بكتابة الموضوع لآخر ساعة لأصبح من لحظتها محررا بها دون أن أخطط لذلك. بل أقسم بالله دون أن أعرف وقتها قدر الأستاذ هيكل وأهميته الكبرى التى تكشفت لى فيما بعد والتى ربطتنى الأقدار به.
ومن مارس 1953 أصبحت فجأة نجما من نجوم آخر ساعة الذين ضموا أستاذى صلاح هلال ووجدى قنديل، وبعدها فتحية بهيج وصلاح جلال. وأصبحنا نحن مجموعة هيكل التى كان يخشى المحررون الآخرون الاقتراب منا. لكن المصادفات التى توالت لم تنته، ففجأة وجدت أمامى جمال عبد الناصر!
[email protected]لمزيد من مقالات صلاح منتصر رابط دائم: