رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اجتهادات
أحلام جوتيريش

لا يملك السكرتير العام للأمم المتحدة سوى أن يطالب، ويحث، ويُبدى القلق، ويحلم أيضًا. استبق أنطونيو جوتيريش أعمال الدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التى تبدأ اليوم، وطالب بإيجاد طرق جديدة لعمل مشترك حقيقى واتخاذ قرارات جماعية، على الأقل فى مواجهة كوارث عالمية تُهدد حياة البشر.

ومن المطالب ما يُعد أحلامًا فى الوقت نفسه، حين يكون تحقيق المُطالب به صعبًا أو مستحيلاً. ولهذا لا يختلف المعنى إن قلنا إنه طالب أو حلِم بتضامن دولى جاد فى مواجهة كوارث بحجم جائحة كورونا، وتغير المناخ. ربما يستطيع تحقيق مطلبه عقد ما سماها (قمة عالمية حول المستقبل) فى عام 2023. ولكن الأرجح أنها ستكون مثل عدمها فى حال عقدها، خاصةً أن نتائجها التى يتصورها أو يحلم بها هى من نوع الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية الشاملة على المستوى العالمى، والتعليم للجميع، والسكن والعمل اللائقين.

بدا الألم واضحًا فى كلماته، التى يعلم أنه لا يملك غيرها. انتقد الفشل فى مواجهة الجائحة الممتدة والاحترار المتزايد، وكذلك انحسار التنوع البيولوجى، والتلوث.

ليست هذه المرة الأولى التى يُعبر فيها عن أحلامه علنًا. حلم، فى بداية جائحة كورونا، بوقف إطلاق النار فى مختلف النزاعات حول العالم لمواجهة ما سَّماه عدو البشرية المشترك، وقال فى 23 مارس 2020 (ضعوا حدًا لمرض الحرب، وحاربوا المرض الذى يعصف بعالمنا).

ولكن الواقع سرعان ما يُبدد الأحلام. لم يوقف إطلاق النار، بل اندلع قتال إضافى بين قوات أذربيجان وأرمينيا فى إقليم قرة باغ فى سبتمبر.

وحلم أيضًا بتعاون دولى فى مواجهة الجائحة. ولكن المصالح الضيقة أدت إلى تسييس كثير مما يتعلق بها، وتفاوت مهول فى توزيع جرعات اللقاحات التى بُدئ فى إنتاجها منذ نهاية 2020.

ومع ذلك، لا يملك السكرتير العام للأمم المتحدة سوى أن يحلم، ويُخبرنا بأحلامه التى يعرف مصيرها. ربما كل ما يستطيعه، من بين ما أخبرنا به فى الفترة الأخيرة، هو استحداث منصب مبعوث الأمم المتحدة لأجيال المستقبل. مبعوث آخر يُضاف إلى عدد كبير من المبعوثين الذين يكتفون، مثله، بأحلامهم.


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: