عندكم شيشة؟ أصبح هذا السؤال هو الذى يطرحه الرواد على باب كل مقهى وكافيه قبل الدخول؟ وقد يقول البعض إن هذا سؤال فى غير محله.. فمن المعلوم أن هناك منعا تاما ونهائيا لتقديم الشيشة فى كل المقاهى والكافيهات منذ بداية جائحة كورونا ولم يحدث أى تغيير أو تعديل للقرار .. أضف إلى ذلك كمية الأخبار اليومية التى ترسلها الاجهزة التنفيذية عن تطبيق غرامات على المقاهى المخالفة والتى تتحايل فى تقديم الشيشة بل وصل الأمر الى إعدام العشرات من الشيشة فى مشهد عبثى بواسطة بلدوزر ضخم ونشر الصور فى كل وسائل الإعلام.. ولكن الواقع فى كثير من الأماكن فى الإسكندرية والساحل الشمالى يختلف عن ذلك، فالشيشة تقدم جهارا نهارا فى الكثير من المقاهى وكأن أصحاب تلك المقاهى بعيدون عن أيدى القانون.. وقد يقول البعض إن هذه مبالغة ولكنى شاهدت بنفسى بعض هذه المخالفات .. فبينما كنت وأصدقاء لى نتناول طعام العشاء فى أحد مطاعم الإسكندرية على البحر طلب أحدهم شيشة وبسرعة أخبرته أنها مازالت ممنوعة ولم يصدر بشأنها أى تعديل ولكن ولدهشتى الشديدة وجدت الجرسون يؤكد له على وجود كل انواع الشيشة وسرعان ما أحضرها وبدأ فى إعدادها أمام كل الناس فى تحد صارخ للقانون.. ولكن المثير هو ما حدث بعد ذلك بفترة بسيطة، فقد عاد الجرسون مرة أخرى ومال على الصديق الذى يدخن الشيشة باستمتاع وأخبره بأنه مضطر أن يرفع الشيشة بعد نصف ساعة فقد جاءته إخبارية أن هناك لجنة قادمة لفحص المطعم خلال ساعة .. وهنا.. هل هكذا يسير الحال فى بلادنا.؟!. كيف وصل صاحب المطعم لهذه الجرأة فى تقديم الشيشة وكيف وصل للمعلومات الخاصة بهذه اللجان؟ وهل تغلغل الفساد إلى هذه الدرجة فى الأجهزة التنفيذية بالمحافظة؟!.. وما ذنب المقاهى الفقيرة التى ليس لها سند داخل هذه اللجان يعلمونهم بموعد قدومهم فيتخذون الاحتياطات اللازمة؟!.
يا سادة الأمر يحتاج الى وقفة لاجتثاث الفساد من جذوره لأن المساواة فى الظلم عدل.
لمزيد من مقالات أمـل الجيـار رابط دائم: