رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

خائفة على أبنائى

أحمد البرى;

أنا زوجة وأم لثلاثة أبناء «ولدين وبنت»، ونعيش فى دولة خليجية، وأبناؤنا يدرسون بمصر فى جامعات خاصة.. الأكبر بالفرقة الثالثة بكلية الهندسة، وعمره الآن ستة وعشرون عاما، والمفترض أنه انتهى من دراسته منذ ثلاث سنوات، والثانى بالفرقة نفسها بكلية التجارة، وقد تأخر عامين عن أقرانه، والولدان متعثران جدا فى الدراسة، لعدم وجود هدف لهما، وهما يعانيان «اتكالية» وإهمالا دراسيا شديدا، وقد ظلا يخفيان عنى أنا ووالدهما نتيجتيهما، وكانا يبعثان إلينا بنتائج «مفبركة» إلى أن ذهبت إلى الجامعة منذ ثلاثة أعوام، وعرفت الحقيقة، وواجهتهما بها، فانهارا، وأبديا ندمهما، ووعدانى بالمذاكرة، وبذل أقصى الجهد، وإلا فسوف أخرجهما من الجامعة.. وللأسف لم نستطع «أنا ووالدهما» العودة إلى بلدنا لأن أقساط الجامعة كبيرة جدا، وليس لنا عمل فى مصر، ولا مدخرات، ولم يكن هناك أفضل مما فعلنا، ولكن مع متابعتنا لهما وجدنا أن اجتيازهما الامتحانات بطئ جدا، حيث ينجحان فى «تيرم»، و«يرسبان» فى آخر، وإنى أسألك: هل أخطأنا منذ البداية فى هذا «النهج الدراسى»؟، وهل استكمال دراستيهما على هذا النحو خطأ؟، وما هو الحل لما نعانيه؟.

والله يا سيدى: إننا نموت فى كل لحظة، وتتجدد أحزاننا كلما رأينا من هم أصغر منهم، وقد تخرجوا فى جامعاتهم، وشقوا طريقهم فى الحياة، وعلاوة على فشل ابنىّ الدراسى، فإنهما يشعران بفقدان الثقة بنفسيهما، والرغبة الشديدة فى إنهاء الدراسة، فبماذا تشير علينا؟.

 

ولكاتبة هذه الرسالة أقول:

فى الحقيقة هناك جوانب كثيرة، تتعلق بتعثر الأبناء فى الدراسة، ولا يعنى توافر الإمكانيات المادية لدى الوالدين أن يلحقا أبناءهما بكلية ما لا تتناسب مع مؤهلاتهم واستعداداتهم الدراسية، فهناك أسباب للتعثر لها علاقة بالطالب نفسه، مثل مدى استعداده لدراسة مواد بعينها، فإجبار الطالب على الالتحاق بكلية لا يرغب فى دراستها ينعكس عليه بالسلب، كما أن غياب الرقابة والمتابعة يجعله يهرب من الدراسة، وقد ينصرف إلى أقران السوء، فيقضى وقته فى اللعب واللهو والسهر، وأحسب أن وجودك أنت ووالدهما فى الخارج هو السبب فيما آلت إليه أحوالهما، ويمكن أن يظل زوجك فى الخارج لمدة عامين مثلا، وتعودى أنت إلى مصر لتكونى قريبة منهما، فصلاح أحوالهما لن يتحقق بمجرد وعد منهما، وإنما يتطلب الأمر مزيدا من المتابعة، والرقابة والتواصل المباشر، وليس عن طريق الهاتف أو الإنترنت، وغيرهما من الوسائل التى يتصور البعض أنها تغنى عن المعيشة معا فى مكان واحد.

إن بعض الآباء والأمهات يعتقدون أن دورهم فى الحياة هو توفير ما يلزم أبناءهم من ملبس ومسكن ومأكل، ولذلك قد يقضى الأب وقته كله فى العمل، وتقضى الأم يومها بالكامل فى تنظيف المنزل وإعداد الطعام، وهذا الأمر خطير للغاية، حيث إن الأبناء بحاجة إلى الكثير من الاهتمام والرعاية، وهم أهم بكثير من المال، وعلى الأهل أن يدركوا ذلك، ويجب تحرّى البيئة الصالحة التى يختلط بها الأبناء سواء فى البيت أو الشارع أو المدرسة.. وهذه الأمور قد ترين أنها تأخرت، وأن ابنيك وصلا إلى سن يصعب فيها السيطرة عليهما، ولكن اعلمى أنه من الممكن أن يتغير كل إنسان، وأن يعود إلى الخط المستقيم، مهما تعرج عنه.. وقد تكون هناك أسباب نفسية قد دفعتهما إلى إهمال الدراسة، إلى جانب عدم رغبتهما فى دراسة بعينها، والحقيقة أننى أرى أنهما قطعا شوطا كبيرا، ولم يبق لكل منهما سوى عام دراسى واحد، ولو تكاتفت مع زوجك، وعدت إلى مصر، فسوف تتغير أحوالهما، وبشىء من الإلحاح عليهما، والقرب منهما سوف تكون الأمور على ما يرام بإذن الله.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق