رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اجتهادات
فكرى أباظة .. وفلسطين

من أشهر ما كتبه الراحل الكبير فكرى أباظة، الذى ذكرناه فى اجتهادات الأمس, باب عنوانه (مناظر مؤذية)، ونقد فيه بأسلوبه الساخر الجميل ما رآه مؤذيًا فى سلوك بعض المصريين. ولكن الأذى الذى أصابه بعد رحيله بسبب ما كتبه البعض عن مقاله بالحالة ج» المنشور فى 17 أغسطس 1961 كان أكبر من كل ما وجده مؤذيًا.

فالشائع أنه دعا إلى سلام مع إسرائيل. ولكن ما كتبه لا يحمل هذا المعني. فقد دعا إلى (أن تتفق الدول العربية على حياد منطقة الشرق الأدني. وينشأ بعد هذا الاتفاق اتحاد فيدرالى على أن تُدمج فيه فلسطين بأسرها 00 ويصبح الإسرائيليون من رعايا هذا الاتحاد، الذى يكفل لكل الأقليات حقوقها كاملة حسب التقاليد العربية). والمعنى واضح، وهو أن يصبح اليهود الإسرائيليون أقلية ضئيلة فى اتحاد عربى كبير يُدمجون به, وبالتالى إنهاء الصهيونية.

ولكن المقال أُسيء تفسيره بسبب الحساسية الشديدة الرسمية والشعبية حينذاك تجاه كل ما يتعلق بالصراع العربي-الصهيونى، مما أدى إلى إقالته من رئاسة تحرير المصور بقرار مُسبب تضمن أن مقاله (يحمل معنى التشكيك فى الموقف العربى الذى أجمعت عليه الأمة).

ولأن هذا الإجراء كان مُتسرعًا، لم تمض خمسة أسابيع حتى عاد إلى الكتابة فى 24 سبتمبر بمقال تحت عنوان (بين قلمى وضميري). وقد أُسيء إلى أباظة مرة أخرى عندما تصور البعض أن فى ذلك المقال اعتذارًا أو ندمًا، وهو ما لا نجد أثرًا له فيه حين نقرؤه فى مصدره (الأهرام). فقد شرح ما قصده، وهو أن (يكون الإسرائيليون رعايا للأمة العربية الكبرى فى الاتحاد الذى ينبثق من إرادتها)، وأنه (محا إسرائيل محوًا من الخريطة، وأعاد الأرض إلى أصحابها الفلسطينيين ..). كان الراحل الكبير يحلم فى مرحلة كبرت فيها الأحلام فبل أن تتضاءل، ولكنه لم يدع إلى استسلام لاحتلال غاصب، وما كان له أن يفعل وهو الذى أمضى الشطر الأكبر من حياته فى نضال ضد الاحتلال البريطانى لمصر، ورفض من موقعه فى الحزب الوطنى حينذاك التفاوض مع الإنجليز إلا بعد الجلاء.


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: