حديث الوطن
«صانعة الأثر »

كانوا يقولون فى الماضى إن المرأة التى تستطيع توفير المال هى امرأة بخيلة، وفى هذه الأيام تبدلت الحالة فهم يقولون عنها انها امرأة نادرة الوجود، ورغم وجود هذين النموذجين فإن هناك نموذجا لامرأة ثالثة ربما لا يتكرر كثيرا, هذه المرأة يمكن أن نسميها صانعة الأثر وهى ليست بالضرورة أن تكون من ذوى الشهرة فى المجتمع لكنها تتمتع بشهرة كبيرة فى وسط عائلتها وعملها وكل دوائر حياتها، هى نوعية ذات طلة متميزة وحضور قلما تجد مثله، ما أن تراها إلا وتشعر بأنها الشقيقة والأم والزوجة والحبيبة لكل من حولها، منحها الله عبقرية خاصة جدا فى القدرة على الاعتناء بمن حولها، تحب الاهتمام وتتفانى بابتسامة ساحرة فى خدمة الجميع، تقف على قدميها لأيام وأيام لكى تمنح السعادة وتوزع عطاءها على الكبير والصغير، تنفق بسخاء وتكرم بغباء ولا تخشى الفقر ولا يهددها الاحتياج، هى زوجة تعشق الرجل الذى اختارته لكى يكون شريكا لها وأم لا ينتهى مداد حنانها، وعندما يقع عليها ظلم تترفع، أينما وجدت تصنع الأثر الطيب، عندما تجلس فى حضرة عائلتها لا تدرك عقارب الساعة الوقت وعندما تغيب فهى كما قال الشاعر أحمد شوقى (كن فى الطريق عفيف الخطا / شريف السماع كريم النظر / وكن رجلا إذا أتوا بعده / يقولون مر وهذا الأثر) خلاصتها أنها سيدة مثل الوتد نسختها لا تتكرر كثيرا فى العائلات والبيوت، قادرة على تغيير المفاهيم وبناء الأفراد والمجتمعات وتتحدث دائما بلغة مشتركة وهى فعلا من صناع الأثر، لا تنتظر مقابلا ولا أجرًا إلا من الله تفعل الخير وتترك أثرا يدل على قيمة وجودها، وأخيرا إذا قدر لها أن ترحل تنسحب بلا ضجيج لا يضرها من استغنى عنها، ولا يثقل عليها من بقى تحت كنفها وتبقى سيرتها هى الأقوى فى كل العهود.