رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اجتهادات
حكومة طالبان تُشبهها

لا تستطيع الحركات والجماعات الأيديولوجية المغلقة أن تخرج من جلدها. تجد صعوبةً فى الانفتاح على الآخر. قد تُغير فى خطابها وبعض ممارساتها لاسباب اضطرارية، ولكن ليس فى طريقة التعامل مع الآخرين الذين لا يُشبهونها.

ولهذا لم تضم الحكومة التى أعلنتها طالبان الأربعاء الماضى أحدًا من خارجها0 وحتى من صاروا قريبين منها، وساعدها بعضهم مثل عبد الله عبد الله وحامد كرزاى، استبعدتهم بخلاف توقعات مبالغة فى تفاؤلها.

لم تلتزم طالبان بما أعلنه متحدثون باسمها مرات بشأن تشكيل ما سموها حكومةً شاملة. وهى، فى عدم التزامها هذا، منسجمة مع نفسها. حكومة أحادية لا تضم تمثيلاً لأى طيف سياسى أو فكرى آخر. وحتى التمثيل العرقى أو القومى، الذى تعجل بعض الصحفيين فى القول إنه تحقق فى حكومة طالبان، لا يعدو أن يكون شكليًا وناقصًا.

تمثيل شكلى لأن نائب رئيس الوزراء عبد السلام حنفى الأوزبكى الأصل ينتمى إلى طالبان أكثر مما يُعبر عن جماعته العرقية. وقل مثل ذلك عن قارى فصيح الدين رئيس الأركان, وقارى الدين حنيف وزير الاقتصاد وهما طاجيكيان. فانتماء هؤلاء إلى طالبان يجُب ما عداه0 وهو تمثيل ناقص ايضًا لاستبعاد جماعة الهزارة المختلفة عرقيًا ومذهبيًا فى آن معًا0

وإذا كان من شمول فى حكومة أفغانستان الجديدة فهو لأطياف طالبان نفسها، إذ نجد فيها تمثيلاً للحرس القديم الذى تصدرها فى فترة حكمها الأولى بين 1996 و2001, إلى جانب عناصر من الأجيال الجديدة.

ونجد فيها أيضًا من يمثلون صقور الحركة، ومن يوصفون بأنهم حمائم. وهذا تصنيف فقهى، وليس سياسيًا. كما لم يثبت أن له دلالة فى الواقع حتى الآن، لأن السمع والطاعة للزعيم الأعلى أو من يسمونه أمير المؤمنين راسخ فى الحركة.

وربما تكون فكرة حكومة تصريف الأعمال نابعة من رغبة الحركة فى إعطاء انطباع بأن هذا التشكيل الأحادى سيكون قصير المدى لكى لا تصطدم أقوالها بأفعالها بهذه السرعة. ولكن قادتها ربما لا يعلمون أن حكومات التصريف لا تملك سلطةً تنفيذيةً كاملة, ولا تصنع سياسات جديدة, ناهيك عن أن تُحدث تغييرًا جذريًا !


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: