رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كورونا المتحور

لقد تأقلمنا مع الفيروس. قالها بخفة إيفان هوتين، مدير إدارة الأمراض السارية بمنظمة الصحة العالمية، وهو يتحدث قبل أيام إلى رامى رضوان، فى اتصال هاتفى مع محطة دى إم سي، متوقعا ارتفاعا كبيرا فى عدد الإصابات بالمتحور دلتا، مع بدء العودة للمدارس والجامعات، اعتبارا من أكتوبر المقبل، ما لم يرجع المصريون الى اتخاذ كل التدابير الاحترازية، بدءًا من ارتداء الكمامات فى الأماكن العامة والمزدحمة، والحفاظ على مسافات التباعد الاجتماعى، والحصول على اللقاحات الخاصة بمكافحة فيروس كورونا.

تأقلمنا فعلا مع الفيروس، والحقيقة أن قطاعات كبيرة من المصريين، باتت تتعامل معه باعتباره صاحب بيت، أو على الأقل ضيفا ثقيلا، سوف يستمر وجوده معنا لسنوات أخرى مقبلة، وبالتالى فإن تجاهله قد يكون هو الحل، وربما تكفى نظرة سريعة، على موسم الصيف الذى يوشك أن يمر، للدلالة على عمق المأساة، فكثير من الأندية فتحت أبوابها على مصاريعها، دون مراعاة أبسط الإجراءات الاحترازية، وعشرات من المصايف، بداية من مصايف الساحل الشمالي، وما أدراك ما الساحل الشمالي، وليس انتهاء بمصايف البسطاء فى جمصة وبلطيم وغيرهما، استقبلت زوارها بكل أريحية، وتعامل الجميع مع الوباء، باعتباره قصة وانتهت، أو شرًا مستطيرًا ضرب العالم، ثم راح لحال سبيله.

وما حدث فى مصر طوال الشهور الماضية، تكرر فى العديد من بلدان العالم، التى خففت من قيودها التى فرضتها بسبب الوباء، بينما راوحت بلدان أخرى إجراءاتها ما بين تقييد حركة الانتقال، والتخفيف الجزئي، وجميعها إجراءات تكشف عن ارتباك كبير ومتواصل، فى التعامل مع تلك الجائحة التى لم يشهد لها العالم مثيلا من قبل، وربما منذ الانفلونزا الإسبانية التى ضربت فى بواكير القرن الماضي، وأودت بحياة أكثر من خمسين مليون شخص.

بدا كلام مدير إدارة الأمراض السارية بمنظمة الصحة العالمية، مطمئنا فى ظاهره، عندما قال إن الناس قد تأقلمت بالفعل مع الفيروس، وأن العودة القوية للإجراءات الاحترازية، من شأنها أن تمثل جدار حماية قويا، فى مواجهة متحوراته الجديدة، لكن هذه الطمأنة سرعان ما تذهب سريعا، عندما يقول، بأن متحور دلتا، سوف يضرب بقوة، نظرا لقدرته السريعة على الانتشار، وهو ما يتجلى خلال الفترة الأخيرة، فى الزيادة الملحوظة، فى أعداد الإصابات التى يؤكد المسئول الكبير فى المنظمة الأممية، أنها سوف ترتفع مع موسم العودة الى المدارس، المقرر له أن يبدأ الشهر المقبل.

والحقيقة أن ملايين المصريين، يضعون أيديهم على قلوبهم الآن، ويقفون بين نارين، إما أن يدفعوا بأبنائهم إلى جحيم تلك المواجهة الصعبة، مقابل التحصيل الدراسي، الذى تأثر كثيرا بما جرى خلال العام الماضى، وإما أن يحبسوهم فى البيوت، ثم يسلمونهم طواعية، للخطر نفسه، ممثلا فى مئات الآلاف من سناتر الدروس، التى تنتشر فى مختلف ربوع المحروسة، بل وفى عشرات الآلاف من مدارسها على حد السواء. فهل من حل؟.


لمزيد من مقالات أحمد أبوالمعاطى

رابط دائم: