رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

السيسى .. ومدرب المنتخب!

يوم 31 يوليو 2019، كان الرئيس يتحدث فى المؤتمر الوطنى السابع للشباب بالعاصمة الإدارية، وتحديدا فى جلسة «إسأل الرئيس».

الرئيس سئل عن أحوال المنتخب الوطنى لكرة القدم، فى إطار نقاش أشمل عن الرياضة المصرية حضره الوزير أشرف صبحي.

الرئيس كان يتحدث عن بديل الأرجنتينى هيكتور كوبر فى تدريب المنتخب بعد مونديال روسيا 2018.

لم يكن إخفاق منتخبنا فى المونديال عاديا، فقد كان ثانى أسوأ فريق «من أسفل»، بعد منتخب بنما، وحقق ثلاث هزائم فى ثلاث مباريات، ودخل مرماه ستة أهداف، وأحرز هدفين فقط، الإثنان «وارد الخارج» لصلاح، وأحدهما من ركلة جزاء، أما عن المستوى، فحدث ولا حرج، فالبطء شديد، واللياقة ضعيفة، والالتحامات بالشوكة والسكين، والخروج بالتمريرات من الدفاع إلى الهجوم أصعب من عبور خط بارليف، والكرة لا تتحرك إلا إلى الخلف، وفى أفضل الظروف تتحرك بالعرض، أما الكرات العرضية والضربات الثابتة على مرمانا فكانت أشبه بضربات جزاء، ومن وراء ذلك كله، منظومة إدارية وانضباطية فاشلة وفاسدة، عبر عنها بوضوح ما شهده فندق إقامة اللاعبين من زحام وفوضى ومعجبين، وكل ما تتخيلونه من مفسدات الرياضة ومبطلات التركيز.

فى تلك الجلسة الشهيرة، قال الرئيس بوضوح إنه لن يكون هناك مدربون أجانب لمنتخب مصر «تانى»، وطالب بأن يحصل المدرب الوطنى على فرصته، ووقتها صفق الحاضرون.

لم يكن الرئيس يقصد ترشيد الإنفاق فحسب، ولا تشجيع الصناعة الوطنية فقط، ولكن لأن «النتيجة هية هية»، بحسب تعبيره، ووقتها صفق الحاضرون أيضا، وضحكوا.

فى مقال الأسبوع الماضى، كان الحديث عن الدورى المصرى، وكيف أننا إلى الآن غير قادرين على أن يكون لدينا دورى «عليه القيمة»، كالدورى الإنجليزى، يدر عائدات بمليارات الدولارات، ويصبح صناعة ومتعة فى آن واحد، رغم أننا نملك أفضل اللاعبين، وأفضل الملاعب، وأفضل الأجواء، وموقعا جغرافيا جاذبا لأفضل اللاعبين والمدربين من كل دول المنطقة والقارة الإفريقية.

إذن، ما الذى ينقصنا؟ هل هم اللاعبون؟ لا، فلدينا صلاح، أحد أفضل لاعبى العالم، ولدينا الننى ومصطفى والونش والشناوى وقفشة وشريف، وهم الأفضل فى إفريقيا أيضا، وأفضل نجوم القارة يتهافتون للعب في مصر.هل هو المدرب؟ لا، فأخطاء حسام البدرى هى نفسها أخطاء شوقى غريب فى طوكيو، وهى نفسها أخطاء كوبر فى روسيا، وهي نفسها أخطاء أجيرى فى الأمم الإفريقية، وستكون هى أيضا أخطاء المدرب الذى سيخلف البدري، إذن، فهى الإدارة!

نعم، فالإدارة الفاشلة، بالتأكيد ستتخذ قرارات فاشلة، ومن نظم «دورى» فاشلا، سيختار مدربا فاشلا، فنحن أمام «شلة» واحدة «لزجة»، مفروضة علينا على مدى الـ24 ساعة، ويعاد تدويرها، من التدريب، إلى استوديو التحليل، ومن استوديو التحليل إلى اتحاد الكرة، ومن الاتحاد إلى النادى، ومن النادى إلى الاستوديو، ومن الاستوديو إلى التدريب، ومن التدريب إلى التعليق، ومن التعليق إلى الكتابة، والأصل، مجرد لاعب لا قيمة له، ولا فكر لديه!

إنها صناعة «تدوير» للفاشلين، تقودها مجموعة منتفعين ومهاويس وأرزقية يصفقون ويهللون وينتفعون، ويشتمون وقت اللزوم، وحتى المدربون الأجانب المرشحون للمنتخب، جميعهم «كعب داير» فى دول المنطقة منذ سنوات!

هل يصدق أحد أن دولة بحجم مصر، ويقودها رئيس بقدر السيسى، ولديها مكانة إقليمية ودولية، وصنعت إنجازات تتحدى العقل والمنطق، مثل قناة السويس والعاصمة الإدارية والطرق والأنفاق والكبارى و100 مليون صحة وتنمية الريف و«حياة كريمة» وتبطين الترع وإزالة المناطق الخطرة وحافظت على نمو اقتصادها رغم كورونا، غير قادرة على امتلاك رياضة، أو تنظيم صناعة كرة قدم «عليها القيمة»؟!

هل يصدق أحد أن مصر ترتيبها 54 على العالم فى جدول ميداليات أوليمبياد طوكيو، خلف دول مثل الفلبين وكوسوفا وجزر البهاما؟ هل صلاح ليفربول، هو صلاح المنتخب؟ وهل معقول دولة سكانها 100 مليون نسمة ترتعد فرائصها مع كل هجمة لمنتخب دولة سكانها مليون نسمة؟!

من حسن حظ مصر أنها وجدت زعيما قويا يليق بها، ويقودها وينقذها، ووجدت شعبا عظيما يختاره، ولكن من سوء حظ منتخب مصر أنه لم يجد هذا الرجل الذى يليق به، ولا من يختاره، وعلى الأرجح لن يجده، فكاريزما الرئيس غير متاحة فى وسطنا الكروى، وتحديدا في إدارة شئون الكرة، لذلك، لست متفائلا، ولا مهتما، بمن سيختارونه للمنتخب، فالنتيجة «هية هية»، حتى وإن كنا سنأتى بكلوب أو جوارديولا!

رجاء، عندما تعثر كرة القدم فى بلدنا على فارس أحلامها الحقيقى، أو تدار على طريقة «سيسى ستايل»، أيقظونى من النوم.

.. حتى ذلك الحين، تصبحون على خير!


لمزيد من مقالات هانى عسل

رابط دائم: