بعد اكتمال فتح مصر على يد عمرو بن العاص عينه سيدنا عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، واليا على مصر، فقام بعدها بإصلاحات كبيرة، وبناء مدينة الفسطاط فى سنة 20 هـجرية الموافقة 641 ميلادية، وشيد أول جامع بمصر، عرف فيما بعد باسمه، حيث سمى «جامع الفتح» نسبة لفتح مصر، والجامع العتيق ويقال إنه وقف على إقامة قبلته ثمانون من الصحابة.
وقام عمرو بن العاص بعدد من الإصلاحات مرتبطة بالزراعة ونهر النيل، لأهميتها للمصريين، وقلل كثيرا، من الضرائب التى فرضها البيزنطيون على الفلاحين واهتم بإصلاح الجسور وبناء الترع ومقاييس للنيل وإنشاء الأحواض والقناطر وحفر الخلجان ومنها قناة «سيزوسترس» التى تربط بين النيل والبحر الأحمر وتسهل الحركة الى شبه الجزيرة العربية سنة 23 هجرية الموافقة 642 ميلادية وأنشأ عددًا من الطرق، وأقام الجسور حول النيل لمنع فيضانه.
وقد عزله الخليفة سيدنا عثمان بن عفان، رضى الله عنه، بعد ان طلب منه تولى أمر الجيش والإدارة وعين عبد الله بن سعد على خراج مصر، وحدث خلاف بينهما، فعزله سيدنا عثمان وبعد سنوات عينه معاوية واليا على مصر مرة ثانية سنة 39 هجرية واستمر نحو ثلاث سنوات حتى توفى ليلة عيد الفطر سنة 43 هجرية عن عمر ثمان وثمانين سنة وبكى كثيرا فى أثناء احتضاره وتشهد «لا إله إلا الله» ثلاثًا، ثم فاضت روحه الطاهرة ودفن فى موكب مهيب، بحضور عدد كبير من الصحابة بمصر، فى سفح هضبة المقطم فيما يُعرف بمقابر أهل قريش.
لمزيد من مقالات عماد حجاب رابط دائم: