هناك سؤال يلح على ذهنى بشدة منذ أن أصدر الاتحاد المصرى لكرة القدم سلسلة عقوبات صارمة وقاسية ومجحفة وظالمة ضد نادى الزمالك واثنين من أبرز نجومه وأخلص أبنائه فيما يشبه «كرسى فى الكلوب» لإفساد فرحة أعضاء وجماهير وعشاق نادى الزمالك بفوزهم ببطولة الدورى لكى تكتمل مهزلة حفل التتويج فى الملعب بشكل يبدو فيه التعمد والتعنت أرجح احتمالا من مظنة الإهمال أو الخطأ غير المقصود من جانب اتحاد الكرة.
والسؤال ببساطة هو: ما الذى ارتكبه نادى الزمالك لكى يلقى هذه المعاملة غير العادلة وغير اللائقة؟.. وتحديدا ما هى الجريمة الشنعاء التى ارتكبها اللاعب «الحريف» محمود عبد الرازق «شيكابالا» لكى تتشكل محكمة استثنائية تحت مسمى «لجنة الانضباط» وتصدر أحكاما بسرعة البرق دون تحقيق ودون سؤال ودون تحر لعريضة الاتهام الملفقة التى ربما لو كان العدل هو المظلة التى يتحصن خلفها هذا الاتحاد لما تجاوزت أحكام المحكمة الاستثنائية مجرد لفت نظر للنادى واللاعب لما ارتآه هذا الاتحاد أنه خروج على السلوك الرياضي؟.
هل هذا عقاب لاجتهاد نادى الزمالك وقدرته على تخطى المصاعب والعقبات التى واجهته فى أصعب موسم كروى واستطاعته أن يتحدى كل ما اتخذ من إجراءات لضرب استقرار النادى ويفوز ببطولة الدورى عن جدارة واستحقاق بشهادة المنافسين قبل المؤازرين؟.
هل لابد من قطع رقبة شيكابالا وإنهاء مشواره الكروى بتلك العقوبة المغلظة عقابا له على الجهد الجبار الذى بذله لمنع انفراط عقد الملايين بعد سلسلة الهزات الإدارية التى أطاحت بمجلس الإدارة المنتخب واستكملت بتشكيل لجنة مؤقتة أولى جرى استبدالها بلجنة مؤقتة جديدة غالبية أعضائها من أبناء النادى الرياضيين الذين نجحوا فى إقامة جسر من التفاهم بين الإدارة والجمهور واللاعبين فى مختلف الألعاب؟.
وحتى لو سلمنا بأن هناك أخطاء ارتكبها نادى الزمالك وبعض لاعبيه – وهى مجرد شبهات – فماذا عن أخطاء الاتحاد المماثلة فى ذات الوقائع؟.. وما هو تبرير الحماقة والإسراع فى إصدار عقوبات لا يمكن تفسيرها إلا أنها تستهدف إفساد فرحة الزمالك واستفزاز جماهيره التى تعانى من ظلم تاريخى مع هذا الاتحاد فى مختلف العصور؟.
وما أبعد المسافة بين حكماء ورجال كبار جلسوا على مقعد الرئاسة فى اتحاد الكرة واستوعبوا واحتووا أزمات أصعب وأشد بلغة العقل والمنطق وبانتهاج الحكمة والتريث وبين ما يحدث هذه الأيام... وعذرا أننى مضطر للإشارة إلى واقعة صفع النجم الأسطورة صالح سليم لمدير المنتخب الوطنى مصطفى كامل منصور على وجهه فى أرض استاد الخرطوم عام 1960 وكان المشير عبد الحكيم عامر رئيسا للاتحاد فأمر بتشكيل لجنة تحقيق ثم ارتأى المشير أن الحل ليس فى قطع رقبة صالح وتجاهل تاريخه وإنجازاته مع الأهلى ومع المنتخب الوطنى وإنما الحل فى جلسة صلح بين صالح ومصطفى كامل منصور مدير المنتخب الوطنى وأزالت كل الغيوم وجنبت الوسط الكروى خطر فتنة مدمرة كانت نذرها قد بدأت تظهر على صفحات الصحف وبالذات على صفحات جريدة الجمهورية التى كانت قد انفردت وحدها بنشر واقعة الصفع المهين.
خير الكلام:
<< لصوص الذاكرة لا عقاب لهم بل نحن من نعاقب على سرقتهم لذاكرتنا!
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: