رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

نيقولا سيلاكوفيتش وزير خارجية صربيا فى حوار لـ«الأهرام» بمناسبة زيارته القاهرة: توجيه الدعوة إلى الرئيس السيسى لحضور قمة عدم الانحياز فى بلجراد 11 و12 أكتوبر المقبل

أجرى الحوار هانى عسل
نيقولا سيلاكوفيتش

نتطلع لعقد اجتماع اللجنة المصرية ــ الصربية المشتركة ومجلس الأعمال لبحث زيادة التعاون

نتبنى سياسة خارجية متعددة الأبعاد .. و«أجندة إيجابية» تجاه جيراننا لتجاوز مشكلات الماضى

مصر الوجهة السياحية الأكثر شعبية بين الصرب وأتوقع زيادة أعداد السائحين قريبا

نثمن جهود مصر فى حل المشكلات الإقليمية بطريقة تسهم فى تحقيق السلام والاستقرار

لا نستبعد إقامة تعاون بين بلدينا ودولة ثالثة لتنفيذ مشروعات اقتصادية

 

 

ترتبط مصر وصربيا بعلاقات وطيدة، ترجع إلى أكثر من قرن مضى، وبلغت أوج ازدهارها وخصوصيتها فى فترة الخمسينيات إبان حكم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، والرئيس جوزيف تيتو، حيث كانت لبلجراد، قديما وحديثا، مواقف مشرفة فى مساندة ودعم القاهرة فى مواجهة ظروف عصيبة، سواء تلك التى مرت بها فى منتصف القرن الماضي، أو فى الفترة القريبة التى شهدت اندلاع ثورة 30 يونيو 2013 ورحيل حكم «الإخوان».

وحاليا، تحتفظ الدولتان بعلاقات وثيقة، قيادة وحكومة وشعبا، تعبر عن هذا الماضى العريق، وعن المستقبل الذى تتطلع إليه الدولتان التى تمر كل منهما بمرحلة تحول سياسية واقتصادية مهمة فى تاريخهما، وهو ما بدا واضحا فى العلاقات الجيدة التى تربط الرئيسين عبد الفتاح السيسى وألكسندر فوتشيتش، وفى تطابق الرؤى بين البلدين حول القضايا الدولية والإقليمية المختلفة، وكذلك فى التنسيق بينهما فى المحافل الدولية المختلفة، وكذلك فى التعاون المستمر فى جميع المجالات، الاقتصادية والثقافية والسياحية، حتى وإن عرقلت تداعيات جائحة كورونا بعضا من هذا التعاون، الذى تتضح أبرز معالمه فى الزيادة الملحوظة فى أعداد السائحين الصرب الوافدين إلى مصر، وبخاصة إلى المنتجعات السياحية الشهيرة فى شرم الشيخ والغردقة، وهى الخطوات التى كان لسفيرنا فى بلجراد عمرو الجويلى ولسفير صربيا فى القاهرة الذى أنهى مهمته مؤخرا يوجوسلاف فوكادينوفيتش دور كبير فيها. وسعيا وراء تأكيد هذا التعاون، وفتح آفاق جديدة لتبادل المصالح المشتركة بين البلدين، جاءت زيارة وزير خارجية صربيا نيقولا سيلاكوفيتش إلى القاهرة، لبحث كثير من الموضوعات، التى تتعلق بالعلاقات الثنائية، وقضايا المنطقة، والقضايا الدولية الأبرز على الساحة.

وللتعرف على أسباب هذه الزيارة، والهدف منها، والنتائج المرجوة منها، كان لـ»الأهرام» هذا الحوار مع وزير الخارجية الصربى:

مرحبا بكم فى القاهرة، ونود أن نتعرف أولا على الهدف من الزيارة وأهم ما تتضمنه من محادثات وموضوعات.

إنه لمن دواعى سرورى وشعورى بالفخر أن أزور مصر، تلك الدولة الكبيرة والمهمة، التى تجمعنا بها روابط صداقة، وتقاليد من العلاقات الدبلوماسية منذ عام 1908، عندما بدأت مملكة صربيا التعاون مع الخديو فى مصر، وفى عهد الرئيسين تيتو وناصر، قدما دعما مشتركا لشعوب إفريقيا وآسيا التى ناضلت من أجل التحرر من القمع الاستعماري، وحتى يومنا هذا، فى عهد الرئيسين السيسى وفوتشيتش، تم إرساء أسس تعاوننا المستقبلي، والذى أثق فى أنه يتمتع بنظرة مستقبلية، وخلال زيارتى لبلدكم العظيم، أفد مبعوثا خاصا للرئيس الصربى ألكسندر فوتشيتش، ويشرفنى نيابة عنه أن أوجه الدعوة للرئيس السيسى لحضور مؤتمر حركة عدم الانحياز، والذى سيعقد بمناسبة ذكرى مرور ستين عاما على إنشاء الحركة، وذلك يومى 11 و12 أكتوبر القادمين فى بلجراد، وستحظى المشاركة المصرية على وجه خاص بالاهتمام، بالنظر إلى الدور التاريخى لبلدكم فى بناء هذه الحركة، فضلا عن الأنشطة المصرية على المستوى الدولي، حيث تعمل بوصفها داعما قويا للمبادئ الرئيسية التى تأسست عليها الحركة، من أجل خلق عالم أكثر عدلا، يحترم مبادئ التعددية والتعاون السلمى والمساواة والتكامل وسيادة الدول.

هل توجد ترتيبات بعد هذه الزيارة لإعداد زيارات متبادلة بين قادة البلدين فى الفترة المقبلة؟

لقاءات زعيمى البلدين مهمة لتحسين علاقاتنا، وتبث طاقة جديدة فى وحدة مصر وصربيا، وتشجع كافة المستويات فى مجتمعاتنا على التعاون فيما بينها، والنضال من أجل تحقيق المصالح المشتركة على الساحة الدولية، ولهذا، فإن هناك دعوة مفتوحة من الرئيس فوتشيتش، وسيشرفه بشكل خاص أن يستقبل فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية، الذى يتمتع باحترام استثنائى بين مواطنى جمهورية صربيا.

ما هى توقعاتكم لنتائج اجتماعات اللجنة المصرية ــ الصربية المقرر عقدها فى أكتوبر المقبل، وأبرز مذكرات التفاهم التى سيتم التوقيع عليها بين البلدين فى المجال الاقتصادي؟

بالإضافة إلى القيام بالتحضيرات اللازمة لزيارة الرئيس لصربيا، يوجد هدف رئيسى من زيارتى لمصر، وهو الإعداد لعقد اجتماع اللجنة المشتركة بين البلدين حول التعاون الاقتصادى والعلمى والتكنولوجي، والمعروفة اختصارا باسم JC، والتى يرأسها وزيرا خارجية البلدين، حيث ستعقد الاجتماعات قبل نهاية العام الحالى فى القاهرة، وتستعد مصر وصربيا بشكل جاد لهذه الاجتماعات، ولديهما جدول أعمال طموح، ويسعدنى أن أشير إلى أن الاستعدادات لعقد هذه اللجنة تسير بشكل ناجح للغاية.

حكومتكم تستعد لتقديم حوافز لأصحاب المنازل من أجل استخدام ألواح الطاقة الشمسية، هل لديكم خطط للتعاون مع مصر فى مجال الطاقة النظيفة، باعتبار أن مصر لديها نموذج رائع فى هذا السياق؟

لقد بدأت صربيا فى العمل على إصلاح التشريع الذى يحمل مجال موارد الطاقة المتجددة، وذلك عبر إقرار «قانون استخدام مصادر الطاقة المتجددة»، ونحن مهتمون بتبادل الخبرات فى مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وعن طريق القانون الجديد، فإننا نخلق بيئة محفزة للأعمال للاستثمار فى مجال مصادر الطاقة المتجددة، من خلال ضخ استثمارات مباشرة، أو عبر الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وخبرة مصر فى مجال تنمية موارد الطاقة المتجددة مهمة لنا، ومستعدون لقبول أى نوع من التعاون يحقق المصالح المشتركة بيننا.

فيما يتعلق بالتبادل التجاري، ما هى الصادرات المصرية التى تحتاج إليها صربيا أكثر، وما هى السلع أو المنتجات التى يمكن أن تستفيد منها مصر؟

تود صربيا فى تطوير وزيادة علاقاتها الاقتصادية مع مصر، ومن بين ذلك زيادة حجم التجارة، لأنه الآن أقل بكثير مما هو ممكن واقعيا، وبشكل عام، العلاقات الاقتصادية تتطور بشكل جيد، ولكن توجد فرص لتطويرها بصورة أفضل، وتحسينها فى مجالات متعددة مثل الزراعة والسياحة والصحة والاتصالات والمقاولات وصناعة الماكينات والتعدين، ومشروعات البحث العلمي، وفى ضوء العلاقات الجيدة التى تربط مصر بروسيا والصين ودولة الإمارات العربية المتحدة، لا يمكن استبعاد فرص إقامة تعاون ثلاثى متنوع فى مجال تنفيذ مشروعات اقتصادية، وإضافة إلى ذلك، فإن الاقتصاد فى البلدين متصل عبر شبكة أوسع عبر أنظمة التجارة الحرة، التى تتضمن أسواقا أكبر من الأسواق الوطنية التى نملكها، وهو ما سيشكل بالتأكيد فرصة أمام رجال الأعمال لاستخدام الأسواق الصربية أو المصرية كنقطة انطلاق لغزو أسواق جديدة، وندرك أيضا أهمية عقد مجلس الأعمال المشترك بين البلدين JBC، ونتابع كذلك الأنباء حول الإصلاحات والتقدم الاقتصادى الذى تشهده مصر بكثير من الاهتمام والإعجاب، كما أن الكثير من المشروعات العملاقة المستقبلية التى يقوم بها الرئيس السيسي، والتى ستحول وتنقل مصر بشكل كامل إلى دولة متطورة وحديثة ومزدهرة، تحظى باهتمام كبير، وتبحث صربيا إمكانية المشاركة فى نطاق معين فى تنفيذ المشروعات الاستثمارية الضخمة بمصر، وفى هذا الإطار، نبحث أيضا الاقتراح المصرى بشأن إقامة عدد من صوامع الغلال فى السويس، بوصفها مركزا لوجيستيا واسعا وجديدا فى مصر، بحيث يمكن لنا أن ننقل منتجاتنا إلى وجهات أخرى، وهنا أؤكد أن جزءا كبيرا من أسباب تطور علاقاتنا يعود إلى حماس وحيوية سفيركم فى بلجراد، عمرو الجويلي، والذى يتمتع باحترافية استثنائية، ويعد صديقا مخلصا لنا.

من خلال محصلة الاجتماعات التى عقدها سفير مصر فى بلجراد عمرو الجويلى مع المسئولين والوزراء الصرب، رأينا اهتماما بإعطاء أولوية للتعاون فى مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة، كيف ترون ذلك؟

المشروعات الصغيرة والمتوسطة هى قاطرة التنمية الاقتصادية، ونتفق فى تقييمكم بأن إقامة وتوسيع التعاون بين الشركات الصغيرة والمتوسطة فى كل من مصر وصربيا يمكن أن تعمل بشكل ملحوظ على تحسين التعاون الاقتصادى بين بلدينا، وزيادة التجارة، والتأثير بشكل إيجابى على النمو الاقتصادى وفرص العمل فى البلدين، ونتوقع أن يسهم التوقيع على مذكرة التفاهم بين وكالة التنمية الصربية والوكالة المصرية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة فى تنمية هذا التعاون، وإضافة إلى ذلك، من الضرورى أن نعمل سويا من أجل إنشاء وتطوير علاقات تواصل بين مثل هذه الشركات فى البلدين، بالتأكيد، سيساعد عقد اجتماع مجلس الأعمال المشترك المخطط بالتوازى مع اجتماع اللجنة المشتركة على الإسهام فى تحقيق هذا الهدف.

كيف يمكن تعزيز التعاون والتنسيق بين مصر وصربيا فى القضايا الإقليمية، وبخاصة الوضع فى ليبيا، وما يتصل بذلك من ظاهرة الهجرة غير المشروعة من شمال إفريقيا إلى أوروبا عبر معبر البلقان؟

نتابع عن كثب التطورات فى منطقتى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأتيحت لنا فرصة لتبادل وجهات النظر مع شركائنا المصريين حول هذا الموضوعات، خاصة أن الدور الذى تقوم به مصر فى سبيل حل هذه القضايا دور نشط ومهم، ولا يستطيع أحد القيام به، وصربيا تثمن غاليا موقف مصر وجهودها فى حل المشكلات الإقليمية، بطريقة تسهم فى السلام والاستقرار فى المنطقة وما حولها، وفى الوقت نفسه، يساعدنا هذا الجهد من مصر الصديقة فى فهم أفضل للموقف، ويعمل فى بعض المواقف الصعبة كدليل مرشد لنا، ونحن ندعم ما تقوم به مصر من عمل قائم على أساس القانون الدولى وسيادة الدول، وإقامة وعمل المؤسسات الوطنية والموحدة فى الدول المختلفة بشكل فعال، فقد سببت الصراعات وحالة عدم الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أزمة لاجئين ومهاجرين، وشعرت صربيا بنتائجها بصورة مباشرة، بوصفها نقطة عبور، وعلى عكس بعض الدول الأخرى، حاولت صربيا التعامل بصورة إنسانية مع اللاجئين والمهاجرين، انطلاقا من إدراكها لأن هؤلاء معظمهم كانوا مجبرين بالفعل على ترك أوطانهم، وقد ثمنت المنظمات الدولية ذات الصلة، فضلا عن الاتحاد الأوروبي، الموقف الصربى خلال أزمة المهاجرين، ووصفته بأنه «يتحلى كثيرا بروح المسئولية والإنسانية والتضامن»، وعلى سبيل المثال، وفرنا مراكز كافية لاستقبال المهاجرين واللاجئين، فضلا عن كثير من المزايا المقدمة، كما تمت إتاحة لقاحات كورونا للمهاجرين عند اندلاع الجائحة.

وماذا عن التعاون فى مجال محاربة الإرهاب بين البلدين؟

عندما يتعلق الأمر بالحرب ضد الإرهاب، تعمل مصر وصربيا بشكل متضامن وموحد ومتناغم، وفى هذا الإطار، يوجد تعاون جيد بيننا على المستوى الأمني، وبالنسبة لنا، الخبرات المصرية فى الحرب ضد الإرهاب ذات قيمة كبيرة، ونبدى إعجابنا بالنتائج والفاعلية التى أظهرتها الأجهزة الأمنية المصرية فى حربها ضد هذا الطاعون، والذى لم يقتصر أبدا على بلد واحد، ولا يعرف حدودا، ويمثل واحدا من أكبر التهديدات عبر الحدود بين الدول، ولا شك فى أن دفاع مصر عن نفسها ضد الإرهاب، هو فى الوقت نفسه دفاع عن هذه المنطقة التى تنتمى إليها صربيا فى وجه هذا الشر.

صربيا تنتظر منذ عام 2012 رد الاتحاد الأوروبى على طلبها بأن تصبح عضوا كاملا فى الاتحاد الأوروبي، ومع ذلك، الاتحاد الأوروبى قال أخيرا إن تعثر المفاوضات يعنى دفع صربيا بصورة أقرب إلى روسيا والصين، ما تعليقكم؟

بغض النظر عن مدى الاهتمام الصربى بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، تسعى صربيا إلى تطبيق سياسة خارجية متعددة الأبعاد، لم يتم توجيهها أبدا إلى دولة ثالثة، ولم ترتبط فقط بمصالحنا فى التعاون مع أصدقائنا وشركائنا التقليديين، بل سياسة تعمل على تعزيز السلام والاستقرار والتعاون، هذه هى سياستنا فى المنطقة التى ننتمى إليها، وأيضا تجاه دول المنطقة التى تنتمى إليها مصر، ولدينا تعاون وثيق مع شركاء آخرين خارج المنطقة، وبخاصة الصين والاتحاد الروسي، والعلاقات الوثيقة بين صربيا وروسيا يمكن أن تكون مستندة إلى تاريخ طويل من التعاون التاريخى والروابط الثقافية بين شعبى البلدين منذ قرون، كما أن التعاون مع الصين مكثف للغاية، سواء سياسيا أو اقتصاديا، وإذا كانت ألمانيا واحدة من أكبر المستثمرين فى الاقتصاد الصربي، فإن الصين واحدة من أكبر المستثمرين أيضا فى قطاعى البنية الأساسية والمعادن فى صربيا، أما دول العالم العربى وإفريقيا فتبقى مكانا ذا أهمية خاصة بالنسبة لنا، وأنا على يقين من أن التزامنا تجاه هذه الدول سيثمر نتائج جيدة فى المستقبل، وفى الأسبوع الماضي، كانت لدى الفرصة لزيارة دول عديدة فى جنوب القارة الإفريقية، بهدف منحها لقاحات ضد فيروس «كوفيد 19»، وفى لقاءاتى مع وزراء خارجية هذه الدول، اقتنعت تماما بأهمية الفرص الممكنة للتعاون بيننا، خاصة أن هذه الفرص تقوم على أساس من علاقات الصداقة المخلصة، والانفتاح، والالتزام بالقيم نفسها، ولا يجب أن ننسى أن صربيا لديها 14 سفارة فى قارة إفريقيا، فى حين أن جميع جمهوريات يوجوسلافيا السابقة الأخرى لديها أربع سفارات فقط هناك.

هل نستطيع القول إن المجتمع الصربى تمكن من تجاوز صراعات الماضى بعد ذكريات الحرب الأليمة، أم أن ملف التعدد العرقى ما زال يمثل أزمة قابلة للاشتعال فى أى وقت؟

من بين الاهتمامات الرئيسية لجمهورية صربيا الحفاظ على الاستقرار فى المنطقة، وتوجه جميع دول المنطقة نحو التعاون المكثف فى جميع المجالات، نظرا لأن ذلك سيساعد على تنمية صربيا نفسها، وبذلك، فإن تحسين علاقات الجوار، فى مصلحة جميع الأطراف فى المنطقة، وهو ما يمثل نقطة انطلاق أساسية وثابتة لسياسة صربيا الخارجية، وتدرك صربيا أن المشكلات الموروثة من الماضي، وبخاصة مع بعض جيرانها، مشكلات صعبة وخطيرة، ولكن، بفضل موقفنا الثابت والبناء، أسهمنا، وسنواصل الإسهام، فى تهدئة هذه العلاقات، ونحن عازمون على دعم «أجندة إيجابية» موجهة نحو مستقبل علاقاتنا مع جيراننا ودول المنطقة، ومن هذا المنطلق، ومن أجل مساعدة بعض من هذه الدول التى لم تبدأ عمليات التلقيح ضد كورونا، تبرعت صربيا بجزء من اللقاحات إلى هذه الدول المجاورة، مثل مقدونيا الشمالية والبوسنة والهرسك ومونتينيجرو، وفى علاقاتنا مع جيراننا، ركزنا على تنمية التعاون الاقتصادي، والذى يمكنه الإسهام فى توفير مناخ أكثر ملاءمة لحل القضايا الخلافية المفتوحة من الماضي، وفى هذا الإطار، أطلق الرئيس فوتشيتش ورئيسا وزراء مقدونيا الشمالية وألبانيا مبادرة «البلقان المفتوح» التى تهدف إلى تعميق علاقات السوق الإقليمية، وتسهيل حركة وانتقال الأفراد والسلع والخدمات ورؤوس الأموال، مما يساعد على تقليل الأسعار وزيادة التنافسية.

صربيا دولة مغلقة، وهى ثانى بلد من حيث عدد السياح القادمين إلى مصر، هل توجد فرص لزيادة أعداد السائحين الصرب للشواطئ المصرية فى الفترة المقبلة، وخاصة بعد تأمين المنتجعات المصرية من مخاطر كورونا؟

مصر أصبحت واحدة من أكثر الوجهات السياحية شعبية لدى السائحين الصرب، والذين زاروا مصر خلال فترة اندلاع جائحة كورونا، وبالإضافة إلى استمتاعهم بجمال بلدكم، شعروا بالترحيب والأمن والراحة فى مصر، وإننى على ثقة فى أن الاتجاه لزيادة عدد السائحين الصرب الوافدين إلى مصر سيتواصل، وسيكون ذلك نتيجة لتحسن الموقف الاقتصادى فى صربيا، وأيضا الارتفاع الكبير فى مستويات المعيشة، فخلال السنوات السبع الماضية، سارت صربيا فى طريق من التقدم المستقر، بفضل الرؤية السياسية للرئيس ألكسندر فوتشيتش، وأنا مقتنع بأن علاقاتنا سيكون لها تأثير كبير للغاية على زيادة أعداد السائحين مستقبلا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق