رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

ظاهرة فتاة الفستان وصفر مريم

أصبحنا نعتاد على خبر أسبوعى مفاده (نفى المركز الإعلامى لمجلس الوزراء، فى تقريره الأسبوعى لرصد الشائعات...) وهذا النفى صفة حميدة وشفافية تدل على المتابعة ، ونجد أيضا وزير التربية والتعليم على صفحته الشخصية كمية كبيرة من نفى الشائعات التى تطول وزارته وتعجب من قدرة الرجل فى متابعة هذا الكم من الأخبار الكاذبة بل وقدرته على الرد على كل خبر على حدة، وهذه الظاهرة ليست موجودة إلا عندنا وهى تعنى أن هناك ظاهرة مجتمعية خطيرة يجب أن نواجهها ويقوم أهل العلم والإعلام بدورهم فى علاجها، وليست المشكلة فى إنشاء الشائعة ولكن المشكلة هى ان المجتمع يميل إلى تصديقها وأى نفى لها يعتبره الكثيرون نوعا من التهرب، فمثلا نشرت إحدى الصفحات عن فتاة الفستان التى أثارت الدنيا وأقامتها أن اثنتين من الملاحظات تنمرتا على فستانها وسخروا منها لأنها من الإسكندرية ومفاد الخبر الأخير ان هذه الفتاة قد رسبت فى ست مواد فى عامها الدراسي، والعجب العجاب هو كم التعليقات التى ترى أن الفتاة ظلمت وأنهم رسبوها عن عمد انتقاما مما فعلته وطبعا مع سيل من الأدعية والحسبنة فيمن ضيع مستقبل الفتاة، وطبعا لم يعمل أحد عقله منذ بداية المشكلة فلم يفكر أحد فى رواية الطالبة التى قالت بنبرة فرحة لأحد المذيعين الذين سعوا للقائها أن هذه ليست المرة الأولى وإنه فى مرة قال لها شابان إيه الجمال ده، فواضح أن الامر عند الفتاة لم يكن تنمرا البتة ولكنه حالة نفسية وإعجاب بالنفس يعرفها الأخصائيون ولم يسأل أحدهم نفسه أين الموظفتان وما ردهما وهل كان حديثا عابرا كما يحدث دائما وتعارف أو هو سخرية وتنمر، ولو كان تنمرا لماذا سكتت حتى اليوم التالى لتثير زوبعتها ولماذا لم تسرع إلى مكتب الأمن تشكو إليه ما حدث، الموضوع برمته كان مريبا منذ البداية ثم عندما ترسب فى ست مواد وهى تزعم تفوقها فالريبة تزداد وما مصلحة الجامعة أن تعمل على رسوبها فهذا امتحان علمى لا مجال فيه للمجاملات، وطبعا نجل الجامعة فى قرارها الشجاع وعدم ارتعاشها فى اتخاذه وعدم خضوعها لابتزاز الأجواء المحيطة وتعلن النتيجة بكل وضوح. وهذا يذكرنى بقضية اشتهرت من 2015 تقريبا بعنوان صفر مريم، الطالبة التى زعمت أن أوراقها تبدلت وحصلت على صفر وأنها طالبة متفوقة ورغم حكم الطب الشرعى وتسعة من خبراء الخطوط فى اسيوط ومثلهم فى القاهرة إلا ان البعض رأى وأصر أن الفتاة مظلومة وان هناك تلاعبا فى النتيجة، وقد كتبت يومها مقالا بالأهرام أفند فيه هذه المزاعم من أول لحظة، إلا أنه أصبح من المكرر كل عام أن يكون هناك خبر معتاد وهو حصول مريم على امتياز فى الجامعة وأن الطالبة المظلومة التى أعادت السنة ودخلت كلية الصيدلة وعندما سألت فى أى الجامعات زعم البعض انها جامعة الإسكندرية والحقيقة أنها حصلت على 94% ولم تلحق بأى كلية طبية حكومية فأدخلوها جامعة خاصة وقد تكون هذه الجامعة قد انتهزت شهرة البنت وضجتها فكل عام تنشر النتيجة وهى امتياز وطبعا انظر إلى كل التعليقات كلها هجوم على وزارة التربية والتعليم الظالمة التى رسبت البنت والتى اثبتت تفوقها رغم كيد الظالمين.

لا شك أن هذا داء عضال يتنافى مع القيم التى تربينا عليها والقائمة على قوله تعالى: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ». فهذا جرس إنذار للمجتمع بأسره وإلى الإعلاميين والمختصين على وجه التحديد تعالوا نتكاتف فى علاجه لأنه يستفحل بصورة خطيرة.


لمزيد من مقالات أشرف معروف

رابط دائم: