رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أنقذوا الساحة الرياضية من الخروقات الإعلامية!

لم يعد مقبولا ان يستمر انتهاك القيم الرياضية تحت مسمى الحرية الاعلامية وليس معقولا ان يغض المسؤولين الطرف عن الخروقات لمواثيق الشرف الاعلامى واستمرار الصمت تجاه هذا الفحش الاعلامى والإصرار على تجاوز اغتيال المهنية وطعن الروح الرياضية مما ينذر بكارثة لايعلم الا الله المدى الذى يمكن ان يصل اليه أثرها .

ولان الحكماء قالوا: ان النار من مستصغر الشرر، فأن ما تشهده الساحة الاعلامية وينعكس سلبا على الساحة الرياضية فاق حدود الاحتمال ولم يعد فى قوس الصبر منزع، وباتت المواجهة الجادة والحاسمة مطلوبة وبصفة عاجلة من الدولة ،لوضع النقاط على الحروف، قبل ان يستفحل الامر أكثر مما هو عليه الآن، ونعض أصابع الندم ان تأخرنا أكثر، وبداية الازمة ان أردنا ان نشخصها بموضوعية، كان مع سماح الدولة بقنوات للاندية، ثم تركها الحبل على الغارب امام كل منتحل صفة رياضى وهو ابعد مايكون عن خلق الرياضة وقيمها وثقافتها ، ليعتلى المنابر الاعلامية دون سابق دراسة او دراية او الحصول على دورات تدريبية او ورش عمل يتعرف من خلالها على المهنة التى سينتمى اليها ، مكتفيا بأنه لاعب سابق وشركات الاعلان وجماهير الكرة ستقبل على اى عمل يقدمه، ولانه لم يعد هناك من يصوب ويوجه ويعلم، انتشر الفحش الاعلامى وبات كالنار فى الهشيم، وتنافس هؤلاء الاعلاميون الكرويون الا من رحم ربى منهم، فى اللعب على أوتار المهوسيين من الجماهير المتعصبة، التى لاتقيم وزنا للروح الرياضة، وتجد متعتها فى طعنها بكل ما أوتيت من قوة. ونزل الى الميدان عناصر من الاهلى والزمالك، لتتحول الساحة الاعلامية الى صراع ديوك ظنا من كل طرف ان يدافع عن ناديه، وافهمه فكره المحدود أن الدفاع عن الكيان لايكون الا بالسخرية او الانتقاص من المنافس، ولعبت القنوات المحترفة، دورا فى زيادة الاحتقان من خلال تقديم فقرات أشبه بمنازلات الملاكمة يتبارى كل طرف فى لكم الاخر بالكلمات الساخرة التى تتلقفها الجماهير وتروج لها، بل وتزيد عليها بلقطات ساخرة من أفلام سينمائية لتجذب عددا اكبر من المشاهدين.

وشهدت الايام الماضية الكثير من حالات الخروج عن النص الأخلاقى، ومعها بادر الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة بالاتصال بالكابتن محمود الخطيب رئيس النادى الاهلى والكابتن حسين لبيب رئيس نادى الزمالك، لازالة آثار ما نجم عن تعليق احد منسوبى موقع التواصل لقناة الاهلى على تهنئة نادى الزمالك للأهلى بمناسبة فوزه بلقب دورى أبطال أفريقيا ، والذى تسبب فى سحب التهنئة ، قبل ان تهدأ العاصفة باعتذار قناة الاهلى وتدخل الوزير وحكماء الناديين والوسط الرياضى الذين باركوا التقارب بين القطبين الكبيرين، وتمنوا استمراره اعلاء للمسئولية الوطنية والقيم الرياضية لكن ما اعقب ذلك اكد ان كل محاولات التقارب وراب الصدع وجسر الهوة ما هى الا مسكنات وقتية سرعان ماينتهى تأثيرها وتعود الامور سيرتها الأولى، بفعل المقاومة الكبيرة التى يبديها المنتفعون من وراء استمرار الجفاء وزيادة حدة التعصب، فبغيابهما لن يكون لهم وجود على الساحة لذا وجب على مسؤولى الناديين ان ينتبهوا الى هذا الامر ويتعاونوا على محاربته وتنقية الأجواء منه ، وليس مقبولا من اى منهما الدفاع عن هؤلاء او تبنيهم ومنحهم الفرصة للظهور عبر شاشتيهما، وليعلم الجميع ان حرب البيانات التى اندلعت الاسبوع الماضى ليس لها فائز ، ولن يجنى من وراءها الا اتساع رقعة الخرق فى ثوب الروح الرياضية ما يصعب مهمة الراتق كما اننا نهيب بكل أجهزة الدولة العاملة فى مجال الرياضة والاعلام الا تغض الطرف عن أى خروج اعلامى عن المهنية ، ويحضرنى هنا ماقامت به فى السنوات الاربع الماضية لجنة ضبط الاداء الاعلامى الرياضى التى ترأسها الإعلامى فهمى عمر وكانت لاتترك شاردة ولا واردة الا وتوقفت عندها و اصدرت مدونة سلوك تبناها الكاتب الصحفى مكرم محمد احمد يرحمه الله ودعمها المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة السابق واستضاف جلسات المناقشة العامة والتى جرت بحضور الدكتور حمدى حسن صاحب الجهد الكبير فى اعدادها والاذاعى الكبير عادل ماهر مقرر اللجنة والزميل خالد توحيد رئيس تحرير الاهرام الرياضى الأسبق يرحمه الله ، وأبدى الاعلاميون اعجابهم بالمدونة ، وشاركوا فى كثير من الندوات وورش العمل التى اعدتها اللجنة، الا ان كل هذا طواه النسيان بانتهاء مهمة اللجنة ، وعاد الانفلات الى سابق عهده ، فمن أمن العقاب اساء الادب. لكل هذا نطالب نقابة الاعلاميين والمجلس الأعلى لتنظيم الاعلام بسرعة التدخل لضبط الساحة الاعلامية من خلال فرض تطبيق مدونة السلوك ومواثيق الشرف الصحفية والاعلامية على كل وسائل الاعلام التقليدى والالكترونى والتواصل الاجتماعى ، فالأعلام هو مرآة الشعوب ، وغذاء وجدانها وصانع وعيها ، وتركه بدون ضوابط ينذر بخطر داهم يهدد السلم المجتمعى.


لمزيد من مقالات أشرف محمود

رابط دائم: