من الأسئلة الخيالية التى تراودنى كثيرا هي: ماذا لو كنت «الآن» أصغر سنا بضع سنوات؟!، وهو نفس السؤال الذى يراودنى لمصر، ماذا لو عاد الوقت بها إلى الوراء؟!.
.. فى عام 1952 كانت مصر فى حاجة إلى إصلاح واضح، خاصة فى مجال الضمانات الاجتماعية، وإنشاء قاعدة اقتصادية، وتنمية مستدامة، مع البناء على ما هو قائم من بنية مقبولة للنظام السياسى المدني، متعدد الأحزاب، وكذلك تحديث التعليم، الذى كان ينعم بالمجانية، حتى مرحلة الثانوية، بينما الجامعة كانت مجانية أيضا، لكن لمن يحصل على ٦٠٪، وكانت المستشفيات المصرية بخير، بل إن بعض الأوروبيين كانوا يأتون إلى قصر العينى لتعلم الطب!، بالإضافة إلى وجود بنية تحتية قابلة للتطور مثل الطرق والسكك الحديدية والتليفونات، وكانت مصر رائدة عالميا فى الفنون، والإذاعة، وكان الإيطالى واليونانى والإنجليزى يعملون فى مرافقنا بالأجر!.، لكن ما حدث عقب 52 هو تحول جذرى عما كان، وتم البدء من الصفر ، فتم هدم كل شيء وأى شيء له علاقة بالعهد البائد كما أطلق عليه وقتها!. «لو» أن ثورة 52 كانت بنت على ما فات، واتخذت من الإصلاح منهجا، وليس من نزعة الثورة طريقا، لتغيرت أوضاع، وأحداث، وأحزان، وهزائم، ونكسات!. بينما فى عام 2011 كانت مصر فى حاجة إلى «ثورة» حقيقية، إلا أن ما حدث هو تولى الإخوان الحكم وهم أبعد ما يكونون عن الثورة، لذلك الفشل كان عنوانا، وهلم جرا..!.
لمزيد من مقالات أيمن المهدى رابط دائم: