الأعياد لها أيامها ومناسباتها واحتفالاتها ومسمياتها وأسبابها ويطلق على كل منها مصطلح عيد لتكرار عودته فى توقيته المحدد كل عام وكانت ترتبط فى عصور الجاهلية بالزمان والمكان وعندما جاء الإسلام شرَّع عِيدَىْ الفِطْر والأضْحى، وقد دَلَّ على ذلك ما رُوى عن أنس بن مالك رضى الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام عندما هاجر إلى المدينة وَجَدَ لأهلها يومين يحتفلون بهما فقال ما هذان قالوا كُنَّا فى الجاهلية نلعب فيهما فقال النبى قد أبد لكم الله بهما خيرا منهما يومى الفطر والأضحى وكانت الأوساط فى بعض الدول العربية تطلق على أولهما مسمى العيد الصغير لكون الاحتفال به يوما واحدا بينما الثانى يحمل اسم العيد الكبير باعتباره 4 أيام أولها النحر ويتبعه أيام التشريق الثلاثة التى تُختتم اليوم واختلفت وتعددت مسميات ذلك العيد وَوَصْفِه بالأضحى تارة لأنه يوم ذَبْح المسلمين أضاحيهم وأخرى نسبة إلى الوقت وهو الضُحى وعلاقته بموعد ذبح الأضحية بعد صلاة العيد عملا بقوله تعالى (فصّل لربك وانحر) ولذلك يطلق عليه عيد الأضاحى وأيضا سُمىَّ يوم التضحية والفداء عندما أراد الله اختبار نبيه إبراهيم عليه السلام وإعلاء شأنه فابتلاه برؤيا يذبح فيها ابنه إسماعيل طاعة لله.. وفى لحظة تنفيذ أمر الله كان قوله سبحانه «فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ)، وفدى الله تعالى فيه إسماعيل عليه السلام بما جاء فى قوله سبحانه: (وفَدَيناه بذبِحٍ عظيم وهذا ما يدعونا إلى الاستعداد للتضحية والفداء لمواجهة التحديات والأزمات طبقا لمعناها ومصطلحها بأنه بذل النفس والجهد والمال لِغاية سامية وهدف مستقبلى وتطبيقها فعليا وليس بمجرد أحاديث أو كلمات وليكن اختيارنا للتضحية والفداء بعيدا عن كل أشكالها وأنواعها المتعددة والمختلفة لأهداف أو أغراض أومكاسب ذاتية وشخصية وإنما يكون استخدام التضحية والفداء بالتخلى عن كل شىء وتقديم الروح من أجل الحفاظ على الوطن وفى سبيله وتحقيق الأمن والأمان والاستقرار والحياة الكريمة لأبنائه وخاصة فيما يتعلق بأزمة سد إثيوبيا التى اعتبرها الرئيس عبدالفتاح السيسى قضية وجود للدولة المصرية وشعبها الذى تجاوز تعداده السكانى ما يزيد على مائة مليون مواطن ويبقى القول بأن القدرات المصرية كفيلة بإحباط مخططات الأعداء وحماية حقوق الأبناء لأن التضحية والفداء من شرائع السماء.
لمزيد من مقالات عبدالمجيد الشوادفى رابط دائم: