رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

رسالة إلى آبى أحمد

السيد رئيس وزراء إثيوبيا: تحية طيبة واحتراما لشخصكم الفاضل: وبعد.

لست يا سيدى رجل سياسة أو صاحب وظيفة رسمية فلقد عبرت السبعين بسلام، وإنما هى رسالة محبة صادقة لعلها تجد عند سيادتكم وقتاً للنظر فيها وقراءتها.

مازال التاريخ وهو مدرسة الحياة يتوهج بذكرى الموقف الإنسانى الرائع التى اتخذته الحبشة يوم هجرة المسلمين الأوائل فى فجر الدعوة ويسجل التاريخ أن ملك الحبشة رحب بهم وأوسع لهم إقامة آمنة ولم ينس المسلمون والعرب هذا الموقف النبيل الرائع، كما يذكر التاريخ أن من أدخل المسيحية إلى الحبشة أسقف قبطيا هو القديس سلامة فنشأت كنيستها فى ظل ورعاية الكنيسة القبطية المصرية وظل بطريركها هو من يبارك ويرسم بطريرك الحبشة إلى عهد قريب، كما لا يزال طلاب الحبشة ممن يستعدون لحمل مسئولية كنيستهم يتوافدون إلى معاهد الكنيسة القبطية، وبين الحبشة ومصر روابط وثيقة ولم يعكر صفو العلاقات إلا نادراً سرعان ما عادت الثقة بين الأوطان والشعوب. فلماذا يا سيدى إصرار الحبشة على زرع بذور عداوة بين البلدين بسبب أعظم ما وهبه الخالق لهما النيل العظيم؟ لعل سيادتكم تعلمون أن مصر خلال سبعة آلاف سنة لم تعرف حرباً أهلية أو صراعاً مذهبياً، فهى وطن التعددية والتنوع منذ عصر الفراعنة حتى اليوم، كما أن النيل هو شريان الحياة للملايين.

يا سيدى الرئيس لقد منح الله مصر رئيساً كما وصفت أنباء العالم، رئيساً استثنائياً فى تاريخ الأمة العربية وتاريخ مصر ومنذ اختاره الله لرئاسة مصر وخطواته الحكيمة هى للسلام والتضامن، ولا تعرف مصر العدوان على الشعوب الأخرى، إننا شعب يحب الحياة وقد بنى أول وأعظم حضارة على شاطئ النيل، شعب يعشق السلام والجمال والتضامن، فلماذا ترغب فى طى هذه الصفحات من التاريخ المتوهجة بالمحبة وتترك الأمور إلى أن تصل إلى عالم مجهول، من يقبل أن يموت شعبه عطشاً، وكل إنسان على أرض الحبشة أو مصر والسودان فى حاجة إلى كل قطرة ماء، وكل سنبلة قمح، شعوبنا يا سيادة رئيس الوزراء كما تعلمون تحلم بمستقبل واعد وبإقامة حضارة وإلى تغيير جذرى فى أسلوب حياتنا وسلوكنا، لماذا لا نتكاتف معاً لبناء المراكز العلمية والمدارس والجامعات وتبادل البعثات الثقافية، إنها أحلام الشعوب ورسالة الرؤساء تحقيق هذه الأحلام بقدر الإمكان، الحياة أولاً يا سيدى ثم التنمية.. أناشدكم الله كمواطن مصري، إفريقي، أن تأخذ المبادرة لإنهاء هذه القضية ليراك العالم وإفريقيا رمزاً من رموز السلام والتقدم والرقي، أقترح يا سيدى عقد اجتماع بينكم وبين رئيسنا المحبوب تحت مظلة وحدة حياة ومصير الشعوب فالبشرية أسرة واحدة شئنا أم أبينا، يا سيدى إن العالم فى حاجة إلى المحبة والتعاون أكثر من الحاجة إلى الامتلاك والسيطرة، إن العظماء فى العالم ليسوا من يزرعون العداء بين الشعوب بل الذين يبغون الحياة والمستقبل. وتفضلوا بقبول فائق الاحترام


لمزيد من مقالات ◀ د. الأنبا يوحنا قلته

رابط دائم: