رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مصر والاستفادة من تجربة الصين فى الفضاء

يوم تلو الآخر تثبت الصين جدارتها فى ارتياد الفضاء الخارجي، فبعد مرور ما يقرب من خمس سنوات على أول مهمة مأهولة لها، ها هى تدشن فى 17 يونيو الحالى مهمة مأهولة جديدة إلى الفضاء الخارجي، بإرسال مركبة الفضاء المأهولة شنتشو -12، والتى تعنى السفينة السحرية فى اللغة الصينية، وعلى متنها ثلاثة رواد فضاء إلى الوحدة الأساسية تيانخه بمحطة الفضاء الصينية التى بدأ العمل فى إنشائها فى أواخر أبريل الماضي، وتقع على ارتفاع 380 كيلو مترا فوق سطح الأرض، ويبلغ وزنها 22٫5 طنا وطولها 16٫6 متر، وعرضها 4٫2 متر، وتحتوى على غرف للمعيشة، ومختبرات علمية وتليسكوب فضائي. وتتمثل المهمة الأساسية لروادها الثلاثة، والتى تستمر ثلاثة أشهر، فى إدخال محطة الفضاء الصينية إلى الخدمة، وذلك فى إطار سلسلة من مهام الإطلاق الهادفة إلى استكمال بناء المحطة بحلول عام 2022. لا تنفصل الخطوة السابقة عما حققته الصين من نجاحات لافتة فى مجال الفضاء خلال الأعوام القليلة الماضية. حيث نجحت فى أن تصبح أول دولة فى العالم ترسل مسبارا غير مأهول إلى الجانب المعتم من القمر، وقامت بجلب عينات من تربته إلى الأرض، كما يُعد نظام بيدو لأقمار الملاحة الاصطناعية إحدى ركائز برنامج الفضاء الصيني، وهو نظام قمر اصطناعى عالمى للملاحة يوفر تحديد المواقع والملاحة والتوقيت بالإضافة إلى توصيل البيانات. وهى النجاحات والخطوات التى تصب جميعها فى تحقيق الهدف الرئيسى الذى تسعى الصين إلى تحقيقه بأن تصبح قوة رئيسية فى الفضاء بحلول عام 2030. الخطوة الصينية الأخيرة ، تنطوى على العديد من الدلالات المهمة. فمن جهة، تؤكد ليس فحسب إصرار الصين وحرصها الشديد على تحقيق حلمها بالتحول إلى قوة فضائية عالمية، وإنما تؤكد أيضا تنامى ثقتها وقدراتها فى مجال الفضاء، حيث تعتزم إرسال العديد من العناصر البشرية والتقنية تباعًا إلى محطتها الفضائية الجديدة على مدى العامين القادمين. وهى من جهة أخرى، تعتبر إنجازا جديدا فى تطور صناعة الفضاء الصينية، بنجاحها فى اختراق الحصار الذى تفرضه الولايات المتحدة عليها فى المجال الفضائي، إذ من المعلوم أن الأخيرة منعت الصين من المشاركة فى محطة الفضاء الدولية. وهو الأمر الذى دفع بكين إلى إنشاء محطة فضائية خاصة بها، من المرتقب أن تتحول فى غضون بضع سنوات إلى المحطة الفضائية الوحيدة على مستوى العالم. حيث من المقرر أن تخرج محطة الفضاء الدولية من الخدمة فى عام 2024. ولعل مما يزيد من أهمية تلك النقطة، أن إطلاق مهمة شنتشو -12 قد جاء بالتزامن مع أجواء من التوتر تشوب العلاقات بين الصين والغرب، عكسها البيان المشترك الصادر عن القمة الأمريكية – الأوروبية الأخيرة فى بروكسل، وما تضمنه من تدخل فى شئون الصين الداخلية، عارضته الأخيرة بقوة، واصفة إياه بأنه يتجاوز كثيرا معيار تطوير العلاقات الثنائية. وكذلك إعراب قادة حلف الناتو، فى قمتهم فى العاصمة البلجيكية بروكسل عن قلقهم حيال ما وصفوه بـ «الطموحات الصينية» التى تشكّل تحدّيات لأسس النظام الدولي. وهو ما ردت عليه بكين باتهام الحلف بالمبالغة فى نظرية التهديد الصيني، والسعى إلى خلق مواجهات. علاوة على أن نجاح تلك الخطوة يمثل أهمية بالغة لبكين التى تستعد للاحتفال فى الأول من يوليو المقبل، بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعى الصيني. تتعاون مصر مع الصين فى مجال الفضاء، وذلك فى إطار السعى الدءوب من القيادة المصرية للوصول بمصر إلى مصاف الدول المتقدمة والفاعلة فى شتى المجالات، ولاسيما مجال الفضاء. وهو التعاون الذى جسده العديد من الخطوات المشتركة بين البلدين. ففى مايو 2018، وقعت الهيئة القومية للاستشعار وعلوم الفضاء المصرية مذكرة تفاهم مع إدارة الفضاء الوطنية الصينية عن بُعد بشأن التعاون فى مشروع المدينة الفضائية المصرية. ووفقا لخطة تطوير الفضاء المصري، من المخطط أن تحتوى المدينة الفضائية المصرية على أكثر من 20 منشأة بما فى ذلك، مبنى إدارى لوكالة الفضاء المصرية، ومركز تصميم وتطوير النظم الفضائية، ومدرسة أبحاث الفضاء والعلوم، ومركز التدريب والمعارض والمرافق المتعلقة. وتضم المدينة أيضا مركز تجميع الأقمار الصناعية. كما تم تعزيز التعاون الفضائى بين مصر والصين بإطلاق مشروع القمر الصناعى مصر سات -2 خلال المعرض الصينى العربى الرابع الذى عقد فى سبتمبر عام 2019 بمدينة ينتشوان حاضرة منطقة نينجشيا ذاتية الحكم بشمال غربى الصين، ما يعنى دخول المشروع بشكل رسمى مرحلة التنفيذ. ومن المرتقب أن يتم إطلاق القمر الصناعى مصر سات -2 فى سبتمبر من العام القادم. حيث سيتم إطلاقه من موقع إطلاق صيني، ومن ثم تسليمه إلى الجانب المصرى بعد دخوله المدار المحدد، والذى يمكن استخدامه فى إرسال بيانات وصور فضائية للتطبيقات البيئية وتحديد المساحات الزراعية، فضلا عن التخطيط العمرانى والأرصاد الجوية والإغاثة فى حالات الكوارث.

خلاصة القول : يمكن لمصر الاستفادة من التجربة الصينية فى مجال الفضاء، خاصة أنها لديها نخبة من العلماء والباحثين المتميزين عالميا فى هذا المضمار، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: العالم المصرى فاروق الباز الذى كانت له إسهامات فى استكشاف القمر. والعالم الدكتور عصام معروف الأستاذ بقسم الهندسة الكهربائية فى جامعة سان خوسيه، وكذلك، العالم رامى المعرى الحاصل على الماجستير فى الهندسة الفضائية، وماجستير آخر من جامعة بول ساباتييه تولوز عام 2006، بجانب آخر فى تخصص البلازما وفيزياء الغلاف الجوى.


لمزيد من مقالات أحمد سلام

رابط دائم: