رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أحلام أطفال الشوارع

التصدي لظاهرة أطفال الشوارع وما يرتبط بها من وضع دور الرعاية الاجتماعية قضية أظن أنها في حاجة للتعاطي معها بشكل قومي يعكس أهميتها خاصة أن تجربة السنوات الماضية لم تحقق المأمول منها فبرنامج حماية الأطفال بلا مأوي الذي استهدف منذ يناير 2017 حتي مايو الماضي 3246 طفلا في 10 محافظات من أصل 16 ألف طفل لم ينجح سوي في إعادة 46 طفلًا إلي أسرته ودمج 199 طفلًا في مؤسسات رعاية اجتماعية.الأرقام الصادرة عن وزارة التضامن الاجتماعي توضح وجود 470 دار رعاية أيتام موزعة على مستوى الجمهورية، وجميعنا يعلم ما يحدث بها من تجاوزات وانتهاكات جعلت نسبة كبيرة منها مفارخ للمدمنين وتجار المخدرات واللصوص . الاهتمام بأطفال الشوارع و نزلاء دور الرعاية الاجتماعية أمر يتسق مع ما تشهده مصر حاليا من اقتحام مشكلات ظلت مستعصية علي الحل عقودا عديدة . تصدي الدولة لهذه المشكلات ينطلق من رؤية لمصر جديدة يفخر بها أبناؤها فالأسرة المصرية هي الغاية والهدف فلم تحصر الرؤية أهدافها في الجوانب الاقتصادية ومشروعات الإسكان والطرق والبنية الأساسية ولكنها اشتملت علي إعادة تأهيل الإنسان وترجمة حقه في التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية بمواجهة العشوائيات والقضاء علي الالتهاب الكبدي مرورا بمبادرات 100 مليون صحة وإنهاء قوائم انتظار العمليات بالمستشفيات وتحديث القرية وأخيرا تحمل الدولة علاج الأطفال مرضي ضمور العضلات . الانتباه لمن يفتقدون أو لايعرفون الأب والأم ضرورة لا يمكن إغفالها لاستكمال عقد بناء المجتمع . هؤلاء الأطفال ضحايا وليسوا جناة لم تختر أغلبيتهم السكن في الملاجئ أو تحت الكباري . ربما كان منهم في وقت ما من كان يحلم أن يكون طبيبا أو عالما أو فنانا ولكنهم جميعا كانوا يحلمون بأن يكون لكل منهم أسرة تحلم وتطمح .. تعاني وتفرح . التعامل الجدي مع هذه الظاهرة التي تمس ما يقرب من ٢٠ ألف طفل هو في حقيقته رهان علي المستقبل إما يكونوا سواعد بناء أو معاول هدم . علاج ظاهرة أطفال الشوارع وساكني دور الرعاية الاجتماعية بالشكل المأمول أمر يفوق قدرات وإمكانات وزارة التضامن الاجتماعي . هو مشروع دولة بكل مؤسساتها بما في ذلك منظمات المجتمع المدني ورجال الأعمال فعندنا ما يقرب من ٥٠٠ دار رعاية يمكن ان يتولي رجال الأعمال وكذلك الشركات الكبري والبنوك عددا منها بالتهيئة الإنسانية لمباني هذه الدور والإنفاق عليها لتأهيل الأطفال بها تعليميا وصحيا واجتماعيا ودمجهم في نسيج المجتمع بشكل ايجابي وفعال . أظن ان مثل هذا المشروع يحتاج رعاية مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي ليتم إنجازه كما نري في المشروعات الكبري وفقا لدراسات علمية واقعية ودقيقة وطبقا لإطار زمني محدد ومتابعة دءوبة حتي يحقق أهدافه ويصنع سياجا واقيا يحول دون عودتها مرة أخري .


لمزيد من مقالات د. احمد مختار

رابط دائم: