رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«غضبة» يوليو

نصيحة لوجه الله .. ابعدوا عن «وش» مصر فى يوليو!

.. يوليو بالذات، احذروه!

الدنيا حر، والرطوبة عالية، ومصر كلها «روحها فى مناخيرها»، و«قلبة» المصريين فى هذا الشهر بالذات لا تخضع لأى اعتبارات وأى موازين، من 1952، وإلى 2013.

فى مثل هذه الأيام منذ ثمانى سنوات، تحدت مصر العالم وحسابات السياسة والتاريخ والجغرافيا، ولم تبال بتحذيرات دول ولا حكومات، ولا بتهديدات أجهزة مخابرات ولا منظمات ولا تنظيمات، وفرضت إرادتها على المجتمع الدولى، واضعة فى المرحلة الأولى اعتبارات السيادة والاستقلالية والكرامة، فقط لا غير، بعيدا عن أى مواءمات، أو تخوفات.

فى ٣ يوليو ٢٠١٣، تخوف الأعداء قبل الأصدقاء على المصير الذى يمكن أن تواجهه مصر، بعد التحول التاريخى الذى جرى على أرضها، وتحديدا عقب البيان التاريخى الذى زلزل به السيسى ميادين مصر فرحا وابتهاجا.

وفى ٢٦ يوليو من العام نفسه، نزل الملايين من جديد إلى ميادين مصر، لدعم ومساندة القرار السيادى المصرى أمام العالم كله، فيما عرف بيوم «التفويض»، تلبية لدعوة السيسى وقتها لكى يمنحه المصريون تفويضا واضحا لا لبس فيه، وبنفس لغة مليونيات تلك الأيام، لاتخاذ كل ما هو مناسب لتخليص مصر من الإرهاب الذى تخفى فى هيئة «الديمقراطية» لمدة عامين متتاليين. وخلال الفترة نفسها، ضغط اعتصام رابعة المسلح على أعصاب المصريين، ومارس مندوبو ومسئولو دول كبرى ما هو أكبر من الضغوط، وبكل ما أوتوا من وسائل صلف ووقاحة، من أجل أن تعود مصر عن هذا الطريق الذى اختارته. فى تلك الأيام العسيرة، لم يقف بجانب مصر سوى أصدقاء حقيقيين، بداية من السعودية، و«محاضرة» سعود الفيصل لأولاند، ومعها الإمارات، ووقفة «ولاد زايد»، ثم دول عربية أخرى، وبعدها دول «تفهمت» الموقف، كالصين، وروسيا، كما عدل الاتحاد الإفريقى موقفه، وبعدها، كان الدور الكبير لأصدقاء مثل اليونان وقبرص فى تغيير مواقف أوروبية كثيرة تباعا، ومن ظل ممتعضا و«مقموصا» عن جهل أو عن سوء فهم أو حتى عن سوء نية، ضرب رأسه فى الحائط، إلى أن عادوا جميعا إلى علاقاتهم الطبيعية مع مصر الدولة تلو الأخرى، ولو بدوافع براجماتية بحتة، ولكن، دون أن تتنازل مصر عن أى إجراء اتخذته.

اتهموا بلادنا بالقمع والديكتاتورية، وحاولوا ابتزازها، مرة باسم «رابعة»، ومرة باسم «مرسي»، ومرة باسم «سلطان»، ومرة باسم «ريجيني»، وانهالت علينا تقارير الإعلام والمنظمات «القذرة» وكأنها قنابل بيولوجية، ولكن ظلت مصر شامخة ثابتة، لا تقبل التدخل فى شئونها، ولا التعليق على قراراتها السيادية ولا القضائية، وكان العقلاء المنصفون وحدهم هم الذين اقتنعوا بأن مصر التى علمت العالم السلام وأشياء أخرى، يستحيل أن تقتل إلا من يستحق القتل، أو تحبس سوى من استحق الحبس، ولم تقاطع أو تخاصم سوى من يستحق القطيعة، وأثبتت الأيام والسنون صحة موقفها. هذا الكلام ليس موجها لإثيوبيا، فلا توجد فى إثيوبيا دولة تسمع، ولا قائد يعقل، ولا مسئولون يقرأون، لا التاريخ الحديث، ولا القديم، وبالتالى لا يستطيعون استخلاص أى عبر ولا فهم أى رسائل، ولو كانوا يقرأون ويفهمون، «هما واللى مشغلينهم» ، لعرفوا جيدا لماذا ذهبت مصر بملف سد النهضة «الآن» إلى مجلس الأمن، ولكن ماذا تقول فى دولة فاشلة Failed State، يقودها شخص يقتل شعبه، ويهين جيشه؟ صحيح أن مجلس الأمن «إيدك والأرض»، وهو ما ألمح إليه رئيسه مندوب فرنسا بعبارات «مائعة»، وصحيح أن تصريحات مسئولى وقادة الدول الخمس الكبرى الأعضاء فى المجلس بشكل عام غير مشجعة، وبها قدر كبير من ادعاء «البلاهة»، فإن الواضح أن هناك اتصالات رفيعة المستوى تجرى بين مصر وعواصم هذه الدول، وبالتنسيق مع السودان، ليس لاستصدار قرار من مجلس الأمن، لأن المجلس لن يتحرك أو «يستأسد» إلا بعد خراب مالطة كما هو واضح، ولكن من أجل أن تحصل مصر على ما يشبه «إخلاء طرف» نهائى من المساعى الدبلوماسية، لتستطيع بعدها الدفاع عن مصالحها وشعبها وأمنها القومى والسلم والأمن الدوليين والإقليميين بالشكل الذى تراه مناسبا، ودون الحاجة إلى «استئذان» أحد، ودون الاستجابة لأى مماطلات أو حلول وسط، وأيضا دون انتظار وقوع الضرر المادى، وهذا هو ما حدث بالفعل فى 3 يوليو، و26 يوليو، وفى حربها ضد الإرهاب «منفردة»، ونهاية بخط ليبيا الأحمر.

وعند يوليو دائما.. الخبر اليقين.


لمزيد من مقالات هانى عسل

رابط دائم: