رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الدولة والفلسفة

 قد تكون شهادتى للأستاذ الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة مجروحة، لاعتبارات كثيرة، منها كونى أستاذاً للفلسفة ورئيساً لقسم الفلسفة بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، وسيادته أستاذ الفلسفة بكلية الآداب بجامعة القاهرة، لكننى أود هنا تقديم شهادتى الصادقة، وهى طويلة ويجب أن تكون، ولذلك سأقسمها إلى قسمين:

أولا  أتناول دلالة اختيار مفكر وفيلسوف فى قامة الدكتور الخشت رئيساً لجامعة القاهرة.

 وأتناول بعد ذلك وبالتفصيل حديثه للإعلامى حمدى رزق، فهو مليء بالدلالات التى يجب الكشف عنها.

قد يبدو من شهادتى أنها شخصية جداً، وربما تكون كذلك لكنها ليست متحيزة ولا ذاتية، وأؤكد للقراء أنها شهادة من داخل الحقل الأكاديمى الذى أعلمه جيداً بحكم المنصب والوظيفة، ومن وسط المجال الثقافى الذى أشتغل عليه منذ فترة.  

إننى فخور بتولى الدكتور الخشت لرئاسة أكبر وأقدم جامعة فى مصر، فقد كنت فى غاية السعادة بتوليه لهذا المنصب لكونه من ذات تخصصى، ولمعرفتى الوثيقة بأعماله الأكاديمية والفكرية قبل توليه المنصب وعلمى بإنجازاته الفكرية والثقافية التنويرية قبل الإدارية والأكاديمية.

والحق أقول لكم إنه لحدث تاريخى مهم للغاية أن يتولى أستاذ للفلسفة رئاسة أكبر الجامعات المصرية بل والعربية أيضاً، إذ يبين اختياره رئيساً للجامعة أن الدولة على الطريق الصحيح، وأنها على وعى تام بمتطلبات المرحلة الحالية والقادمة، فنحن فى أشد الحاجة إلى تولى المفكرين التنويريين الأحرار للمناصب الأكاديمية والإدارية العليا فى الدولة، فهكذا يتم تجاوز المأزق التاريخى الذى وجدنا أنفسنا فيه رغماً عنا من جراء انغلاق العقل المصري.

 لقد عانينا كثيراً على المستوى الجامعى من مشكلة الانفصال بين التخصصات النظرية والتخصصات العملية، ومن عدم تقدير الإدارات الجامعية المتعاقبة فى كل الجامعات للعلوم الاجتماعية والإنسانية لكون تخصصاتهم عملية، ورأيت بنفسى أساتذة من الكليات العلمية التطبيقية يزدرون العلوم الاجتماعية والإنسانيات.

لكن ها هو الدكتور الخشت يقدم نموذجاً باهراً فى التخطيط والتوجيه الجامعى بوعى تام بدور الجامعة فى تشكيل عقول المستقبل ومحاربة الفكر الظلامي.

إن الفلسفة هى أم العلوم، وعندما يتولى فيلسوف تنويرى حر لمنصب رئاسة الجامعة مسئولاً عن كل العلوم فهو الأمين عليها المستوعب لدورها لعلمه بالدور الوطنى الذى يجب أن يقوم به التعليم الجامعى، وهكذا نكون فى الطريق الصحيح.


لمزيد من مقالات أ. د. أشرف منصور

رابط دائم: