أجمل مكان فى العالم لقضاء شهر العسل.. ماليزيا!
وأفضل مكان فى العالم لضخ الاستثمارات والتعاون والتنسيق معها فى شتى المجالات والقضايا .. مصر!
هذه ليست مبالغة، واسألوا دول العالم، بما فيها تلك التى حولت موقفها تجاه مصر 180 درجة.
فى ماليزيا، تشعر أن الناس «ربنا هاديها»، رغم أن كل الظروف غير مواتية لأى هدوء، فالمجتمع مكون من أعراق مختلفة تماما، أبرزها «المالايو» والصينيون والهنود، والطقس متقلب بشدة، وفى يوم واحد يمكن أن تشهد الفصول الأربعة، من حر، ومطر غزير، وعواصف، ورطوبة، ومع ذلك، الكل متعايش، ومتناغم، و«ما حدش له دعوة بالتانى»، على رأى عادل إمام، والدستور حدد حقوق وحدود وواجبات كل مواطن، أما الطقس، فلا يمنع الماليزيين من العمل والتعليم و»البيزنس» والزراعة واستقبال السائحين، وحتى الأزمات الاقتصادية الآسيوية والعالمية المتتالية والعاتية، فى 1997 وبعد الألفية، لم تعرقل «النمر» الماليزى، إلا قليلا جدا، بدليل أن بلد الـ٣١ مليون نسمة يعد الآن من بين أقوى 40 اقتصادا فى العالم، ومتوسط دخل الفرد السنوى فيه يلامس الثلاثين ألف دولار.
بعد انتهاء تجربة «مهاتير» للأبد، وبعد تألق التجربة التنموية المصرية، بالتوازى، كان لابد للقوتين الإسلاميتين المعتدلتين أن تعودا إلى الوضع الطبيعى للتعاون، خاصة بعد انكشاف ألاعيب ومخططات «أهل الشر».
لذلك، لم يكن مصادفة أبدا، أن يأتى التقارب المصرى الماليزى الآن، وبهذه الصورة المكثفة.
لم تكن مصادفة أن نشهد فى أقل من شهر واحد ثلاثة اتصالات متتالية رفيعة المستوى بين قادة ومسئولى البلدين، الأول هاتفى بين وزيرى خارجية الدولتين، سامح شكرى وهشام الدين حسين، والثانى «فيديو كونفرانس» بين الرئيس السيسى ورئيس وزراء ماليزيا محيى الدين ياسين، والثالث زيارة وزير الخارجية الماليزى للقاهرة على رأس وفد كبير، وأعتقد بأن هناك ترتيبات جارية لزيارات أخرى متبادلة قريبا.
ولم تكن مصادفة أيضا أن تجرى محادثة الرئيس السيسى مع رئيس وزراء ماليزيا تحديدا فى نفس اليوم الذى كانت فيه شراذم التنظيم الإرهابى الدولى للإخوان فى دول العالم، تلطم و«تولول» فى ذكرى وفاة «مرسى»!
ولم تكن مصادفة أن يتزامن التقارب المصرى الماليزى مع احتفالات مصر بثورة 30 يونيو، وبمرور سبع سنوات على تولى الرئيس السيسى الحكم، ولم تكن مصادفة أن يأتى التقارب فى نفس التوقيت الذى يكتب فيه مستشار أردوغان مقالا «مسيئا» عكس اتجاه تحركات مصر وتركيا لحل الخلافات، ولم تكن مصادفة أن يشيد وزير خارجية ماليزيا من قلب القاهرة بدور الأجهزة المصرية فى محاربة الإرهاب، فى الوقت الذى يبحث فيه إخوان الشتات عن ملاذ جديد آمن «يلمهم»، بعد طردهم المحتوم من الملاذات الحالية، ولم تكن مصادفة أن تطلب ماليزيا من مصر موافقتها على إرسال مساعدات إلى غزة عبر رفح، بالتزامن مع تصريح مهم لسفير إسرائيل فى سنغافورة عن قرب الإعلان عن إقامة علاقات مع ثلاث دول آسيوية «إسلامية»، ولم تكن مصادفة أيضا أن تبدى ماليزيا اهتماما كبيرا بالاستثمار فى المشروعات الكبرى بمصر، مع قرب إطلاق «الجمهورية الجديدة»، وافتتاح العاصمة الإدارية، والتى يتوقع أن تتفوق على مثلث كوالالمبور الذهبي الشهير.
ولهذا، كان من الطبيعى أن يصف الماليزيون التقارب مع مصر على أنه «بداية جديدة» فى العلاقات، ربما إدراكا منهم لأن وقتا طويلا ضاع دون التعاون مع هذا البلد الكبير، الذى يستضيف ثمانية آلاف طالب ماليزى فى الأزهر، ويعد أكبر مستورد فى شمال إفريقيا لأهم منتج ماليزى، وهو زيت النخيل، وبوابة نموذجية لنفاذ صادرات ماليزيا إلى أسواق إفريقيا، تماما كما تعد ماليزيا بوابة تجارية مثالية لنفاذ الصادرات المصرية لـ620 مليون نسمة فى أسواق دول الآسيان.
كما كانت خطوة مهمة للغاية الاتفاق بشأن التعاون المشترك لإنتاج لقاح «سينوفاك» المضاد لكورونا، وكذلك توحيد شهادات تطعيم «كوفيد» بين البلدين، وتطعيم الطلاب الماليزيين بالقاهرة، وهى خطوات لها أصداء إيجابية جدا فى الجانب الماليزى هذه الأيام.
أجواء إيجابية للغاية تبشر بـ«شهر عسل» حقيقى بين البلدين الصديقين، و«المزعجون» يمتنعون، والمنبوذون أيضا!
لمزيد من مقالات هانى عسل رابط دائم: