رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هوامش حرة
أسامة الباز

افتقد وجود أسامة الباز بحضوره وفكره وتأثيره.. كان حالة مصرية فريدة وكان حاضرا فى كل شىء.. ولم تكن هناك قضية مهمة لم تعبر عليه وكان تأثيره يتجاوز حدود مسئولياته.. فلم يكن وزيرا رغم أنه كان أكبر من المنصب وفى معارك كثيرة كنت تراه دائما فى المقدمة شريكا فى سلطة القرار.. حتى وإن بقى فى الظل وكان كبيرا رغم تواضعه الشديد وكنت تراه فى الشارع يركب المترو ويجلس فى مكتب متواضع فى ميدان التحرير.. وكان خبيرا فى كل قضايا مصر العربية والخارجية وكانت قضية فلسطين قضية حياته.. وكان حلقة وصل دائمة بين المثقفين وسلطة القرار وكثيرا ما تدخل لإنصاف كاتب أو مبدع يعانى الظلم والإهمال.. وكان مثقفا من طراز رفيع ويتمتع بعلاقات طيبة.. فى يوم من الأيام وكان يوم جمعة طلبنى فى الصباح وكنت على خلاف مع أحد الوزراء وسألنى أين أنت؟ قلت: فى البيت قال: سأمر عليك الآن نذهب فى مشوار صغير وذهبنا معا واتضح انه يريد المصالحة بين الوزير وبينى.. وكان الوزير فى انتظارنا.. وقلت له إن الخلاف بيننا ليس شخصيا فنحن أصدقاء ولكنه خلاف فى الرؤى والمواقف .. ووجدنا الوزير فى انتظارنا كان أسامة الباز حلقة وصل دائمة بين سلطة القرار والنخبة المصرية وكان يتمتع بثقة الجميع.. وكثيرا ما كنت تراه جالسا فى أحد المقاهى الشعبية يحاور الناس ويسمع منهم.. لقد ترك فراغا كبيرا.. وفى مواقف وأزمات كثيرة يطل وجه أسامة الباز المواطن المصرى البسيط المتواضع المثقف الذى كنا نراه فى المترو وفى الشارع وعلى المقاهى دون حراسة أو إجراءات أمنية.. عاش بسيطا ورحل كما عاش وكان يستحق أن يكون دائما فى المقدمة ولا أدرى لماذا بخلنا عليه.. تولى أسامة الباز مسئوليات كثيرة فى أكثر من مكان ومع أكثر من رئيس وكان نموذجاً فى الصدق والأمانة وإن فضل دائما أن يكون بين الناس.

[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة

رابط دائم: