رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمة عابرة
إثيوبيا تتمنى ضرب السدّ!

تعقيدات الواقع، واختفاء أو مداراة معظم أسبابه الفاعِلة، تُورِّط هواةَ الاستسهال، بالقليل المتاح، فى تحليلات سطحية تدفع بهم إلى اقتراحات يظنون أنها تحلّ المعضلات! ومن هذا ما نراه من أفكار يلح أصحابُها على أنها الوسيلة الوحيدة الناجعة فى التعامل مع كثير من القضايا، مثل ما يرونه بوجوب التصدى الفورى بالقوة للعدوان الإثيوبى الجسيم على الحقوق القانونية والتاريخية لمصر والسودان فى مياه النيل، ثم إنهم يتهمون من لا يتحمس لأفكارهم بتهم شديدة تتراوح بين الجهل والتقاعس والخيانة! أنظر، مثلاً، إلى حساباتهم البسيطة التي تكاد تنحصر فى أن الظروف الآن مواتية لمصر لاستخدام القوة، لأن قوتها العسكرية أضخم بكثير، ويضيفون عاملاً آخر يقولون إنه فى صالح مصر، يرونه فى انتقاد بعض الدول العظمى الآن لإثيوبيا، دون تمعن فى أن هذا النقد يكاد أن يكون محصوراً فى الجرائم الفظيعة الداخلية للحكم الإثيوبى ضد شعبه، ولا علاقة لهذا النقد بالسد.

وأما رأيهم عن وجوب استخدام القوة فوراً، وحتى دون الرد عليهم بضرورة التأنى وحساب بنود كثيرة منها التوابع الدولية ممن يتربصون بمصر وينتظرون أن تفعلها، فإن الضربة الآن هى أكثر ما يفيد نظام إثيوبيا، لأنه فى أشد الحاجة إليها فى انتخاباته المزمعة، لأنها ستجمع حوله فصائل شعبه حتى بعض من يرفعون السلاح ضده، وذلك للتصدى لما سوف يُروَّج له بأنه عدوان من مصر، خاصة أن أعداء مصر نجحوا، فى السنوات الأخيرة، فى عمل صورة سلبية لها داخل إثيوبيا، رسخها نظام مبارك عندما أعطى ظهره لإفريقيا كلها، خاصة لإثيوبيا، منذ محاولة اغتياله هناك عام 1995، أضف أيضاً المسرحيات الهزلية من مرسى وشركاه.

والمؤكد أن أمل حكام إثيوبيا فى الضربة كان من الأسباب الكامنة لتأجيل انتخاباتهم من أغسطس 2020 إلى أوائل يونيو هذا العام، ثم أجلوها إلى 21 من هذا الشهر، ويعملون، بالتوازى، على تسخين الموقف أكثر وعلى زيادة استفزاز مصر لتحقق لهم أمل الضربة! فهل ستُقام الانتخابات فى موعدها الجديد، أم يؤجلونها مرة أخرى على أملهم المعقود؟.

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: