الثلاثاء الماضى وبعد أن استمتعت على موجات البرنامج العام بحلقة من برنامج عوام فى بحر الكلام للشاعر الكبير جمال بخيت وفى نشرة الحادية عشرة مساء أسعدتنى توجيهات رئاسية بالاهتمام بزراعة الكلى ومراكز زراعة الأعضاء ولدعم وإحياء عودة معامل فاكسيرا لإنتاج الأمصال والذى نافست به مصر اكبر معامل الأمصال فى العالم وواجهت وانتصرت على أخطر ما مر بها من أوبئة، هذه النهضة التى كانت من بين كثير من مقومات القوة الصناعية التى قضت عليها كوارث الخصخصة.. لقد تمنيت فى عام رئاسى جديد أن ينضم لما تحقق خلال سبع سنوات من إنجازات قومية تكتب تاريخا جديدا لمصر المزيد من دعم الإنسان ورغم ان هذا الدعم لم يتوقف خلال السنوات الماضية خاصة فى مجالى الصحة والتعليم فمازالت المنظومة الصحية تعانى مشاكل كثيرة وفى مقدمتها أحوال الأطباء وتدريبهم وتوفير ما يمنع هجرتهم للخارج وأوجاع العلاج فى الوحدات الصحية ومستشفيات الوزارة وفندقة وأسعار العلاج فى المستشفيات الخاصة وما كتب عنه ومن قلب المنظومة الدكتور صلاح الغزالى وما تكشف من أوجاع المعلمين وتراجع أحوالهم المادية والأدبية والإنسانية والذى ظهر الكثير منه فيما كتبه العشرات منهم نيابة عن الآلاف وتناولت البعض منه فى المقالين السابقين فى اطار مطالباتهم بالحصول على معاشاتهم المتواضعة والتى تتداخل وتتأخر عن الوصول إليهم رغم شدة احتياجهم لها وأعود واكرر رغم تواضعها الشديد والذى لا يتجاوز 340 جنيها كل ثلاثة شهور ..ودعوت ورجوت أن يكون احترام استحقاقاتهم ووصولها فى مواعيدها إليهم بداية إصلاح شامل فى أحوال المعلمين واعتذارا عن إهمال طويل واساس لثورة حقيقية فى مجال التعليم والتى لا يمكن أن تحدث الا بمعلم أحسن إعداده وتدريبه ومطمئن على حاضره ومستقبله وأولاده وشيخوخته ولا يحتاج الى الدخول فى معارك ليحصل على حقوقه ويجب أن تقوم على حمايتها ورعايتها نقيب ومجلس نقابة يأتون بانتخابات من خلال جمعية عمومية ويمتلكون المؤهلات العلمية والخبرات التى توفر لهم حمل شرف ومسئوليات تمثيل عشرات الآلاف من مربى وصناع وصانعات الاجيال واذا كنا نقلنا تجربة المدارس اليابانية فهل نقلنا من هناك ما يوفر من إمكانات لإعداد المعلم خاصة مراحل الحضانة والابتدائية، حيث يتقاضى المعلم ما يتقاضاه الوزراء وكبار المسئولين باعتبارهم الصناع الأوائل والاهم لنجاحات بلادهم .
فى ابريل 2021 نشرت الأهرام تحقيقا بعنوان حافز معلمى الصفوف الأولى يثير الجدل وأنه كان من المقرر ان يكون 1000 جنيه بحد أقصى ـ وجاء فى العناوين الفرعية استياء لجنة الخطة والموازنة لعدم صرف 90 % من المخصصات وتفاوت الصرف بين المحافظات وداخل المحافظة الواحدة وعلى ذكر كيف تنفق أموال المحافظات ـ نسب لوكيل خطة النواب انه قال إن موظفا بالدرجة الثانية بمكتب أحد المحافظين يرأس ويشغل عضوية 12 لجنة حصل على 400 ألف جنيه مكافآت فى عشرة شهور .. لماذا لا يطلب وزير المالية مراجعة مصادر وكيف تنفق أموال الصناديق فى جميع المحافظات ؟! القضية أكبر وأخطر من ان تكون المعاشات المتواضعة للنقابة فقط بل مجمل الأوضاع المادية والأدبية والإنسانية لمن بيدهم أخطر مقومات بناء الأجيال ومستقبل الأمم.
> لقد تحققت فى زمن قياسى لا يتجاوز السنوات السبع انجازات حاولت أن تعالج بأقل التبعات آثار تدمير وتجريف وفساد وإفساد وإهمال لجميع مقومات الحياة طوال عشرات السنوات الماضية ـ انجازات بدأت تتحقق منذ جلس الرئيس السيسى على دفة قيادة بلاده ولا يعجز عن رؤيتها الا من فقد بصره وبصيرته وبوصلته الوطنية وهذه النجاحات هى ما يستدعى الاختلاف مع من لا يؤمن بقيمة وأهمية النقد والتقييم الموضوعى وعلى أرضية وطنية والتى لا تحترم الرأى الآخر فى بناء الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة التى نص عليها الدستور وبما يجعل الحفاظ على ما تحقق من نجاحات والانتصار على التحديات الخارجية والداخلية والتى يجب أن يكون عارفا بها كل مخلص ومحب يؤمن بجعل النقد والتقويم الموضوعى والرأى الآخر من أهم ضمانات سلامة عبور الأزمات والتحديات وتصحيح المسارات وتصويب السياسات وتحديد الأولويات ومضاعفة النجاحات.
كان هذا ايمانا عميقا ومبكرا وكان احترامى بلا حدود لأمانة وجدية الكلمة ومسئوليتها بالغة الخطورة وطوال مسيرة عملى التى اكرمنى الله بها محررة ومديرة ورئيسة تحرير لمجلة الإذاعة والتليفزيون سعدت بكل محاولة جادة لرعاية وتطوير الإعلام والتصدى لتقييد حرياته وفى اطار هذه المتابعات كان فيما أعلن فى المؤتمر الصحفى للشركة المتحدة للخدمات الاعلامية ـ السبت 29/5 والذى طرحت فيه خطوات جادة لأدوار أكثر تأثيرا وتحقيقا لرسالته والاهتمام بالكفاءات والمهارات المتميزة التى يمتلئ بها إعلامنا واتاحة سبل التقدم والصعود وتوقف تحويل الاعلاميين الى ارقام فى طوابير الاقدميات ووجود أسس وقواعد مهنية عادلة تتيح وجود قيادات تمتلك الأهلية والخبرات لتحقيق المستهدفات الخطيرة للاعلام فى السنوات القادمة وتؤمن بضرورة تدفق المعلومات واحترام الحريات المسئولة وحق المشاهد والمستمع والقارئ والكاتب فى ان يعرف ويسأل ويجد إجابات من خبراء وأخصائيين حقيقيين ومسئولين أمناء يطبق عليهم قانون جديد لمحاسبة ومعاقبة من لا يحترم حق المواطن فى ان يعرف ويفهم ويحجم عن تقديم الحلول لمشكلاته .
يزداد الطين بلة باعتبار البعض كل شكوى أو نقد يتقدم به المواطن للحصول على حقوقه امرا يسيء للدولة .. لا يدرك هؤلاء أن الرأى الآخر لا يقلل من الانجازات والنجاحات التى تدعمها وتعظمها الحريات المسئولة وتجعل دور الإعلام فى عرض وتوثيق آلام وآمال المواطنين ووضع حلول لها من أهم أعمدة قوة وصلابة الدولة وتماسك واطمئنان واصطفاف الأرصدة الشعبية وراء بلادهم.
> هل لا يكفى احتراق وتفحم 6 أطفال وإصابة عدد آخر فى احدى المؤسسات العقابية للإسراع إلى دراسات جادة وأمينة لأوضاع هذه المؤسسات التى من المفروض ان توفر من الرعاية والتأهيل النفسى والتربوى والرحمة والرعاية ما يؤهل الحدث ليعود مواطنا صالحا وهل يكفى رثاؤهم من الوزارة المسئولة بدلا من الاعتراف بالتقصير وإعلان ما سيتخذ من خطوات جادة للإصلاح ولتوفير ظروف أفضل لرعاية أطفال انحرفوا لظروف خارجة عن إرادتهم ويجب ان يجدوا فى هذه المؤسسات ما يرد لهم اعتبارهم وإنسانيتهم.
لمزيد من مقالات سكينة فؤاد رابط دائم: