رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

التربية البدنية التى يحدثنا عنها الرئيس
أمن مصر القومى.. بناء للجسد ووقاية من المرض وعلاج لكل مرض!

سبحان الله فى طبعنا الغريب.. الذى تساوى فيه الجميع.. من يعرف ومن لا يعرف!.

كلنا حرصه واهتمامه بالغ.. تجاه كل ما نشتريه بفلوسنا!. المثقف وغير المثقف.. كلاهما إن اشترى تليفونًا محمولاً.. حريص على صيانته بشراء جراب وتركيب واقٍ للشاشة.. وطبعًا صيانة أى شىء أمر طيب.. إلا أن!.

نفس هذا المثقف وذاك غير المثقف.. عندما يرزقه الله بطفل.. لم يخطر على باله للحظة.. أن هذا الطفل الذى خلقه الله فى أحسن تقويم.. هو الآخر له صيانة.. وفوض الإنسان فى صيانته!.

للأسف الحرص الهائل على صيانة ما نشتريه ونقدر على تعويضه طالما أنه يباع ويُشترى.. لا وجود له فى تعاملنا تجاه ما لا نقدر على شرائه أو تعويضه بكل مال الدنيا!. المتعلم والجاهل والقادر وغير القادر.. كلنا شركاء بنفس القدر فى إهمال صيانة أجساد أطفالنا وأجسادنا!.

قصور فاضح فى فهمنا لاحتياجات أطفالنا!. تصورنا أن العملية التعليمية هى غاية المراد من رب العباد!. نسينا وأغفلنا أن هذا الطفل.. ليس فقط عقلاً يتلقى معلومات.. إنما هو جسد متكامل متناسق الأجهزة.. وإن كان العقل نغذيه بالمعلومات.. فإن بقية أجهزة الجسد الداخلية والخارجية.. فى حاجة إلى بناء!.

تعاملنا مع المهم الذى هو الأنشطة التعليمية.. وتركنا الأهم الذى هو الأنشطة التربوية!.

ولأن المدرسة واحدة من قلاع الأمن القومى للوطن.. كان إهمالنا لها وطمس دورها وتخلف مناهجها.. البند الأهم فى أولويات الأجهزة المخابراتية المعادية.. هذه واحدة.. والثانية.. الفترة الطويلة التى أغفلت فيها الدولة أهم قطاعين.. التعليم والصحة!.

الحمد لله.. من ست سنين.. التعليم والصحة فى مقدمة اهتمام الدولة!. نعم.. ما أنفقناه فى السنوات الست على أهم قطاعين.. أضعاف أضعاف ما تم إنفاقه فى سنوات طويلة طويلة.. ولكن!.

تراكمات وأزمات سنين طويلة يستحيل حلها فى يوم وليلة.. ومع ذلك!. مصر.. يطبق فيها الآن بالتدريج التأمين الصحى إللى بجد!. مصر عاشت قرابة الخمسين سنة تعانى وتئن من فيروس C الذى يلتهم أكباد المصريين!. مصر فى ست سنوات قتلت قاتل المصريين!.

المشكلة بالغة التعقيد فى التعليم لأنها أزمة مستحكمة من سنين طويلة.. خلفت لنا أزمات فى المناهج المتخلفة وفى أعداد المدارس وأعداد المعلمين وكفاءة المعلمين ورواتب المعلمين!.

مجمل هذه الأزمات.. جَرَّدَ المدرسة المصرية من المسئولية الأهم لها تجاه الوطن.. من الأنشطة التربوية التى هى الأساس فى بناء الإنسان.. وعليه!.

خرجت الأنشطة التربوية من المدرسة المصرية بفعل فاعل من اليوم الأسود الذى قرروا فيه بناء فصول على ملاعب الرياضة بالمدرسة.. وتحويل حجرات الأنشطة التربوية الأخرى إلى فصول.. وبخروجها من سنوات طويلة.. التعليم أصبح مقصورا على مناهج يحفظها أطفالنا وشبابنا أما أجسادهم وصيانتها ووقايتها.. فتخلت المدرسة عنها.. فانتهت العملية التربوية الأهم على الإطلاق!. المدرسة اليوم فيها 23 مليون طفلة وطفل وشاب وفتاة.. من عمر السادسة وحتى 18 سنة.. يعنى فى أهم مرحلة بناء للجسد والشخصية!.

المرحلة العمرية الأهم على الإطلاق فى حياة الإنسان.. تركتها المدرسة من سنين طويلة.. والكارثة الأكبر أن أولياء الأمور.. من يعرف ومن لا يعرف.. تساووا جميعًا فى إهمالهم لاحتياجات أبنائهم الحتمية.. فى بناء وصيانة أجسادهم!.

كلنا يظن بل ويعتقد أن الطفل سينمو وحده!. هو فعلاً سينمو.. لكن الفارق هائل بين طفل تم بناء وتنمية أجهزة جسده.. بتمرينات بدنية لكل مرحلة سنية.. وبين طفل آخر لم يحصل على أى تمرينات!. كلاهما سينمو ويكبر ويطول.. لكن الفارق هائل فى اللياقة البدنية واللياقة النفسية واللياقة الصحية.. بين من حصل على برنامج تربية بدنية مدروس علميًا.. وبين من تركناه إلى حاله!.

القضية ليست فارق مستويات اللياقة فقط!. القضية فى التشوهات التى تضرب الجسد.. نتيجة عدم تنمية وتقوية وصيانة أجهزة هذا الجسد!.

على سبيل المثال.. هناك تشوه فى العمود الفقرى يظهر فى نسبة أكبر عند الفتيات الصغيرات!. هذا التشوه عبارة عن انحناء يصيب العمود الفقرى.. ويظهر أول ما يظهر فى المراحل السنية الصغيرة.. هذا الاعوجاج البسيط فى العمود الفقرى الذى ظهر فى سن السادسة.. يستحيل أن يحدث لو أن هذا الطفل.. يمارس التمرينات البدنية الموضوعة لبناء وتنمية ووقاية وصيانة الإنسان!.

هذا الانحناء البسيط فى العمود الفقرى.. اكتشافه سهل فيما لو أن التربية البدنية منهج دراسى محترم ومادة نجاح ورسوب!. اكتشافه سهل.. لأن أطفالنا فى أول كل عام دراسى.. لابد أن يخضعوا إلى كشوفات وقياسات وتحاليل طبية.. قبل أن ينفذوا منهج التربية البدنية!. هذا التشوه يظهر بالعين المجردة ولا يحتاج لأى أشعة.. وبمجرد اكتشاف وجوده.. العلاج والشفاء أسهل ما يمكن.. بدون دواء!. تمرين بدنى معين يقوم الطفل أو الطفلة بأدائه.. يعود العمود الفقرى إلى استقامته!. طيب.. لو أن أحدًا لم يلحظ هذا الاعوجاج!.

فى حالات يمكن الإصلاح بتدخل جراحى.. بعملية صعبة ومعقدة ومكلفة بسبب الشرائح المعدنية الخاصة التى يتم تثبيتها بجوار العمود الفقرى.. وفى الحالات التى وصل فيها الاعوجاج لدرجة كبيرة.. انتهى الأمر.. وسيبقى هذا الإنسان يعانى تشوه الظهر المعروف عاميًا باسم «الأتب» والذى يجعل المصاب به.. يعانى نفسيًا وصحيًا.. رغم أن تشوهًا مثل هذا.. يستحيل حدوثه.. فيما لو هناك بناء للجسد البشرى صغيرًا وصيانة لهذا الجسد فى بقية مراحل العمر.. وهذه الصيانة التى لا نعرفها حاليًا.. نبهنا لها الرئيس السيسى أكثر من مرة!.

...................................................

>> فى نوفمبر 2018 خلال فعاليات مؤتمر شباب العالم وفى أثناء مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى ندوة «كيف نبنى قادة المستقبل».. لاحظ الرئيس ظاهرة السمنة بين الشباب.. فقال: الشاب أو الفتاة مش هيقدر يدى وهو وزنه زيادة.. الولاد والبنات فى الجامعة لازم وزنهم يقل!. وأضاف الرئيس قائلاً: التوك توك عمل مشكلة فى بلدنا.. الـ100 متر بقت الناس تركب الناس مفروض بتمشى وتمشى وماتركبش مواصلات.. إلا لو كانت المسافة بعيدة!.

وفى ديسمبر 2018 أشار الرئيس مرة أخرى لظاهرة السمنة.. وذلك خلال افتتاح العديد من المشروعات فى محافظة القليوبية.. وخلال الاحتفال عرضت وزيرة الصحة.. ما تم تنفيذه وقتها فى مشروع 100 مليون صحة!. أشارت الوزيرة يومها.. إلى أن الوزارة أجرت تحاليل كاملة لـ17 مليون مصرى ومصرية.. وأسفرت هذه التحاليل عن أن 75٪ ممن أجروا التحاليل يعانون السمنة والوزن الزائد!.

الرئيس فى تعقيبه على هذه النتائج قال سيادته: نحن بحاجة إلى برنامج يمكن أن تكون الرياضة فيه.. جزءًا من الشهادة الدراسية.

الرياضة التى أشار إليها الرئيس وقصدها الرئيس مادة أساسية فى المدرسة هى التربية البدنية.. التى هى أساس بناء الجسد البشرى.. عضلات وأربطة ومفاصل وعمود فقرى وجهاز دورى وجهاز عصبى وجهاز مناعة!.

الرياضة.. بناء وتنمية ووقاية وصيانة للجسد البشرى من الطفولة وحتى آخر العمر!.

توجيه الرئيس لأن تكون التربية البدنية مادة أساسية فى المدرسة.. أراه أهم قرار فى مصلحة الوطن عمومًا والمدرسة تحديدًا.. بعودة الرياضة إليها وأهم قرار فى مصلحة الرياضة.. بعودة قوتها الضاربة إليها.. وأهم قرار فى مصلحة أطفال وشباب مصر.. الذين سيتم بناء أجسادهم بالصورة العلمية الصحيحة.. التى بها ومعها يحصلون على أفضل لياقة بدنية وصحية ونفسية!.

كل ما يمكننى أن أقوله الآن: مشروع السيد الرئيس بأن تكون التربية البدنية مادة أساسية فى مصر كلها لا المدرسة وحدها.. هذا المشروع قريبًا جدًا سيكون جاهزًا للتنفيذ كمشروع أمن قومى.. يعمل عليه الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة.. مشروع ينقل مصر بإذن الله من حال إلى حال!.

...................................................

>> مصر من فضل الله.. من أغنى بلاد العالم بما تملكه من عقول جبارة متميزة فى كل المجالات.. ولم نستفد منهم.. لأننا عشنا سنين طويلة لا نسمعهم لأننا أصلاً لا نعرفهم!.

أحد أكبر وأهم خبراء مصر الرياضيين.. الأستاذ الدكتور فاروق عبدالوهاب أستاذ فسيولوجيا الرياضة.. سألته عن التربية البدنية فقال:

1- أى نشاط بدنى يقوم به الإنسان.. وهو فى الواقع وقاية وأيضًا علاج من أمراض كثيرة أهمها.. مرض السكر وضغط الدم المرتفع وأمراض القلب والرئتين وهشاشة العظام والتهاب المفاصل وأمراض الكبد وأمراض المخ مثل الزهايمر والتهاب الأعصاب مثل مرض باركنسون!.

للوقاية من كل هذه الأمراض الخطيرة.. خبراء الصحة نصيحتهم أداء الأنشطة البدنية.. خاصة المعروفة باسم الأنشطة الهوائية والمرونة والقوة العضلية.. لمدة لا تقل عن 150 دقيقة فى الأسبوع بمعدل ثلاث مرات.. كل مرة لمدة 50 دقيقة.. أو خمس مرات لمدة 30 دقيقة.. وأبسط وأسهل هذه الأنشطة المشى!. المهم ألا تقل مدة النشاط البدنى فى اليوم عن 20 دقيقة!.

2- الذى لا خلاف عليه.. التأثير الإيجابى للنشاط البدنى على صحة الإنسان.. وأيضًا!. التأثير السلبى على صحة الإنسان الناجم عن عدم حركة الإنسان لساعات طويلة يوميًا!. منظمة الصحة العالمية أكدت أن 6٪ من حالات الوفاة فى العالم يوميًا.. يعود سببها إلى عدم أو قلة الحركة التى هى نشاط بدنى الذى هو رياضة!. الكثير من خبراء الصحة العالمية يحذرون من خطورة الكسل أو عدم الحركة!.

3- أبحاث صحية كثيرة توصلت إلى أن الذين يتحركون بشكل كافٍ يوميًا.. ثبت أنهم نادرًا ما يتعرضون للإصابة بنوبات قلبية أو ارتفاع ضغط الدم أو الإصابة بمرض السكر أو الاكتئاب أو بداء القولون العصبى أو سرطان الثدى.

جمعية القلب المصرية أوضحت أن مصر تحتل المركز الثامن فى العالم فى نسبة الإصابة بمرض السكر.. والمتوقع أن تكون فى المركز السابع عام 2030.. أى أن مرض السكر يتجه نحو الزيادة للأسف!.

منظمة الصحة العالمية.. أشارت إلى أن واحدًا من كل ثلاثة أشخاص فى العالم.. لا يقوم بالمجهود الحركى الكافى يوميًا.. أى ثلث سكان العالم لا يقومون بالنشاط البدنى المطلوب يوميًا.. الأمر الذى انعكس سلبًا على الصحة التى تأثرت نتيجة الكسل وقلة الحركة والجلوس لساعات طويلة يوميًا.. وكل ذلك نتاج التكنولوجيا.. مثل التليفزيون والكمبيوتر والتليفون المحمول وقبلها السيارات والأسانسيرات.. وهذه التكنولوجيا ما هى إلا دعوة يصعب مقاومتها.. «للأنتخة» وعدم الحركة!.

4- يوصى خبراء الصحة بضرورة دمج الحركة مع العمل اليومى!. إن أمكن.. جعل السير على الأقدام له مكان فى مشوار الذهاب للعمل!. جزء من المسافة يمشيه الإنسان.. لأن هذا المشى وقاية وعلاج!. إن أمكن الاستغناء عن استخدام الأسانسير على الأقل فى النزول من الأدوار العليا.. لأن هذه الحركة وقاية وعلاج!.

خبراء الصحة حاليًا نصيحتهم أن يمارس الموظفون عملهم وقوفًا.. وإذا جلسوا يكون ذلك لدقائق.. لتجنب مخاطر الجلوس طويلاً!. الوقوف يساعد على تخفيف آلام الظهر والعمود الفقرى.. إضافة إلى أن الوقوف يعزز الحركة.. حيث يميل الشخص الواقف إلى التحرك أكثر من الشخص الجالس.. والحركة وقاية وعلاج!.

5- النشاط البدنى.. وقاية وعلاج والجديد.. أنه أصبح مشروعًا استثماريًا واقتصاديًا!.

أمريكا نجحت فى تحقيق فائض بمليارات الدولارات سنويًا.. منذ بدأت فى استخدام الرياضة كعلاج من عام 2014!. أمريكا تمكنت من توفير 164 مليار دولار كانت تصرف سنويًا فى شراء الأدوية.. وذلك من خلال برنامج عنوانه: الرياضة علاج E.I.M) exercise is medicine).

منظمة الصحة العالمية طلبت من أمريكا.. أن يكون مشروع الرياضة علاجا.. متاحًا لكل دول العالم.. وبالفعل سارعت دول كثيرة فى المشاركة فى هذا المشروع الذى أصبح يعرف اختصارًا بـE.I.M.. وتجدر الإشارة إلى أن دول الخليج الخمس شاركت فى المشروع ونأمل أن تشارك مصر فيه.

المنظمة الأمريكية التى أظهرت هذا المشروع إلى الحياة هى (A.C.S.M).. وقد أعدت من جانبها برنامجًا تثقيفيًا عبر الإنترنت.. لمن يريد من الأطباء الحصول على ترخيص يؤهل للعمل فى المشروع.

الرياضة.. التى هى أى نشاط بدنى يقوم به الإنسان.. هى أفضل وسيلة.. ليبقى الإنسان فى صحة عقلية وبدنية ويقظًا وسعيدًا.

ثبت علميًا مؤخرًا.. أن النشاط البدنى يساعد على بناء خلايا المخ بشكل أفضل وأسرع.

انتهى كلام الدكتور فاروق عبدالوهاب وأقول أنا:

يجب أن تكون ممارسة أى نشاط بدنى.. مسألة حتمية لا خيار تجاهها بالنسبة لأطفالنا وشبابنا.. لأنها طوق النجاة من أمراض لا تحصى.. ولهذا!.

التربية البدنية فى المدرسة المصرية.. مشروع أمن قومى للوطن.. لأنه بناء وحماية ووقاية وعلاج أجساد 23 مليون طفل وشاب فى المدرسة المصرية.. هم ثلث الشعب المصرى اليوم وكل الشعب فى الغد.


لمزيد من مقالات إبراهيـم حجـازى

رابط دائم: