رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

دراما رمضان ما لها وما عليها

منذ بدء السباق الدرامى الرمضانى والناس جميعا كانوا فى حيرة كيف يتسنى لهم متابعة 28 مسلسلا تسابقت نحو 13 شركة لإنتاجها وتعرض فى أوقات متزامنة هذا الإنتاج الضخم المتنوع والذى جسدته باقة متنوعة من أشهر نجوم التمثيل والإخراج ومن أجيال متعددة بمان فيهم بعض الوجوه الجديدة .. وبعد صعوبة وعناء الجمهور فى ظل يوم عمل وتكدس الأجندة الرمضانية عند الغالبية بدأت كل فئة تتابع ما يروق لها من مسلسلات وسط هذه الوجبات الدرامية الدسمة وطبقاً لما يتوافق مع اختياراتها من حيث النجم ووقت العرض وفكرة المسلسل وغيرها وبعد مناقشات ومشاهدات متعددة لأعمال متنوعة لوحظ تفوق الدراما السياسية والتاريخية لما لها من دور فى توثيق الاحداث السياسية والتاريخية التى عشناها جميعا. ونتمنى غرسها فى ثقافة ابنائنا وإحياءها عبر الزمن من خلال دراما راقية تمثلت فى الاختيار وهجمة مرتدة والقاهرة كابول أما باقى المسلسلات والتى أخذت الخط الاجتماعى فقد لوحظ غياب الكود الأخلاقى عن معظم المشاهد فى مختلف الأعمال الاجتماعية فاتسمت غالبية الأعمال بتبادل الشتائم والسباب واللقطات الفجة التى تخرج عن خط البناء الدرامى بل تشوه الواقع المصرى جراء استخدام ألفاظ بذيئة وحوارات سوقية متدنية ولم يقتصر الامر على ذلك بل هناك أعمال تمجد الجريمة خاصة الإلكترونية باصطناع أبطال وهميين وتطرح طرق وأنماط التدخين بكل أنواعه وتعاطى المخدرات والخمور بشكل متكرر وعلى مدى العمل وكأنها تقدم درساً فى الأوقات والكيفية التى ينبغى بها شرب الخمور وليس هذا فقط بل امتد الأمر لممارسة العنف غير المبرر ضد المرأة كما فى مسلسل اللى مالوش كبير. متناسية كل الإنجازات التى تحققت للمرأة وكذلك محاولة لصناعة نجوم تك توك والبحث عن تريد .......

والحقيقة أن كل ما تفعله هذه الدراما هو تشويه الميراث الأخلاقى والقيمى والسلوكى بدعوى أن هذا هو الواقع.

ويضاف إلى هذا أن هناك أخطاء من نوع آخر تمثل خروقات مهنية وسقطات فنية سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة فهى تسبب خللا واضحا يدركه النقاد من أول وهلة ويدركه أيضاً الجمهور النشيط الذى فتحت له مواقع التواصل الاجتماعى نوافذ المقارنة والنقاش وتبادل اللقطات. وتمثلت هذه الأخطاء فى تكرار موسيقى تصويرية، أخطاء فى توثيق الاحداث، أخطاء راكور، أخطاء فى مراجعة ومتابعة الخصوصية الثقافية للمجتمع الصعيدى كما يحدث فى مسلسل نسل الأغراب الذى يبتعد تماما عن شكل وجوهر وثقافة أهل الصعيد.

ومن الواضح ان الصورة المعروضة لمعظم الشخصيات فى الاعمال الدرامية هى انعكاس لاختزال حالات الصراع الدرامى بين الخير المجرد والشر المجرد مع رغبة من المنتج فى جذب عدد كبير من المشاهدين خاصة رواد ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعى للبحث عن تريند يتصدر الصفحات ويقدمه المراهقون على تطبيق التك توك الأمر الذى أسهم من وجهة نظر المنتجين فى إقحام كل هذه السلبيات.

وثمة أسئلة تطرح نفسها مثل لماذا وضعت لجنة الدراما فى المجلس الأعلى للإعلام نحو 19 معيارا مهنيا لضبط المشهد الدرامى خاصة فى شهر رمضان بعد مناقشات واجتماعات من خبراء وأساتذة وأكاديميين وسميت بالكود الأخلاقى للعمل الدرامي؟.

والسؤال الآخر الا يعلم صناع الدراما التأثير الغرسى الثقافى الذى تحدثه الدراما فى المشاهدين خاصة النشء وما ارتبط به هذا الغرس من مفاهيم مثل التوحد مع الشخصيات الدرامية أو التعرض للنافذة السحرية التى ينظر لها بعض المشاهدين على أنها تعرض الحياة الحقيقية الكاملة. فالرقابة الأخلاقية على الدراما لا تعنى عرض المجتمع بشكل مثالى بل تعنى طرح الايجابيات وغرسها فى نفوس النشء وعدم تضخيم السلبيات وإبرازها وكأنها ظاهرة مجتمعية


لمزيد من مقالات د. إلهام يونس

رابط دائم: