رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اجتهادات
هل تكتمل القصة؟

يُحكى فى الولايات المتحدة الآن عن قصة نجاح حققتها إدارة الرئيس جو بايدن فى المائة يوم الأولى, بعد إعطاء أكثر من مائتى مليون جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا فى أقل من مائة يوم. نجاح لوجستى كبير يدل على قدرات تنظيمية عالية، ويتحول إلى إنجاز سياسى فى لحظة صارت الجائحة الخطر الأكبر بالنسبة إلى معظم البشر فى أنحاء العالم0 وقد حظى هذا النجاح بأعلى تقدير فى استطلاعات الرأى العام التى أُجريت فى الأيام الماضية حول تقييم أداء بايدن فى المائة يوم الأولى، بينما لقيت سياسته تجاه الانقسام السياسي-الاجتماعى المتفاقم فى أمريكا أقل مقدار من القبول على أساس أنه تخلى عن وعوده بالعمل لإعادة توحيد البلاد. لكن السؤال الذى لم يُطرح بعد بشأن قصة نجاح إدارة بايدن فى حملات التطعيم هو: هل تكتمل هذه القصة التى حسَّنت صورته لدى قطاعات من معارضيه، وضمنت نوعًا من التوازن فى اتجاهات تقييم أدائه؟. فالمعيار فى النهاية هو إمكان الوصول إلى حالة المناعة الجماعية من عدمه0 والمشكلة, هنا, تتعلق برفض جزء من الأمريكيين، وتردد آخرين، فى تعاطى أى من اللقاحات المتوفرة بكثرة، وخاصةً لقاح مودرنا الموجود فى كل مكان لسهولة تخزينه، ولقاح فايزر الذى يمكن الحصول عليه فى المستشفيات والوحدات الصحية الكبري. تفيد البيانات المتاحة حتى 24 أبريل الماضى أن أكثر من 40 فى المائة من الجمهوريين لا يرغبون فى التطعيم، وأن نسبة يُعتد بها من الأمريكيين السود رافضون أو مترددون. كما أن الكثير من الأسر لا تريد تطعيم أطفالها فى الوقت الذى يُتوقع أن تطرح شركتا مودرنا وفايزر لقاحات لمن بلغوا 12 عامًا فأكثر فى وقت قريب. فقد ثبت أن الإصابة بالفيروس لا ترتبط بفئات عُمرية. وأن نحو 8 فى المائة من المصابين فى أمريكا العام الماضى كانوا أطفالاً. فهل يمكن، والحال هكذا، الوصول إلى مستوى المناعة الجماعية التى تتطلب تطعيم 75 إلى 85 فى المائة من السكان بمن فيهم الأطفال الذين يُشكَّلون حوالى ربع الأمريكيين الآن؟ سؤال يتوقف اكتمال قصة نجاح التطعيم على جوابه.


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: