رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اجتهادات
تجارب فاشلة مُتكررة

لا يستطيع الطبيب أن يضع تصميمًا معماريًا لمبني, مثلما لا يقدر المهندس المعمارى على معالجة مريض. وقل مثل ذلك عن مُمثلى السينما ولاعبى كرة القدم.

لا يكفى أن يكون الشخص مشهورًا ليؤدى عمل شخص آخر مشهور أيضًا. والممثلون هم الأكثر شهرة بين الفنانين. كما أن لاعبى كرة القدم هم الأشهر بين الرياضيين. وربما يكون اللاعب الذى يريد أن يكون مُمثَّلاً، أو يُراد له ذلك، مُحبَّاً للسينما. وقد يكون موهوبًا أيضًا. ولكن حب أى فن لا يعنى معرفته جيدًا، والموهبة لا تكفى بلا دراسة أو خبرة تصقلها.

ولهذا، ليس متوقعًا أن يَنجح لاعب كرة القدم السويدى زلاتان إبراهيموفيتش، الذى يلعب الآن لنادى إيه سى ميلان الإيطالي، فى أداء دور كايوسى أنتيفيروس فى فيلم طريق الحرير The Silk Road الذى يخرجه الفرنسى جيوم كانيه. وسيعرف إبراهيموفيتش أن نجاحه فى الكرة، وهو الذى يواصل تألقه فيها رغم بلوغه التاسعة والثلاثين، لا يمكن تكراره فى السينما. ولن تختلف تجربته عن لاعبين آخرين سبقوه إلى تجريب أنفسهم فى الفن السابع، وبينهم لاعبون مصريون كان أولهم صالح سليم فى فيلم «السبع بنات» عام 1961، ثم فيلم «الشموع السوداء» الذى أدى فيه دور البطولة.

وربما يكون «المايسترو» الوحيد بين لاعبى الكرة المصريين الذى حقق نجاحًا فى هذا الفيلم. ورغم ذلك أدرك أن السينما ليست «لعبته», فأنهاها بعد تجربته الأخيرة فى فيلم «الباب المفتوح» عام 1963.

وبخلاف هذه الحالة، لم تحقق تجربتا عادل هيكل وعصام بهيج، اللتان تزامنتا معها، أى نجاح. وقل مثل ذلك عن تجارب لاحقة للاعبين طال أمد محاولاتهم، ولم يُحقَّقوا أى حضور فى أفلام عدة شارك فيها كل منهم.

إن الفرق كبير بين فيلم سينمائى يُصَّور فى مواقع عدة، وكرة القدم التى تُلعب على مستطيل أخضر. ومن يتقن اللعب على هذا المستطيل لا يُجيد التمثيل إلا إذا كان موهوبًا وأعدَّ نفسه جيدًا فى وقت مبكر، مثل أحمد صلاح حسنى الذى اعتزل كرة القدم تمامًا رغم نجاحه فيها عندما اكتشف الفنان المتعدد الجوانب الذى فى داخله.


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: